منذ 7 سنوات لم يخطيء البعض عندما أعلنوا أن النجمة اللبنانية إليسا هي ملكة الإحساس، بل ربما لم يعطوها حقها لأنها ليست ملكة الإحساس فقط بل ملكة باختياراتها التي جعلتها الرقم الصعب في المعادلة الغنائية الصعبة.
هي إليسا التي حققت انتصارات كبيرة منذ انضمامها إلى شركة روتانا وأقصد هنا العام 2004 أي قبل 13 عاماً، وبعد كل عمل فني لها نتساءل كلّنا ماذا ستقدّم بعد إليسا بما أننا أصبحنا في زمن الألحان المسروقة والكلمات الهابطة.
كنا نخاف أن تنجر إليسا كبعض النجمات إلى اختيار الأغنيات التي لا تليق بها، لكنّها لم تقعل واعتقد أنها تتروى كثيراً خلال اختيارها للأغنيات ولو تأخرت عن إصدار ألبومها لأكثر من سنيتن فهمّها أن تقدم الأفضل.
ألبوم إليسا الأخير لا يزال يحقق انتصارات عالية جداً إن من حيث نسبة الإستماع على اليوتيوب أو من خلال تداولها بين الناس بكثرة خصوصاً أغنية (عكس اللي شايفينها) التي تحاكي وجع أغلبية المجتمع العربي وخصوصاً النسوة الناجحات والشهيرات. هذا العالم الذي ظلم الكثيرات لوجود بعض الفتيات اللواتي تبعن أجسادهن مقابل الضوء والمال.
ومن هو بعيد عن الوسط الفني يقول جملة واحدة أسمعها بتكرار “مش كل يالي بالوسط حكايتهم نفس الشي وكيف وصلوا للشهرة”
إليسا ربما أيضاً تسمع هذه الجملة رغم أنها من النجمات المحترمات، ومن اللواتي تعبن كي تحتل المراتب الأولى في لبنان والوطن العربي وكانت أول فنانة عربية حازت على جائزة عالمية وهي الـ World Music Award.
وبعد انتظار، أطلقت إليسا كليب أغنيتها (عكس اللي شايفينها) ولعبت دور الراقصة اللبنانية داني بسترس التي عاشت حياة صعبة ودخلت كآبة حادة بعد غرق ابنها الوحيد، وكانت تتصرّف أمام الكل بأنها قوية وسعيدة لكن في الحقيقة كانت “عكس اللي شايفينها” إلى أن ماتت بظروف غامضة والأرجح قتلاً رغم أنهم قالوا بأنها ماتت انتحاراً.
رسالة إليسا واضحة جداً وكأنها تقول لنا أو لكل شخص أن لا نحكم على تصرّفات بعضنا البعض ولا على سلوكيات النجوم من خلال منظرهم الخارجي بل علينا البحث في أعماق قلوبهم المجروحة..
في الكليب استطاعت إليسا أن تُبكينا فاندمجنا بمشاهدها التمثيلية وكأننا نشاهد فيلماً سينمائياً في أقل من 5 دقائق.. هي ليست فنانة غناء وحسب بل أن التمثيل يليق بإليسا كثيراً لأن لديها مواهب متعدّدة جداً ولذا احتلت وتربّعت على عرش الأوائل.
نشكر إليسا لأنها قدمت من خلال هذا الكليب رسائل باطنية كثيرة ومنها كيف يستطيع الإنسان أن يتخلص من مشاكله؟ وأن النجومية ليست سهلة بل صعبة وقد تؤدي إلى الإنتحار، وكيف يستطيع الإنسان أن يخلق السعادة الإجتماعية المنافقة أي كيف يبرهن للناس بأنه بخير لكن في داخله كتلات من نار جهنهم.
وسلّطت إليسا ومعها المخرجة آنجي جمال الضوء على حياة راقصة لبنانية مهمة جداً وهي داني بسترس، والتي لا يعرفها الكثيرون الآن وكانت ماتت في عز شبابها في أوائل التسعينات ولا أحد يعرف حجم الألم الذي عاشته.
استفدنا من كليب (عكس اللي شايفينها كثيراً) وكم هو جميل عندما نتعرّف على قصة حقيقية جديدة من خلال كليب لا يتجاوز الـ 5 دقائق.
مساء الثلاثاء كان مساء إليسا بعد أن حققت رقماً خيالياً جداً في أقل من ساعة، وبلغت نسبة المشاهدة لكليبها على (أنغامي) أكثر من 8 مليون (كما ترون في الصورة أدناه).. باختصار هذه اليسا ونقطة على السطر..
سارة العسراوي – بيروت
)
