احلام مستغانمي تحقر غادة السمان وتحولها إلى فان للقصيبي
احلام مستغانمي تحقر غادة السمان وتحولها إلى فان للقصيبي

نحن لسنا في زمن القراءة، وتفضل الأغلبية قراءة الخبر الذي لا يتعدى الـ 5 أو 6 أسطر.

الثورة التكنولوجية قضت على الكلمة واستبدلتها بصورة أو فيديو!

لكن حين الحديث عن غادة السمان وإنجازاتها في عالم الأدب لا يمكننا اختصارها بخمسة أسطر خصوصاً إن كان أحدهم أراد تصفية حسابات شخصية معها!

لذا قد يكون نصّي طويلاً فاعذروني.. أو انسحبوا ولا تكملوا القراءة.

عادت أحلام مستغانمي بكتاب (شهياً كالفراق) وعرفتْ كيف تختار عنوانًا يجذب القراء وجاء مناسباً لأوضاعنا في العالم العربي.

ماذا ربحنا في زمن الربيع العربي سوى فراق أحبتنا، فراق أهلنا إلى قارات مختلفة خوفاً من خريف عربي بلع الأنظمة بحجة نشر العدالة وتحقيق الديمقراطية، فهجر أولادنا إلى بلاد توفر لهم الأمن والأمانة، بعيداً عن الظلم والمآسي. منذ آواخر العام 2010 ومطلع العام 2011 لا نشهد إلا الفراق، وجاء عنوان كتاب أحلام مستغانمي ليشجعنا على شراء كتابها وقراءة محتواه ما إن كانت ستتكلم عن حبيب أو بلد أو أهلِ غادرونا.

كلما أردت الهروب من العالم الإفتراضي الذي أبعدنا عن الواقعية، ألجأ إلى كتاب لأتمعن به أو بقصة بغض النظر عن الكاتب.. واخترت هذه المرة (شهياً كفراق) الذي تم توزيعه منذ 4 أيام. كنت متعطشة لقصة حب لا تنتهي بفراق أو ألم أو هجران أو موت. يضمّ هذا الكتاب صفحات من ذكريات أحلام الكاتبة والإنسانة، سردتها للمرة الأولى. ذكريات عاشتها مع من عرفتهم مثل نزار قباني وغازي القصيبي.

وتتحدث أحلام في كتابها عن رجل غامض يتقرّب من الكاتبة (أحلام مستغانمي)، بطلة القصة، ويخاطبها بكلماتٍ ليست سوى كلماتها. جملٌ سبق وقالتها لكاميليا، ملهمة كتاب (نسيان. كوم). وكانت تتساءل وتحاول البحث عن السبب الذي أبعدها عن الكتابة لخمس سنوات.

استوقفني في (شهياً كفراق) هو تحدّث أحلام بإزدراء عن الكاتبة السورية – اللبنانية الرائدة غادة السمان التي عرفناها منذ نعومة أظافرنا من خلال إصداراتها الأدبية لتي فاقت الـ 50 أو بقصص حبها مع الكاتب غسان كنفاني.

أحلام وفي الصفحة الـ 113 كتبت أن غادة السمان كانت تشتري كتاب السعودي غازي القصيبي، وكان سفيراً للسعودية في لندن، وكانت ترسل له الكتاب كي يوقّعه لها، بينما كان غازي القصيبي الذي توفي سنة 2010 (حسب ادعاء أحلام) يتصل بأحلام ليسألها عن رأيها في كتابهِ.

ما جدوى هذا الخبر؟ وكيف يتلقاه القارئ سوى أنه استعلاء منها على السمان؟

أحلام ببساطة وحين عجزت عن أن تكون غادتنا السمان تعمشقت وكذبت واعتدت للمرة الثانية على قامة أدبية عظيمة لتفوز بنفورنا منها!

وأرادت أن تقول بأن الراحل لم يكن يضع غادة السمان ضمن حساباته، ولم يكن يهمه رأي غادة بكتاباته وكان يعاملها على أنها معجبة لا أكثر. وبهذه الخبرية التي ادعتها أحلام في (شهياً كفراق)، والتي لا شاهد عليها طالما أن من تذكره مات وطالما أن غادة السمان لا تسقط إلى مستوى أحلام ولا ترد عليها.

أحلام مستغانمي.. جعلت من غادة السمان Fan تسعى لتوقيع من غازي القصيبي! هل من مجزرة أبشع من ذلك.

ولنفترض بأن ما روته أحلام عن القصيبي صحيحاً، فهل يحق لها أن تفشي أسراراً ربما تورط بها صاحبها وكذب ليستدرج أحلام الأنثى والناشطة في اتصالاتها على الهواتف ليلياً. أحلام انتقدت في كتابها (شهياً كفراق) الصبية التي دخلت إلى حياة الكاتب الأميركي د. سالنجر بعد أن عرضت بعضاً من رسائله في مزاد علني، أو عندما انتقدت الضابط البريطاني الذي أحبته الليدي ديانا، وكتبت له تشكو وحدتها وعرض رسائلها بعد موتها بعشرات ملايين جنيه استراليني بذريعة حاجته إلى المال إلا أن ابنها اشترى الرسائل بعشرات ملايين الجنيهات ليحمي حرمة أمه في قبرها.. فلو استطاعت أحلام أن تنتقد غادة السمان التي نشرت الرسائل التي وصلتها من غسان كنيفاتي بعد وفاته “ما كانت قصرت” رغم أن قصة حبهما لم تكن سرية. وهنا أسأل أحلام كيف انتقدت من عرضوا رسائل وصلتهم من عشاقهم في مزاد علني من أجل المال، وهي سربت معلومة قد تكون صحيحة أو خاطئة تخص حياة غادة السمان ورغبتها بتوقيع من غازي القصيبي؟

ما نعرفه جميعنا أن المرأة عدوّتها امرأة، لذا أحلام تسرق غادة السمان مرة (الأسود يليق بكِ) وتنتقم من غادة السمان مرة أخرى في (شهياً كفراق) وقد تستوقف هذه الخبرية عدداً من القراء الذين قد يتساءلوا هل فعلاً غادة السمان كانت تريد توقيعاً من غازي القصيبي وتتعامل معه كـ Fan السوشيال ميديا الآن؟

غادة السمان التي عرفناها منذ طفولتنا، ورافقتنا في مراهقتنا، وتعلمناها في المدرسة في لبنان، وكانت حياة غادة السمان وكل رسائلها لغسان كنفاني موضوعاً للنقاش في المرحلة المتوسطة والثانوية.. عرفناها كاتبة كبيرة بحجم أوطان وهي السورية اللبنانية البريطانية.

غادة السمان أصبحت رمزاً وما عادت لأنها حملت قضايانا ولم تتحرش بالكبار ولا عربشت على أكتافهم لتصل بل حملت همومنا وحكاياتنا وأفراحنا وأتراحنا على كتفيها وناضلت بشرف الأديبة فاستحقت وسام وفائنا.

هم أحلام مستغانمي مقارعة غادة السمان وهم غادة السمان الوحيد قتال أعداء الإنسانية وعشاق الجهل. غادة السمان الحرة لا تستطيع أحلام المتهورة أن تضعها في قمقم أحقادها.

أحلام الطفلة صاحبة الأربع كتب تحبو راكعة أمام جمهورية أدب اسمها غادة السمان.

من يركع لشوفير لا يمكن أن يستقيم جسده ابداً.. ومن يركع للدينار لا يمكن أن تتأدب نفسه وتعف وتعفو عن ذنوبها ووضاعتها.

سارة العسراوي – بيروت

Copy URL to clipboard


























شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار