• طعمٌ، رائحة وملمس الشوكولا مزيج فريد للإغراء والإثارة والنشوة

  • الشوكولا صديق النفس المتعبة

  • تأثيرها الكيميائى يشبه الوقوع في الغرام

عرفت منذ قديم الأزمنة، لطعمها الخاص وفوائدها القليلة. مع الوقت بدأت محاسنها تتكشّف، واهتم بها الخبراء عبر العالم ليجدوا أن حسناتها الكثيرة تُذهبُ سيئاتها القليلة.

في التحليل العلمي لمكوّنات الشوكولا وتأثيراتها، يظهر أن هذه السمراء الجميلة، لها مفعول المحسّن للمزاج وللنفس المتعبة.

واجهت شجرة الكاكاو وبالتالي الشوكولا كافة أنواع الإتهامات، لدرجة أنه تمّ التحذير منها تماماً مثل نبتة التبغ، فهي حسب الاتهامات- تسوّس الأسنان، تزيد الوزن، تسبب هيجان البشرة، لكن بالمقابل، إن تمّت مراعاة الاعتدال في تناولها، فهي براء..

الشوكولا معشوقة الجماهير
الشوكولا معشوقة الجماهير

يعود تاريخ تعلّق الإنسان بالشوكولا إلى أكثر من خمسة قرون قبل الميلاد، فحسب باحثين أميركيين، أظهرت الكثير من الدراسات التي أجريت في مراكز تصنيع الشوكولا في بنسلفانيا، وأُتبعت بأبحاث في قسم الآثار، في جامعة تكساس، وجدت آثاراً للكاكاو في أوانٍ عُثر عليها في مقابر موقع أثري، لقبائل المايا في (كولها) شمال بيليز- أميركا الوسطى، حيث اكتشفوا مادة ثيوبرومين، الموجودة فقط في نبتة الكاكاو في هذه المنطقة من العالم.

وأكّد باحثو مجلة Nature العلمية البريطانية، أن تاريخ تلك الأواني ومحتوياتها يعود إلى ما بين 600 سنة ق. م. و250 سنة ب. م.

– شعب المايا أُغرم بالكاكاو، المكوِّن الأساسي للشوكولا. صنعوا منه مشروبات منوّعة، واستخدموه في موائدهم، خلطوه مع عناصر أخرى: كالماء ودقيق الذرة والفلفل والمنكهات والعسل.

– أوروبا، القارة العجوز، عرفت الشوكولا في شبابها، مطلع القن السادس عشر، عندما أرسل الحاكم الغازي الإسباني (هرنان كورتيس) أول شحنة منها إلى ملك إسبانيا، الذي أعجب بها.

– سنة 1615 تزوجت آن (بنت ملك إسبانيا) لويس الثالث عشر- ملك فرنسا، وانتشرت حضارة الشوكولا بين الفرنسيين. وقديماً، حُكي بلغة العصور الفائتة، عن فوائد الشوكولا، فقيل إنها تريح الكبد، وتساعد على الهضم، وتجعل الشخص سعيداً وقوياً.

  • معلومات

اكتشفها الإسباني فرناند كورتيز. وبعد دخول الإسبان بلاد المكسيك عام 1519، لاحظوا أن أهل تلك البلاد يستمتعون بنوع من الطعام البنّي، تكوينه كما الكريما الطرية، فتشوّقوا لتذوّقه، وعندما فعلوا، وجدوا طعمه مرّاً.

استغرب الإسبان ذوق المكسيكيين، وكيف يستسيغون مرارة الطعم، وحين سألوا عن سرّ التعلّق به، أخبروهم أن هذا النوع من الطعام، يكسب القوة للرجال.

الشوكولا اكتشفها الإسباني فرناند كورتيز
الشوكولا اكتشفها الإسباني فرناند كورتيز

المحاربون الإسبان لم يهتمّوا له على الإطلاق في البداية، لكن ولحسن حظّ الذواقة، فإن أحد المبدعين الذين لم يسجّل التاريخ اسمه، وبعد إدخال قصب السكر إلى جزر الكناري، راودته فكرة مزج السكر بالكاكاو، ما خفّف من طعمها المرّ، ثم، ومع الوقت، تطوّر الإكتشاف وتفنّن الناس بالإضافات من الحليب، رفيق الشوكولا الدائم، مروراً بالفانيليا والمسك والعنبر، ثم المكسرات من جوز ولوز وبندق وحتى الكحول.

شجرة الكاكاو، تحتاج في زراعتها إلى مناخ رطب وحار، يتراوح ارتفاعها من 3 إلى 12 متراً.

مرحلة حملها للثمار تبدأ باكراً، منذ السنة الثالثة لزرعها، وكي لا تشيخ الشجرة، يجب أن تقطع أزهارها كل سنة.

  • أسرار الشوكولا

الشوكولا كنز من المواد المغذية، وقيمتها الغذائية عالية.

تتكون من 55% من المواد الكربوهيدراتية و30% من المواد الدهنية و6% من المواد البروتينية، وهي المواد الثلاث الأساسية التي يتألف منها الغذاء الضروري للجسم، إضافة إلى احتوائها على الفوسفور والكالسيوم والمغنيسيوم والحديد وفيتامينات A، B ،C وتعتبر الشوكولا من أغنى المواد بالوحدات الحرارية فكل 100 غرام منها يحتوي على 500 وحدة حرارية وهي مصدر سريع للطاقة، غذاء مثالي للعمال، والرياضيين، والكتّاب والمفكرين، إذ تمنحهم نشاطاً وحيوية ذهنية.

الشوكولا
الشوكولا كنز من المواد الغذائية
  • مسوحات دماغية

وأوضح علماء الأعصاب في كامبريدج، أن لهذا الأمر علاقة بالطعم نفسه، أكثر من ارتباطه بالمواد الكيميائية المسؤولة عن المزاج والنفسية. فلوح من الشوكولاتة مثلاً، لا يحتوي على كميات من المواد المحسنة للمزاج تكفي لإحداث الاختلاف، كما أنّ البعض منها قد يتواجد بتركيز أعلى في قطعة من جبنة الشيدر مثلاً، إلاّ أن أياً من هذه الأطعمة لم يرتقِ إلى مستوى التأثير الذي تختصّ به الشوكولا.

وتتّجه التحليلات العلمية إلى الاعتقاد أنّ الآثار المثيرة للمزاج، التي تمتاز بها الشوكولا، ليست دوائية، بمعنى أن مكوّناتها لا تؤثر على الدماغ من خلال عمل بيولوجي مباشر، ولكن التفسير البديل، يتمثل في أنّ تأثير تناول الشوكولاتة غالباً ما يكون نفسياً، فالمزيج الفريد من الطعم والرائحة والملمس، يجعلها مغرية ومثيرة للسرور والنشوة، ومحفّزة للمراكز الدماغية المسؤولة عن المشاعر الإيجابية، أي أن الطعم الرائع هو الذي يُحسِّن مزاج الإنسان ويشعره بالسعادة.

طعم الشوكولاتة الرائع، هو ما يفسّر سبب ارتباطها بتحسّن مزاج الإنسان ومعنوياته
طعم الشوكولاتة الرائع، هو ما يفسّر سبب ارتباطها بتحسّن مزاج الإنسان ومعنوياته

ومؤخراً، أعلن فريق باحث في معهد العلوم العصبية في سان دييغو، -كاليفورنيا- عن اكتشافه جزيئات كيميائية في الشوكولا السوداء، لها الأثر نفسه لحشيشة الكيف على الدماغ، وبذلك تسهم في تكثيف الشعور بالمذاق اللذيذ، والنشوة التي يشعر بها المولعون بالشوكولا.

  • من مآثر الشوكولا بحسب خبراء الكيمياء:

– تحتوي على عناصر مضادة للأكسدة مفيدة جداً للصحة وتحسّن من أداء الدفاعات المضادة للأكسدة وضد حالات التوتر الناتجة عن عوامل الأكسدة مثل تلوث الهواء والتدخين والإشعاعات فوق البنفسجية.

– بينت الدراسات، أنّ متوسط عمر محبي الشوكولا، أطول من الذين لا يتناولونها إطلاقاً.

– تأثيرها الكيميائي يشبه الوقوع في الغرام، فهي تؤثر في المناطق الدماغية الخاصة بتحريك وإثارة المشاعر الراقية والإحساس بالرضا عن الذات.

– تمنع الإصابة بالقرحة، فمضادات الأكسدة الموجودة فيها، تعادل تلك الموجودة في الأدوية المضادة للقرحة, فضلاً عن فوائدها للقلب والأوعية، بعد أن أثبتت نتائج الأبحاث أن بودرة الكاكاو المستخلصة، تمنع تأكسد الكوليسترول السيء والتسبب في الإصابة بتصلب الشرايين.

– بعض أنواع الشوكولا أكثر فائدة من غيرها: الأفضل بودرة الكاكاو ثم الشوكولا السادة، فالشوكولا بالحليب في المرتبة الثالثة.

– مسكنة للألم فهي تنشط إطلاق الأفيونات الطبيعية المسكّنة في الجسم.

تحتوي على عناصر مضادة للأكسدة مفيدة جداً للصحة
تحتوي على عناصر مضادة للأكسدة مفيدة جداً للصحة

– تقلل خطر ارتفاع ضغط الدم وتحمي القلب من التوتر وتسبّب ارتخاء الأوعية الدموية.

– شراب الشوكولا الساخن وتزيد الرغبة الجنسية وتقلّل الشعور بالتعب لاحتوائها على مواد الكافيين والفينيلايثلامين، ولكنّ الإكثار منها يسبب الصداع.

– الشوكولا تحتوي على مادة «أناندامايد» الشبيهة بالمادة النشطة، وهي المسؤولة عن تحسّن المزاج عند تناولها، فضلاً عن احتوائها على مادة «كافيين» و«فينيلاثيلامين» الشبيهة بمركبات الأمفيتامين المنشطة.

– تشبه آثار الشوكولا، آثار الأسبرين الذي يحمي القلب ويقلّل من مخاطر تجلّط الدم.

– توصلت أبحاث علمية أجرتها جامعة أوساكا اليابانية على بعض المكونات الداخلة في تركيب الشوكولا، أنّ لها قدرة على حماية الأسنان من التسوس، ومنع تشكل الجير، لذلك قد تستخدم قريباً في صنع معاجين وقائية للأسنان.

– وجد الباحثون أن قشرة حبوب الكاكاو، التي يتم التخلص منها في عمليات المعالجة وإنتاج الشوكولا، تستطيع القضاء على باكتيريا الفم المسبّبة للتسوّس، من خلال تحويل السكر إلى أحماض، فتسبب تآكل الأسنان، محدثة فيها تجاويف وشقوق.

  • سلبيات الشوكولا.. ليلية

حذّر الباحثون من أن تناول الشوكولا ليلاً يزيد من اضطرابات النوم ويسبّب الكوابيس.

أن الكافيين الموجود في الشوكولا يعيق عملية الاسترخاء الطبيعية
أن الكافيين الموجود في الشوكولا يعيق عملية الاسترخاء الطبيعية

وأوضح أن الشوكولا تؤدي لاضطراب حركات العين، في ما يعرف باضطراب سلوك النوم ذو حركة العين السريعة Rbd. هذا الاضطراب يؤدي بصاحبه إلى أحلام مزعجة وكوابيس عنيفة.

وفسّر العلماء أن الكافيين الموجود فيها، وفي غيرها من المشروبات كالقهوة والشاي والكولا، يعيق عملية الاسترخاء الطبيعية التي تمنع الإنسان من الحركة أثناء نومه وخلال أحلامه، وتجعل النائم أكثر حرية ليتحرك كيفما يشاء.

  • الشوكولا والرشاقة

بكل بساطة.. يمكن للأشخاص البدناء ومرضى السكري والحريصين على عدم اكتساب الوزن بسبب الحلو الموجود في الشوكولا أن يستمتعوا بتناول الأنواع الغامقة منها وقليلة السعرات الحرارية وهي متوافرة.

قسم التحقيقات

Copy URL to clipboard


























شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار