قبل أن يعرض فيلم (تصبح على خير) للنجم المصري تامر حسني، اعتقدنا أنه بصدد دخول منافسة شرسة مع عدد من النجوم المشاركين في موسم أفلام عيد الفطر لهذا العام، لكن ما تبين بعد عرض الفيلم أن تامر خارج المنافسة تماماً، ويغرد خارج السرب بفيلم متميز وجديد من نوعه على السينما المصرية.
يقدم تامر في (تصبح على خير) كوميديا راقية بعيدة عن الإسفاف في قالب تشويقي يجعل المشاهد يستخدم عقله وتفكيره طوال مدة الفيلم، وهو الأسلوب المعتاد في الأفلام الأجنبية، والأهم أن الفيلم يُسلط الضوء على فكرة السعادة المزيفة التي لا تتحقق بالماديات، ويُناقش أبعاداً نفسية قد تكون بداخل الأشخاص ولا نعلم شيئاً عنها.
فور تصاعد الأحداث ووصولها إلى ذروتها، يفاجئ (تصبح على خير) مشاهديه بتفاصيل لم تكن متوقعة، وهذه واحدة من أهم مميزات الفيلم، فبعد أن يجعل المشاهد يستخدم تفكيره مدة طويلة، يفاجئه بنتيجة لم تكن متوقعة، ويبتعد عن أي نهايات تقليدية معروفة.
لا نستطيع أن نحدد أي عنصر من عناصر الفيلم هو الأفضل، ففكرة الفيلم جديدة من نوعها وبعيدة كل البعد عن الاستهلاك، والطريقة الإخراجية وحركة الكاميرا والزوايا والكادرات المستخدمة لمحمد سامي كالعادة مبهرة وفي أفضل صورها، كما أن الديكورات المستخدمة والاضاءة والألوان جاءت لتضيف للفيلم لا لأن تنتقص منه، فالفيلم يبرهن على قدرات وليد منصور كمنتج سينمائي ويشدد على أن تواجده لصالح السينما المصرية، خصوصاً أنه لم يبخل على العمل وهذا ما اتضح في الصورة النهائية للعمل.
جاءت اختيارات المخرج محمد سامي للأبطال المشاركين لتامر في العمل، موفقة إلى حد كبير، فقدمت نور دور زوجة (تامر)، وأبدعت فيه، وتألقت مي عمر بدور يعيد اكتشافها للجمهور من جديد ويضيف إلى مسيرتها، وجسدت درة دور الفتاة الشعبية بحرفية تامة، وهنا لابد أن نشيد بالستايلست الخاصة بها، ومسؤول الماكياج الخاص بها، خصوصاً أنها ظهرت على طبيعتها واستخدمت ماكياجاً قليلاً جداً، على عكس فنانات آخريات يبالغن في استخدام الماكياج حتى وإن كن يقدمن أدواراً شعبية.
كما للفنان محمود البزاوي ظهور رائع في الفيلم، حيث شكل مع تامر ثنائي كوميدي يُفرط من الضحك.
ولا شك في قدرات تامر التمثيلية، التي أصبحت لا يختلف عليها إثنان، فهو ممثل من الطراز الرفيع، يستطيع تقمص كل الشخصيات ببراعة تامة، ويقدم الكوميديا بطريقته الخاصة، وربما أكثر مشاهد الفيلم الكوميدية التي تألق فيها تامر، هو مشهد زفافه على (درة).
(تصبح على خير) إضافة هامة إلى مسيرة تامر السينمائية المزينة بأعمال لم تخيب يوماً حسن ظن جمهوره العريض في الوطن العربي..
دينا حسين – القاهرة