من شرّع للإنسان حقّ تحديد مصير أخيه الإنسان؟ من قال أنّ الإنسان لا يحقّ له التمتّع بحياة نزيهة، لا بل مصيره يكون ضحيّة الجرائم التي تحصل في أيّامنا؟ ما معنى هذه الجرائم وما مصيرها،عندما تنتهك حياة الإنسان وتمنعه العيش ضمن إطار حياة كريمة؟ لماذا علينا أنّ نخسر يوميًّا نخبة من شبّاننا؟

الى أين نحن متّجهين؟ هلّ سنتخلّص من شريعة الغاب؟ هل نتخلّص من شلّال الدمّ؟

“الله وحده سيّد الحياة منذ بدايتها الى نهايتها: وليس لأحدٍ في أيّ ظرفٍ من الظروف أن يدّعيَ لنفسه الحقّ في أن يُدمّر مباشرةً كائناً بشريًّا بريئاً”.

برحنا نسمع يوميًّا عن الجرائم جرّاء استعمال السلاح المتفلّت حيث أحياناً هويّتها مجهولة ومصيرها خفيّ. الثمن المدفوع واحد؛ ضحايا تقع يوميّاً جرّاء العنف واللإنسانيّة الموجّهة صوب الإنسان البريء.

الشاب المغدور روي الحاموش
الشاب المغدور روي الحاموش

هذه الظاهرة ليست وليدة اليوم أو البارحة، فالجرائم لا تنفكّ تحصل في بلدنا على مدار التاريخ، وسيول الدماء كمجرى ماءٍ لا يتوقّف عبر وقوع العديد من الضحايا. فلا عجب من سماع يوم غد جريمة أخرى بحقّ رجل أو إمرأة، شبّ أو صبيّة، طفل أو طفلة.

خلق الله الانسان للعيش ضمن حياة كريمة، فهذا حقّه، كون الحياة هبة من الله معطاة له مجّاناً. مع هذا كلّه نسمع عبر الوسائل الإعلاميّة عن الجرائم التي تقع في العديد من البلدان وبالأخصّ وطننا لبنان، فازدادت نسبة الجرائم بحسب إحصاءات 2016، وبات هذا الإنسان “كبش محرقة”، فلا وألف لا، لن يحقّ لإنسان أن يحدّد مصير أخيه الانسان الآخر، الله وحده يعرف ويحدّد المصير، لذلك يمرّ احترام الأشخاص من خلال احترام المبدأ: ليلتزم الانسان باعتبار القريب، أيًّا كان في غير استثناء، “كذاتٍ أخرى له”. وليحسب حساباً، قبل كلّ شيء، لوجوده وللوسائل الضروريّة التي يتمكّن معها من العيش الكريم. وأيضاً المساواة بين البشر تقوم، في جوهرها، على كرامتهم الشخصيّة والحقوق الناجمة عنها”.

ما أَمَرّ هذا المشهد المحزن المؤلم عندما نرى تلك الضحايا، لا بل نرى أناساً في ربيع عمرهم يخسرون حياتهم، ما ذنبهم؟ ما الخطأ الذي ارتكبوه؟

قتلوا روي الحرموش في منطقة الدورة
قتلوا روي الحرموش في منطقة الدورة

ما ذنب روي؟ ما الذي فعله؟ أهكذا يُقتل الأبرياء؟

الجواب كان البارحة عبر وسائل التواصل الإجتماعيّ وعلّق العديد من الناس وقالوا “الآدمي هيك بيموت بلبنان”. شابٌّ في ربيع عمره، إبن عائلة مسيحيّة ملتزمة ومنتسب الى حركة القديّس بولس منذ سنة 2008 حيث شارك في تنظيم العديد من المخيّمات الرسوليّة وإقامة دورات تنشئة للأفراد والجماعات. تلقّى دروسه في مدرسة القلبين الأقدسين – عين نجم وهو يتابع دراسته في مجال الهندسة في جامعة الروح القدس الكلسيك. وبحسب مصادر الجامعة، أنّهم بصدد تحضير لتخريج دفعة من فوج هذا الشاب لتكتمل فرحة أهله، أقاربه وأصحابه. فهمّ على موعد بعد ظهر اليوم لتشييعه والصلاة عن راحة نفسه، وسيقيم أهل المنصوريّة مواكب سيّارة وزينة لأنّه فعلاً اليوم يوم تخرّج وعرس روي.

توفيق الدكّاش – بيروت

Copy URL to clipboard


























شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار