ريم نصريتوقعت أن أقابل شخصية سلبية تعاني من عقد نفسية. حاولت أن أتشاطر في تدوير السؤال كما يفعل الطبيب النفسي تماماً، ذلك أنّ المريض يملك قدرة عالية من الحيل لتقديم إجابات مواربة، لكن بصدق أقول، ريم سيدة متوازنة، لطيفة، متماسكة، مهذبة، تتحدث برقّة وقد تبدو في هذا اللقاء قوية بالمعنى السلبي، لأنّ ليس للكلمة صوت، بينما هي قالت كل ما قالته في هذا الحوار وكأنّها تبوح لصديقتها.
لم أسمع في إجاباتها نغمة الشكوى أو الإعتراض ولا الادعاء ولم أر في عينيها حقداً أو ذاك البريق المخيف الذي يتوعّد.
حين سألتها هل أنت معقّدة، تعمّدتُ ذلك، ليتبين لي وكأنّها في السابق فكرت في الموضوع طويلاً، فأجابت بسرعة ويببساطة تطالب بحقها.

ريم نصري: شقيقي مات مقهوراً ورفضت أن أكون تابعة ومنعوني من حضور جنازته!

لم أحضر زفاف شام لأنها «ما عزمتني» وأنا ربّيتها!

البعض أراد مساعدتي «نكاية بأصالة» والبعض الآخر لأنّي أنثى!

أصالة تحمِّلني المسؤولية بينما هي الكبيرة والمُقتدرة!

المحزن أن أصالة لم ترسل جثمان أيهم إلى سوريا ليتم دفنه في وطنه!

أنا أيضاً أريد أماً تزورني وتحن على أطفالي.. أصالة تقرر والعائلة تلحق بها

نعم شام قالت كلاماً جارحاً لخالها

إليسا ومروان لم يتفقا فغنّيت أنا (تعباني منّك)!

ريم نصري
* ست ريم «كيفك»؟
– الحمدلله، انتظرت هذا الموعد لألتقيكِ، «اشتقتلك».
* وأنا أيضاً اشتقت لك، نتحدث ما بين أمريكا وبيروت على الـ FaceTime.
– صح.
* أخبري من لا يعرف عن وضعك العائليّ، أنت عزباء أم متزوجة؟
– متزوجة ورزقت بطفلين هما جودي وعلي، «الله يخلي أولاد العالم».
* وزوجك؟
– «أبو الأولاد» مقيم في دبي، علاقتنا جيدة ونهتم بأولادنا.
* ما يعني أنكما منفصلان؟
– نعم انفصلنا قبل ٨ سنوات، لكنّنا نجتمع بشكل دائم في الأعياد والمناسبات والعطلات. «منحاول نمسك العصاية بالنص»، لأجل إبقاء الأطفال ضمن جوّ صحي.
* لمَ انفصلتما؟
– لم نتفق.
* لا أريد إجابات تقليدية! لمَ انفصلتما؟ لماذا السيدة الطموحة «خارج الطابور» لا تتوفق في الزواج؟
– لأنها لا تكون تابعة. شخصية المسيطر لا تتماشى مع كل السيدات. حصل بيننا الكثير من الاختلاف في وجهات النظر، وكان الانفصال الحل الأنسب والأكثر راحة لنا وللأطفال.
* ألم تحبي بعد الطلاق؟
– أنا متعلقة بأطفالي ومنزلي كثيراً. «شاغلة حالي بالولاد»، وأحب أن أكون صاحبة عمل. عملي هو شريكي الذي أعطيه كل وقتي.
* هذا لا يعني أنك أنتِ وأنا والسيدات المنفصلات ممنوعات عن الحب؟
– أتمنى ذلك، لكنّ الرجل الذي شكلته في خيالي لم ألتقه في الواقع بعد.
* كيف تتخيلينه؟
– «لازم يكون حليوة»، أحب الرجل الوسيم، ويجب أن يكون مسؤولاً، لا أقصد هنا الشق المادي، بل بعواطفه، بالعائلة وبكل واجبات الحياة. بإمكاني البقاء وحيدة، طالما أنّي مُنتجة كما أنا اليوم، عندما يأتي من يستطيع أن يحمل عني كل الأعباء والهموم قد أخطو تلك الخطوة، لكنه لم يأتِ بعد، أحب الرجل «القبضاي» الشهم والكريم، وأنا لا أعطي الوقت الكافي لهذا الموضوع، لست ناشطة اجتماعياً.

ريم نصري
* كيف استطعت الحفاظ على سمعتك «وما يطلع عليكِ صيت عاطل»؟ سمعتك «كتير حلوة» وهذا أمر غريب لسيدة جميلة وحيدة وشهيرة!
– لا أبذل جهداً للحفاظ على سمعتي، بطبيعة الحال أبتعد عن كل الأمور الخاطئة.
* بعض من يكونون تحت الضوء، لا يقومون بأعمال خاطئة، لكنهم يتعرّضون للمساس بسمعتهم؟ أنت تعرضت لحروب كثيرة لكنّهم فشلوا في النيل من سمعتك.
– لأنّ الأصل يساعد، نحن أهل الشام «متعصبين». أملك رادعاً داخلياً من أجل الأطفال.
* لا أقول كيف حصَّنت نفسك. حملات كبيرة شُنت ضدك من المقربين منك ومن يدعمهم لكنّهم لم يُلطِّخوا شرفك، «كيف زبطت معك» وفشلوا. قارنوكِ بأصالة وقالوا إنّك تغارين منها؟ ألم تحللي؟
– «زبطت» لأني تنازلت.
* تنازلتِ؟
– تنازلت عن تحقيق نفسي حينها، وعلى كل حال فإنّ كل الظروف التي أتيحت لي حينها، لم تكن مُرضية.
* متى حينها؟
– قبل سنوات. البعض أراد مساعدتي «نكاية بأصالة»، والبعض الآخر لأنّي أنثى.
* أي أنثى جميلة ورقيقة ومختلفة تماماً؟
– نعم صح، ما قُدِم لي حينها لم يتماشَ مع تربيتي وأفكاري ومبادئي ولم أكن أملك القدرة المادية لأنطلق في عمل خاص، فابتعدت.
* عدتِ اليوم إلى الساحة. هناك خطة تسيرين عليها مع عانود معاليقي. تعاقدت معها كشركة إنتاج وإدارة أعمال ما يعني أنّك «فايتي بقوّة للآخر». عائلتك وافقت؟
– لا الموضوع اختلف هذه المرة لأنّي لم آخذ برأيهم، ورأي أصالة لا يهمني أبداً.
* ما يعني أنك على عداء معها، رغم المصالحة التي تمت وحينها ابتعدت عن الوسط وبرَّرت هي ابتعادك بأنها تخاف عليكِ من الوسط السيء؟
– الظروف التي أبعدتني عن الفن كانت كثيرة، ثلاث محاولات قمت بها أولها سنة ٢٠٠٠ والثانية عام ٢٠٠٧ والآن محاولتي الثالثة. سأخبرك بأمر خاص، منذ مدة تعرضت لظروف، ووجدت نفسي وحيدة أواجه الحياة، لم أجد من يساندني.
* ما هي الظروف؟
– عدة، وأهمها أنّ والد أطفالي طلب مني إخراجهم من سوريا، فمن يعيش خارجها لا يصدّق أنّ الأمور تسير بشكل طبيعي. وجدتُ بيروت المكان الأنسب لأكون قريبة من سوريا، وليشعر أولادي بالراحة في المكان الذي سنعيش فيه، وظروف أخرى لا أحب الحديث عنها.

ريم نصري
* والدتك لم تتصل بك آنذاك أو أيهم، رحمه الله، أو أنس أو أصالة وابنتها؟
– أصالة كانت تقول لي دائماً «تعالي عمصر». لم أعد أحب فكرة أن أكون تابعة، عندما يكبر الإنسان يولد في داخله ما يجعله يرفض أن يكون تابعاً. في داخلي حس قيادي. لو كنت في مصر، فكانت مهمتي ستكون نفسها مع شام ولودي، أي أن أهتم بتربيتهما.
* كنتِ Baby Sitter لهما؟
– بصراحة أنا ربيت شام لـِ ٩ سنوات، وهي اليوم تزوجت «الله يوفقها». لم أحضر زفافها، لأنها «ما عزمتني على عرسا»!
* ولو؟ لمَ؟
– «والله ما بعرف»، (تنظر مستغربة) «حتى أصالة ما دعيتني».
* «شام ما عزمتك»؟
– لا.
* ووالدتك؟
– والدتي طلبت أن أكون «منيحة» وأن أقوم بمبادرة وأذهب بنفسي، وكنت مستعدة للقبول بطلب أمي لأنّها هي من طلبت، لكنّ أصالة أصدرت تصريحاً بأني لست مدعوة.
* «معقول».. رفضت أصالة أن تكوني معها في يوم زفاف وحيدتها؟
– نعم.
* ورفضت رغبة والدتكما؟
– نعم، العائلة كلها مجتمعة بأصالة، أصالة تقرر والعائلة كلها تلحق بها، ما عدا أيهم طبعاً، رحمه الله أنا وهو رفضنا أن نكون تابعَين.
* ما يعني أنك خسرت برحيله عامودك الفقري في العائلة؟
– الموضوع يؤثر فيّ جداً. أحياناً أقول: «يا ريت حدا يساعدني». الأم العزباء التي تكون وحدها هي صاحبة هم أكبر من التي تعيش مع زوجها. اليوم دخلت المجال الفني، مسؤولية الفن والأطفال كلها ملقاة على عاتقي، أنا مسؤولة عن هذه المهام بكل تفاصيلها. عندما دخلت أصالة المجال الفني، كنا معها كقبيلة، كل منا كان له مسؤوليته، أما أنا «شايلي» كل هذه المسؤوليات لوحدي.
* والحرب مستمرة؟
– وأصالة تحمِّلني المسؤولية، بينما أرى أن عليها هي أن تتحمل المسؤولية لأنّها الكبيرة والمُقتدرة.
* بكم تكبركِ أصالة؟
– بـِ ٦ سنوات.
* ما الرسائل التي تبادلتماها بعد موت شقيقكما؟
– أرسلت لها أنّنا كنا نجتمع كلنا في المناسبات ونتصور للذكرى، لكنّنا لم نتصور معاً منذ زمن.. قلت لها: لم تعودي قادرة على فعل ما كان الله «مقدرك عليه»، أي أن تجمعينا كلنا، لم يعد بإمكانك لأن أيهم راح. لكنها تحملني المسؤولية وتقول إنّي السبب.
* السبب في ماذا؟
– قالت لي: أنتِ السبب «باللي نحنا فيه». وأنا أقول أني لا أملك أي قوة لأكون السبب. هي الكبيرة المقتدرة والتي تجمع. أعتقد أنها تتحدث عن نفسها.

ريم نصري
* هل تشعرين بالحقد اتجاهها؟
– موضوع الحقد تعافيت منه. أزعل لأنها أخذت سنوات من عمري. سنوات حياتي أضعتها في خدعة أنّ أصالة مسؤولة عن أخوتها وأخواتها. في يوم من الأيام وجدت نفسي وحيدة في مهبّ الريح، «ما عندي أصالة»، ولا بيت ولا أحد يساعدني. لو لم يتم خداعي حينها، ولو عملت لما احتجت أحداً الآن.
* أصالة خدعتك؟
– نعم.
* وهل خدعت العائلة حين أوهمتهم أنها مسؤولة عنكِ؟
– كانت أصالة تطعمني «كل يوم سمكة». لكن كان عليّها أن تعلمني كيف أصطاد. رغم أني مسؤولة، فعندما انفصلتُ عن والد أطفالي، بقيت في منزلي في سوريا، عكس أماني التي أخذت أطفالها وعاشت عند أصالة. بقيت في منزلي مع أطفالي وكنت مسؤولة عن نفسي. أحزن لأنّ سنوات عمري ضاعت. كان يفترض بي أن أعمل وأن لا أسمح لأحد بأن يتحكم بحياتي.
* ما دور والدتك؟ هل صحيح ما كتبه صديق المرحوم بأن والدتك كانت ممنوعة من رؤية أيهم لأنّها كانت تخاف من أصالة؟
– أتمنى أن لا تزعل والدتي، لكن هذه الألعاب التي يلعبونها. أزعل على والدتي كثيراً، لأن «ويلا راح إبنها وويلا راح إبنها زعلان».. الموضوع محزن جداً.
* «قديه كان صرلو أيهم مش شايف إمو لما مات»؟
– سنة تقريباً، كان يراها صدفةً.
* كانت لو رأته، تخفي الموضوع عن أصالة! هل كان سبب كل هذا الجفاء سياسياً فقط؟
– الخلاف بينهما قديمٌ جداً. كنت أحاول إخراجه من الذكريات.
* ما هي هذه الذكريات؟
– كان يعمل في شركة (فرسان) في السعودية فورطوه بعقد هو وأصالة، ثم طردوه من عمله، حينها وعدته أصالة بأن تقف إلى جانبه، لكنّها لم تفِ بوعدها. لو دعمتني أصالة لما خرجتُ للإعلام ولما قلت ما أقوله. هي ليست مجبورة ولم تكن مسؤولة عنّا، بل يصح التعبير بأنّنا كنا مسؤولين عنها. اليوم باختباري معمعة انشغالي بالعمل وبالأطفال، صرت أكيدة أنّنا كلنا كنا نساعد أصالة و«نشيل عنها». هذه الذكريات لم يتمكن أيهم من الخروج منها، كان شرقياً بتفكيره. عائلتنا تقسو أكثر مع مرور الأيام بسبب الغربة وبسبب الانقسام السياسي. السلطة تجعل صاحبها متسلطاً في كثير من الأحيان. الموضوع ليس سياسياً بحتاً سببه الإحساس بالتفوق الذي جعل أصالة متسلطة.
* ألم تندم بعد وفاة أيهم؟
– تراسلنا مرة واحدة بعد وفاة أيهم.

اصالة نصري أيهم نصري
* ألم تحضري العزاء؟
– لا لم أحضر عزاء شقيقي «ما عطيوني فيزا».
* لمَ؟
– لم يستطع أحد أن يؤمنها لي.
* ماذا تقصدين؟
– لم يمنحوني تأشيرة الدخول رغم أنّنا تواصلنا مع شخصيات مهمة في السفارة، و«ناس مهمة كتير بالبلد». كل هذه الموضوعات ليست مهمة، ربّ ضارة نافعة، فتحت له عزاءًا في منزل والده في مسقط رأسه حضره الجيران والأصدقاء والمحبون. المحزن أن أصالة لم ترسل جثمانه إلى سوريا ليتم دفنه في وطنه.
* لمَ دفنوه في مصر؟
– قررت أن تدفنه في الغربة.
* كيف قررت؟
– هي من تقرر. لم أستطع الذهاب إلى هناك، ولا أن أدفنه في الوطن. لو كان الأمر معكوساً لرفض أيهم أن يدفنوني في الغربة، «هيدا الموضوع كتير عازز بخاطري»، مع أن السيد الرئيس أصدر قراراً بأنّ أي سوري يموت خارج الوطن، يتم نقله إلى سوريا على نفقة الدولة. لكنّها لم تقبل.
* بإمكانك نقل الجثمان الآن إلى سوريا.
– لم أستطع دخول مصر.
* لكن السفارة موجودة.
– تحدثت يوم موته مع السيد رياض سميح، تمنيت أن لا يعطهم إذناً بالدفن، لكن يبدو أن لهم علاقاتهم، فاستطاعوا دفنه هناك. ما يحزنني أن أيهم عاش مقهوراً مات مقهوراً ودفنوه مقهوراً. قبل وفاته كنت أعمل على أوراقه ليزور سوريا، هو عاطفيّ، وكان يشعر بالتعب في غربته وكان يريد العودة إلى سوريا، «انحرم».
* تقصدين بالحرمان، العودة إلى الوطن حتى ولو كان جثة؟
– صح.
* لمَ كان يريد العودة وهو يملك مطعماً هناك في مصر؟
– كان يُخطّط لبيع المطعم، أيهم إعلامي مهم ومحبوب، وعمل مع شركة (فرسان) ومع قنوات MBC. كنا نعمل على عودته إلى سوريا ليعمل في المجال الإعلاميّ.
* لمَ توفي؟ حتى اليوم لا أحد يعرف السبب الحقيقي لموته.
– أيهم «انجلط». ارتاح، توقف قلبه، وتوقفت رئتاه. قبل يوم كان يقول لي : «يا إختي عم موت باليوم ١٠٠ موتة».

أصالة نصري وشقيقتها ريم
* لمَ؟
– بسبب القطيعة، تعب منها. لا أحد يسأل عنه وعن ابنه مصطفى. كل يوم كنت أستيقظ، فأجده اتصل بي عشرات المرات، فأعاود الإتصال به ليقول لي: «إختي تقبريني والله اشتقت لصوتك شو في عندك أخبار عن الجماعة».
* الجماعة يقصد بهم العائلة؟
– نعم. كل يوم بعد استيقاظه من النوم، كان يبحث على الكومبيوتر عن اسم أصالة ويقرأ آخر أخبارها. أيهم لم يكن قوياً، كانت عواطفه أقوى.
* مصطفى من يربيه؟
– والدته، عاد إليها.
* ما يعني أن أيهم كان منفصلاً عن أم إبنه؟
– نعم، جيهان طليقة أيهم عادت إلى بيروت بعد انفصالهما، وهو تزوج من سيدة مصرية. الأنسب أن يكون مصطفى مع والدته.
* جيهان لبنانية؟
– نعم.

* مصطفى مقيم في بيروت؟
– نعم.
* هل ترينه؟
– نعم يزوروني بشكل دائم. يعيش مصطفى مع والدته جيهان، وهي من أسرة كبيرة ومحبة، «الله يخليهن».
* توقعت أن تتبنّاه أصالة.
– لديها طفلان وهما بحاجة إلى رعاية «الله يخليهن»، كما أنّها منشغلة في عملها.
* هل صحيح أن شام كانت تعيِّر أيهم بأنّه «مطعمجي»؟
– «ما بعرف شو بدي قول». أصالة متسلطة، كنت أقول لها أننا عائلة بسيطة، والدي بسيط وعاش حياته كذلك، «كنا منخلي رجلينا عالأرض»، لكنّهم نسيوا أننا من عائلة بسيطة. نعم شام قالت كلاماً جارحاً لخالها.
* «حاسة رح أبكي»؟ (تتدخل عانود) معك حق، «يلعن هالحياة». تصرحين بطريقة راقية تليق بتاريخ والدك ومركز شقيقتك وللمكان الذي تطمحين الوصول إليه، إلى أين تريدين الوصول؟
– بعيداً عن الحقد والكراهية، أحب أن أثبت نفسي وأن أصل إلى أكبر النجاحات. لدي طاقة كبيرة. الناس الكسولة كثيرة وما يتطلبه عملي من طموح أملكه. رب العالمين أجابني، طوال حياتي كنت راضية بحكمته تعالى، ولا زلت.
* عندما توفي والدك، كم كان عمرك؟
– ٧ أو ٨ سنوات.

ريم نصري
* كان يشجعك؟
– كان يعزف على العود ويطلب منّي أن أغني، لكن اهتمامه كان يصبّ في صالح أصالة. حرمنا من حنان الأب والأم.
* هل تعانين من عقدة؟ لا تتضايقي من سؤالي أنتِ مثقفة وكلنا لديه عقد؟
– والدتي تسألني: «غيرانة»؟ نعم أشعر بالغيرة لأنه شعور سليم، أنا أيضاً أريد أماً، أريد أن تزورني أمي وأن تحن على أطفالي الذين يريدون جدتهم. أحب أن تقف أمي بجانبي.
* الشفافية التي تتحدثين فيها نادرة، وما تشعرين به صعب. ما أصعب أن تكون الأم موجودة والبنت يتيمة؟
– أحياناً أشتاق إلى أمي فأحمل هاتفي لأتصل بها، ثم أتردّد لأنّها قد تكون برفقة أصالة فتشعر بالإحراج. قوانينهم صارمة «ما في تحكو مع ريم يعني ما في». أتقبل الواقع.
* كيف تتقبلين واقع أنّ هناك من يأخذ منك والدتك؟
– لا أملك القوة لأن أغيِّر الواقع.
* لو صار معك مالاً مثل أصالة وعلاقات مثلها ستحضرين والدتك لتعيش معكِ؟
– لا أعلم ما يحمله المستقبل. قد أسافر وأزورها.
* ستصبحين متسلطة.
– طبعاً لكن بإيجابية، وللتذكير القطيعة لم تصدر مني، بل من أصالة، فأنا عندما أرسلت لها عتباً صارت قاسية معنا، «نحنا لساتنا كويسين».
* بم عاتبتها وبم ردت؟
– قالت لي بأنني أستغل اسمها و«أعربش» على كتفيها، وأنّي أستغل إسم والدي رحمه الله، وأنه لو كان على قيد الحياة «كان عرف يرد عليّي»، فرددت عليها، بأنّ والدي كان وطنياً، وذكّرتها بأنّه تعرض لحادث سير وهو في طريقه إلى اللاذقية لإحياء حفلات ١٦ تشرين.
* مات مقتولاً؟
– بحادث سيارة.
* أقصد أنه لم يمت على فراشه. صار الخلاف حاداً مع أصالة بعد اختلاف مواقفكما السياسية. لمَ هي معارضة، هل تفهم بالشأن السياسي، وهل تفهمين أنتِ بالشأن السياسي؟
– أنا وأصالة لا نفهم بالسياسة لأنّنا لا نملك خلفية سياسية في العائلة، نحن من عائلة فنية لا سياسية. لم يكن والدي صاحب منصب سياسي وتم عزله، ولم نشعر بالضرر أبداً على العكس تماماً كان لنا سنداً قوياً في الوطن. أتصور وضعنا يُشبه وضع كل سوري.

بشار الأسد
* لمَ تؤيدين النظام؟
– لا يمكنني أن أنكر كل ما قدمه لنا النظام. ذكريات الطفولة تمنعني أن أعارض. بابا كان يبكي فخراً بما قدموه لنا. لا يمكنني أن أنسى كيف كان يتصل الأب الخالد حافظ الأسد بوالدي ليطمئن على مسيرة علاج أصالة. كان يتصل هو بنفسه، لا يرسل مندوباً عنه. كانت تتعالج في تشيكوسلوفاكيا، ذهبت إلى هناك لـِ ٣ مرات وكانت رحلات طويلة وناجحة. حينها كنا لا نملك المال لنسافر من محافظة إلى أخرى لتتلقى أصالة العلاج. والدي أعظم من غنى الوطن، من هذا المنطلق أنا مؤيدة هذه هي خلفيتي السياسية.
* إذا هذا ولاء عاطفي وليس خلفية سياسية؟
– في البداية كان ولاءً عاطفياً أما الآن الأهبل يفهم ما يحدث.. كنا نعيش بسلام «خربوا وطننا». لا أعرف أسماء مسؤولين، ما أشعر به هو شعور أي أم سورية. إن كنا نريد الحرية علينا أن نتحرر من أحقادنا والتصاقنا بمصالح الغربي الطامع بأرض المجد سوريا.
* معلوماتك البسيطة حقيقية، لأن العالم كله بات يعلم أن ما يحصل في سوريا هو مؤامرة وليس ربيعاً عربياً بل أبشع خريف. هل تفهم أصالة في السياسة؟
– لا تفهم في السياسة.
* لماذا عارضت؟ هل بسبب مشكلتها مع رجل الأعمال رامي مخلوف؟
– هناك مواقف أزعجتها لا تفسير لها، ربما صرحت في بداية الأزمة بدافع من أحد، على اعتبار أنّ ما حصل في مصر قد ينطبق على ما يحصل في سوريا، فاعتبرت أنّ تصريحها سيضعها في مكان آمن أو ربما هي علاقاتها مع الخليج التي دفعتها لأن تأخذ هذا الرأي ظناً منها أنه أغنى وله فائدة أكبر، أنا لم أتغير بل هي من فعلت، وهي مسؤولة عن تصرفاتها.
* أغنيتك يتداولها الناس رغم أنها لم تحقق نسبة متابعة عالية على الإنترنت. لم تصوريها؟
– (تعبانة منك) تعاملت فيها مع مروان خوري. في حال سمحت لنا الظروف سنصورها.
* يوجد منها نسخة مسربة بصوت إليسا؟
– نعم لم يتفقا على الأغنية، فتم تسريبها بصوت إليسا.

أصالة
* يسألك الزميل ملكون وهو سوري: قلت أن أصالة غصن مسموم تفرعت من شجرة العائلة العظيمة؟
– نعم، قلت هذا الكلام. موقفي اتخذته تجاه العائلة والوطن، وأرد على كل من يقول عني أقاويل سيئة أنّ جذوري أساسها ليست أصالة، بل هي فرع من هذه الجذور. أنا جذوري من آلـ نصري وليس من أصالة.
* ميلكون: يقولون أنك ابنة النظام المدللة؟
– المخرج الكبير نجدت أنزور صور لي أول عمل. قد يكون هذا الدعم هو الذي يتحدثون عنه.
* ميلكون: «ما حدا صحلو» يتعامل مع المخرج الكبير نجدت أنزور. لمَ لم تغني أغنية (سيف الذهب) التي أدتها أصالة، علماً أن الشارع السوري طالب بإعادة غنائها بصوتك؟
– لا أريد الدخول في هذه المقارنة، يوجد شعراء وملحنين مهمين ويكتبون أجمل الكلمات وأنا قدمت عدداً من الأغنيات الوطنية، علماً أن الشارع السوري يطالبني بأن أعيد غناء (حماك الله يا أسد) التي غنتها أصالة. رفضت أن أعيد غناء هذه الأغنيات.
* ملكون: أصالة طالبت الرئيس السوري بالإبتعاد عن الكرسي الرئاسي، هل تبتعد هي عن الكرسي الغنائي؟
– هي لا تريد أن أدخل هذا المجال من غيرتها على كرسيها الفني، يجب أن تعيد النظر بموضوع الكراسي بداية من نفسها.
* ميلكون: هل تشكلين خطراً عليها لأنك أصغر و«أهضم»؟
– «بيجوز هيّي شايفة هيك».
* هل تفكرين بنجاح أكبر منها؟
– لا أحلف بصوتي، لأن رب العالمين أعطانا جميعاً الصوت، لكني أتقبل الآخر، أعتب عليها لأني عندما كنت أريد الغناء حاربتني بدل أن تساعدني وتنتج لي وتتبناني، ألم يكن الموضوع أجمل من الحرب؟
* أنت مقنعة ولطيفة. أتمنى أن أستطيع نقل كل ما قلته بصوتك وبسمتك، أصالة تعادي ٩٩،٩٩ من نجوم الوسط الفني، وهذا مؤشر غيرة، ما يعني أنّها تفكّر بمبدأ «أنا وبعدي الطوفان»!
– صح.

 كاظم الساهر
* عانود معاليقي ماذا تحضرين لريم؟
– أحضّر لها مسلسلاً درامياً يضم نجوماً من الصف الأول.
* ستمثلين ريم؟
– نعم، كما يشارك في المسلسل كاظم الساهر ونجوم كثر. كل نجم سيمثل حلقتين، ولكل منا قصة يلعبها، ونعلن قريباً عبر الجرس كل تفاصيل العمل.
* مبروك ريم؟
– شكراً. أحاول تكثيف نشاطاتي لأعوض ما فاتني.
* لا زلتِ صغيرة والمستقبل أمامك، ما الأغنية الجديدة؟
– سأطلق أغنية ثانية مع مروان خوري مهمة جداً، ومع فاروق الجزائري، وبهاء الدين محمد أيضاً، ومع مصطفى مرسي، ود. نبيل طعمة وأعمال أخرى أتحدث عنها لاحقاً.

Nidal Al Ahmadieh نضال الأحمدية

Copy URL to clipboard

شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار