العرب فرسان الحضارة الذين أضاءوا العالم بأمجادهم وأهمها علومهم وإبداعاتهم..
ومن الساحل اللبناني إلى العالم أجمع انطلقت الأبجدية..
العرب أبدعوا والغرب سرق منهم كل ما يملكون وليس بالقوّة لكن بعقلهم “التكتيكي” المؤامراتي فاتحد الغرب مع رؤساء العرب وسرقوا كل ما يريدون.
هنا أذكر مقولة للعالم الكيميائي المصري العالمي أحمد زويل الذي قال: “الغرب ليسوا عباقرة، ونحن (أي العرب) لسنا أغبياء.. فقط هم يدعون الفاشل حتى ينجحوا ونحن نحارب الناجح حتى يفشل. وأكبر دليل على كلام زويل المنطقي، هو محاربة الزعماء للأدمغة التي تهاجر بحثاً عن عمل يؤمن لهم مستوى معيشي يناسب ذكاءهم وطموحاتهم.
الإبداع العربي ضاع ودخل في سبات عميق لا نعرف متى يستيقظ منه، لكن الغرب يبدعون بأنواع برامجهم الثقافية مثلاً وكذلك برامج الـ Entertainment فنجد أنفسنا نستنسخ برامجهم ومن دون أي تعديل وكأن طاقات عقولنا نفذت من الإبداعات أو الأفكار الخلاّقة.
الكل الآن بحاجة إلى الأرباح المادية التي تؤمن من خلال الحصول على أعلى نسبة مشاهدة ولو كانت تلك البرامج تفتقد للثقافة العامة أو للشروط ومهنية الإعلام العربي حيث باتت معظم البرامج تعتمد على الكلام الجنسي أو الإيحاءات أو السخرية العارمة “وضاع شعبان مع رمضان”.
وفي العقد الأخير أي منذ العام 2000 حتى الـ 2017 أصبح ربح المحطات يأتي من البرامج الغربية المستنسخة.
واحد فقط من بلدي، وهو المخرج اللبناني سيمون أسمر لم يستنسخ برنامج (استوديو الفن) الذي بدأ منذ العام 1972 بل قلّده العالم أجمع، حيث خرّج هذا البرنامج أهم النجوم في الوطن العربي والذي هم في فئة الـ Class A بعده حاول الكثيرون ولكنهم فشلوا وأكبر دليل على ذلك برامج المواهب الحالية والفائز فيها لم يترك أي أثر يذكر في عقولنا كما كان برنامج (استوديو الفن).
- البرامج المستنسخة
– بدأت موجة البرامج الغربية المستنسخة للعربية في العام 2000 وتحديداً في برنامج (من سيربح المليون) الذي يقدمه الإعلامي اللبناني المتألق جورج قرداحي والمأخوذ من البرنامج البريطاني Who Wants to be Millionaire وحقّق هذا البرنامج نسبة مشاهدة عالية. وأكسب مقدمّه جورج قرداحي شهرة كبيرة وحتى بعد تقديمه لعدد من البرامج الأخرى وآخرها (المسامح كريم) إلا أنه لا يزال يُعرف بمقدم من سيربح المليون.
– برنامج (حلها واحتلها)، عُرض على شاشة الـ Lbci العام 2002 وقدّمه الإعلامي طوني بارود مع كارين دير كالوستيان، وهو برنامج مسابقات أو مغامرات تجري داخل قلعة في نص البحر مأخوذ من برنامج فرنسي Fort Boyard بث للمرة الأولى العام 1990.
– أمّا في العام 2003 فقد بدأت الموجة تتوسع أكثر مع برنامج ستار أكاديمي المستنسخ من الغرب ويحمل نفس الإسم.
– برنامج Super Star المأخوذ من برنامج المسابقات العالمي Pop Idol حقّق نجاحاً كبيراً جداً في العالم العربي.
– كل من برنامج كلام نواعم وحكمة نساء المأخوذان من البرنامج The View ويناقشان فيه قضايا المرأة والمجتمع.
أيضاً برنامج (لحظة حقيقة) المأخوذ من برنامج The Moment of Truth.
– برنامج Take Me Out أو (نقشت) الذي يقدّمه الإعلامي (فؤاد يمين) أيضاً فكرته مستنسخة من الغرب، وهذا البرنامج يحقق نسبة مساهدة عالية جداً وبسبب الجرأة المعتمدة فيه، حيث طالب بعض النشطاء بتوقيفه لأنه يسيء إلى صورة المرأة اللبنانية، لكن شاشة الـ LBCI لم تخضخ للضغوطات وقررت أن تصور الموسم الثاني على أن يعرض في الخريف المقبل.
– برنامجا (لهون وبس) تقديم الإعلامي هشام حداد، وهو (هيدا حكي) للإعلامي عادل كرم فهما مستنسخان من برنامج Late Show للإعلامي الأميركي المهم دايفيد لاترمن.
– Good Morning America كان أول برنامج صباحي في العالم، حاز على 3 جوائز عالمية، ومن بعدها بدأت الدول العربية باستنساخ فكرة البرنامج الأميركي، وأصبح لكل دولة عربية برنامجاً صباحياً ومنهم (صباح الخير يا مصر، وصباح الخير يا عرب) وغيرهما.
* أما برامج المواهب التي تضم أهم النجوم في الوطن العربي فهي أيضاً مستنسخة:
– برنامج Arab Idol المأخود من برنامج American Idol
– برنامج Arab’s Got Talent الذي أُخذ من برنامج American got talent
– X- Factor عرض الموسم الأول منه العام 2006 ، وهو النسخة العربية من برنامج المسابقات الغنائي البريطاني The X Factor الذي ابتكره سايمون كاول العام 2004 ولاقى نجاحاً كبيراً آنذاك ولا يزال حتى الآن.
– برنامج The Voice الذي انطلق بنسخته العربية العام 2012 مأخوذ من (The Voice (U.S حيث كانت أميركا أول دولة تبدأ ببث هذا البرنامج ليقلّدها العرب وبعض الدول الأجنبية مثل فرنسا ورومانيا وغيرها من البلاد.
– آخر هذه البرامج كان برنامج The Voice Kids الذي حقق نجاحاً كبيراً في الوطن العربي وكشف عن مواهب أطفالنا العرب بعيداً عن الحرب والقتل، ولكنه مأخوذ من النسخة الأصلية لـ The Voice Kids بنسخته الألمانية.
الغرب يصنع ويبدع ونحن نشتري وندفع الحقوق وبدل أن نشجع المواهب العربية نقتلها.
سارة العسراوي – بيروت