هو المحامي المصري الشهير بالصندوق الأسود لما يملُك من معلومات خطيرة مبنية على مستندات. على الفور، يتولّى أي قضية حقّ لقناعاته الشخصية والمهنية المدعومة بالبراهين والتي دائماً تكون مفاجِئة للجميع. مع عاصم قنديل، كان اللقاء التالي.

• تتابع قضية السندريلا حتى بعد سقوط النظام، واتهام صفوت الشريف بقتلها؟

– كي أبرهن عما عندي بأدلّة ثابتة، ودائماً أُدلي بكلّ معلومة أتوصّل إليها  لتتولاها بعد ذلك سلطة التحقيق، حيث تفحصها لتصل للنتيجة التي نريدها. والمعلومات عبارة عن الصلة التي كانت بين صفوت الشريف والنظام السابق وبين سعاد حسني، وتلك أمور ثابتة بتحقيقات رسمية في الستّينيات، ولم تخرج للعلن إلا بعد الثورة. صرتُ أعرف ماهيّة الصلة بينها أي للسندريللا والشريف على أساس إذا ما كان متورِّطاً بالجريمة أم لا، كما قمتُ بإبلاغ السلطات للتحقيق بهذا الكلام الذي معناه أنّ صفوت عندما كان في المخابرات في عهد الزعيم عبد الناصر، ووفق إقراره أثناء التحقيق معه، كان له إسماً حركياً وهو (موافي)، وكان له دور في قضية إنحراف جهاز المخابرات في مصر. واعتُقِل صفوت حينها لمدة سنة وأنشأ قسماً لتجنيد سيّدات المجتمع والجميلات، وأسماه (قسم الكونترول). بلََّغتُ السلطات ويوجد نقاط محدّدة محظورٌ عليّ التكلّم عنها الآن، لأنها تطال أشخاصاً. وهناك أدلّة معيّنة لا زالت جهة التحقيق تفحصها، وأُحيلت إلى مستشار التحقيق الذي باشر الإجراءات وسأل شهوداً. والورق الآن لدى مستشار التحقيق الذي أقابله في وقت معيَّن  في محكمة الجنايات التي تنعقد في الأسبوع الثالث من الشهر. 

• يُقال أنّ صفوت قصد سعاد إلى لندن، وطلب منها أن تتوقّف عن كتابة مذكّراتها، وحصلت بينهما مشادّة، فضربها وجرحت يده بالسكّين؟

– لم أتوصّل لأدلّة حول هذه الأخبار غير الثابتة.

• هل صحيح أنها قدَّمت بمحض إرادتها خدمتَيْن للدولة؟ وماذا عن زواجها من الجاسوس جمعة الشوّان؟

– هو لم يقُل أنه تزوّجها لمهمّة وطنية معيّنة بل اكتفى بالقول أنه تزوّجها، ما أزعج شقيقتها، فأقمنا دعوى ضدّه، لكنّ الرب توفاه.

• هل تستحقّ سعاد القتل لمجرّد أنها تريد كتابة مذكّراتها؟

– أثناء علاقة سعاد بالمخابرات كان هناك شخص تهابه وظلّت كذلك لسنوات عدّة، صدّقيني لو أنّ هذا الشخص لم يكُن موجوداً على الساحة وشعر أنه سيتضرَّر من سعاد، لما سعى لقتلها خوفاً على سمعته ومنصبه الرفيع، «ومش لازِم يحصل تشويش لهذا المنصب الذي سيُصبح شبهه». يعني ورد في التحقيق أنّ صفوت الشريف صوَّر سعاد ليضمّها إلى ما كان يسمّيه (قسم الكونترول) وليخضعها لكنّي سأطالب النيابة بالتحقيق رسمياً مع المتهم صفوت الشريف لإثبات حقيقة إتهامه أو براءته، وقد نطلب إعادة شهادة ناديا يسري. من حقّ الناس أن تعرف أنّ سعاد ماتت مقتولة ومظلومة، وإنّي متأكدٌ أنّ القضية ستطال أسماء كبيرة لم يتمّ الإفصاح عنها من قبل.

• كنت أوّل من دافعتَ وراهنت على براءة حنان ترك ووفاء عامر عقب اتهامهما بقضية آداب؟

– دافعتُ عن حنان ترك ووفاء عامر، وتبنَّيْت قضيتهما كوني محاميهما قبل الواقعة، التي ما إن حصلت حتى صُدمتُ وقلتُ أنها ملفَّقة. وتأكدتُ من ذلك من ورق موجود في النيابة ويتطابق مع كلامهما. وحتى الواقعة نفسها تؤكِّد أنهما بريئتان، وتم إستدراجهما إلى قسم الشرطة على أساس اتهامات غير الدعارة. ولا تنسي أنه ليس من مصلحة أحد أن يكذب على محاميه، ثم إنّي واثق من أخلاقيات موكلتَيْ، لأني أصلاً لا آخذ على عاتقي إلا القضايا الصعبة والمحقّة. وبالنسبة لوفاء عامر وحنان ترك أثبتُّ بالوقائع أنّها قضية ملفّقة، لأنّ البوليس زرع شخصاً في أحد الأماكن، وكان يتحدّث على الهاتف، ويوحي أنه يقوم باتصالات مشبوهة ليتوِّه شرطة الآداب، وعندما تعثر على التسجيلات، فيجب أن يتمّ ذلك وقت الظبط. وعندما كانت الشرطة موجودة لم تقبض عليه، والدعوى لم تستمرّ حتى إظهار برائتَيْهما، لأن النيابة رأت أنّ التهم الموجهة إليهما لا تصلح لأن تقدَّم للمحكمة. لا شك أنّ الموضوع كان كبيراً، لكن الدليل القاطع والتسجيلات التي قدّمتُها حينها، بيَّنت أنّ البوليس قبض عليهما، ما يعني أنه اعتدى عليهما. شهود كثيرون أكّدوا أنّ حنان ووفاء كانت كل منهما في منزلها وليس في المكان الذي ادّعته الشرطة لحظة إلقاء القبض عليهما، لذا فإنّ النيابة أمرت بإلغاء القضية، ومن هنا كنت أدافعُ عنهما باستماته، لأنه كان «في حاجة غلط ومش مظبوطة وملفّقة من طرف أحد مرشدي العناصر، عشان يعملوا ظبط على أي واقعة والسلام».

• ماذا عن واقعة الصحافي رضا الهلال؟

– تولَّيْت قضيته مؤخراً، وهذا الشاب يشغل منصباً مهمّاً في جريدة (الأهرام)، ثمّ اختفى فجأة قبل سنوات. البعض قال أنه أُغتيل ودُفِن في الإسكندرية، لأنه كان ضدّ مشروع التوريث، ثمّ قيل أنه كان على علاقه بـِ ياسر عرفات وأنّه ليبرالي، الأمر الذي أزعج وزير الداخلية حبيب العادلي، فأخفاه.

• ماذا عن قضية شقيقك الإعلامي حمدي قنديل ووزير الخارجية أبو الغيط؟

– أبو الغيط تنازل عن ادِّعائه ضد شقيقي حمدي قنديل عقب سقوط النظام، مع العلم أنه بوجود النظام كان يريد أن يلعب في القضية، وأنا كنتُ أضمن أني سأربحها بإذن الله. كان قدَّم دعوى ضد حمدي الذي اتهمه أنه تناوله بالسبّ والقذف، فرفعتُ دعوى ضده بناءً على دعواه التي تتضمّن شتائم، وبعد سقوط النظام حصلَ أن دخلتُ إلى المحكمة، فالتقيتُ بمحاميه، ودون مناقشات قال لي: لنُنهِ الموضوع ودِّياً، وهكذا كان.

 إبتسام غنيم

Copy URL to clipboard

شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار