كنّا خلال مباراة الأرجنتين وألمانيا الختامية في مباريات كأس العالم لعام 2014، قرأنا عن وعد أطلقه اللاعب البرشلوني ليونل ميسّي، الذي لعب ضمن صفوف فريق الأرجنتين، بأنّه لو فاز فريقه بكأس العالم، سيتبرّع بالمال الذي يجنيه الفريق لإسرائيل دعماً لها في حربها على قطاع غزّة خصوصاً، وعلى فلسطين عموماً.
هذه المعلومات تأكدت قبل أيام، حين تبرّع ميسّي بمبلغ مليون دولار لدعم القوّات الصهيونية في قتلها للأطفال، رغم عدم فوز الأرجنتين بالكأس، وذلك دعماً منه لإسرائيل التي لطالما جاهر في دعمها وتأييدها والوقوف إلى جانب قوّاتها العدوانية المحتلة. كلنا نذكر زيارة فريق برشلونة وبينهم ميسّي لإسرائيل العام الفائت والصور التي انتشرت له وهو يرتدي القبعة اليهودية الـ (كيباه) ويقف أمام حائط البراق أو المبكى في القدس، وكلنا يذكر أيضاً مشهد العناق واللعب بالطابة بين ميسّي وشيمون بيريز في إسرائيل وخطاب نتنياهو البغيض الذي قال فيه:
أشاهدكم دوماً، نلعب كلانا على الصعيد العالمي، لكنّ رواتبكم أعلى من راتبي. ما يجمعنا أن لدينا الأهداف نفسها. أنتم تحاولون تسجيل الأهداف في مرمى أعدائكم، ونحن أيضاً، لذا أشعر بسعادة بالغة حين تفوزون وتحققون الهدف، لكنّي أتمنى أن أحظى بنسبة 1٪ من جمهوركم ومتابعيكم حول العالم.
وقال: لديكم مليون معجب بفريق برشلونة حول العالم، لو أنّ 1٪ من المعجبين زاروا إسرائيل لانتعش اقتصادنا ولعمّ السلام العالم.
وكلنا نذكر حينها، كيف لقّب نتانياهو ميسّي برسول السلام وباركه وشجّعه ودعم فريقه.
على صعيد آخر، وإلى جانب ارتكابات ميسي وإساءاته المتتالية لنا كعرب وارتكاباته الشنيعة إلى جانب المجازر البشعة التي ترتكبها اسرائيل بحق الأطفال والشيوخ، يقف اليوم اللاعب الأهم لهذه الدورة أمام القضاء الإسباني متهماً بقضية فساد ماليّ، حيث  مثل ووالده في أيلول/ سبتمبر الماضي أمام القضاء الإسباني الذي اتهمه ووالده بالتهرب من الضرائب بقيمة 4 ملايين يورو عن أعوام 2007 و2008 و2009.
وذكرت معلومات أنّ ميسي قام بمجموعة من التحويلات المصرفيّة المثيرة للشك، والتي جعلت القضاء الإسباني يفتح ملف تحقيق بخصوصها.
وفي التفاصيل أنّ خمس تحويلات مصرفيّة  تبلغ قيمتها مليون يورو، قام بها ميسي، وهذه المبالغ متعلقة بأموال حصل عليها بعد قيامه بمباريات خيرية عامَي 2012 و2013 في أميركا، كولومبيا، المكسيك والبيرو، وكان من المفترض أن تذهب الأموال إلى مؤسسات خيرية، لكنّها ذهبت إلى جيبه الخاص.
والغريب أنّ هذه القضية، ليست الأولى ضد ميسي، هذا الصهيوني لديه سوابق احتيال ونصب مثل معلمه بيريز. كان مثل أمام قاضي مدينة برشلونة قبل أشهر بتهمة التهرب الضريبي، وكلفته التهمة دفع 5 ملايين يورو لصالح مديرية الضرائب الإسبانية!
فكيف يُمكن الوثوق بلاعب كرة قدم، ينصب على الدولة ويأكل أموال الناس الخيريّة ليملأ جيبه وجيوب القتلة والمجرمين في إسرائيل؟
كل هذا، وقسم كبير منّا أعلن عن تشجيعه ودعمه للأرجنتين، التي لعب ضمن صفوفها ميسي، وي

كثر منا يلهثون مشجعين فريق برشلونة الذي يمثّله ميسي الداعم الأكبر للصهاينة، فكيف نعيش فصاماً ونهلّل لميسي ونقبّل قدمه التي يركل فيها الطابة ليُنعش فيها المجرمة الصهيوني؟
أمام الدعم العربي الكبير لـِ ميسي، نقف مندهشين أمام كريستيانو رونالدو، لاعب فريق ريال مدريد، الذي شارك في الفريق الإسباني في مباريات كأس العالم لهذه الدورة، والذي نجزم أنّه أشرف من 90٪ من أثرياء وزعماء العرب!
كريستيانو رونالدو سدد الضربة لميسي ولكل العربان حين سبق وتبرّع بمليون ونصف يورو لأطفال غزّة في نوفمبر العام 2012، وسبق وعرض الحذاء الذهبي الذي فاز به كأفضل لاعب، في المزاد العلنيّ، وتبرّع بثمنه أيضاً لمعذبي فلسطين، وكان باع أحذيته في مزاد علنيّ أيضاً، العام 2011، وتبرّع بثمنها للمنكوبين من الفلسطينيين، وشارك في حفل داعم للقدس وارتدى الكوفية الفلسطينية، كما حمل يافطة كُتب عليها: «كلنا لدعم فلسطين».
رونالدو الذي يقف بوجه الصهاينة، الذين يحكمون الأرض، ويدفع ثمن مواقفه هجوماً على مستوى عالميّ، كان قبل أشهر وبعد مبارات جمعت فريقه بالفريق الإسرائيلي، رفض الخضوع للمعتقد السائد، والذي يفرض على لاعبي كل فريق، خلع قمصانهم واستبدالها بقمصان الفريق الآخر في ختام كل مباراة، فانسحب من الملعب ولم يخلع قميصه، ولم يقبل بأن يرتدي قميص الصهيوني وقال: «كيف أرتدي قميص القتلة»؟
أليس رونالدو أشرف من كل نجوم العرب؟
كل هذه المواقف، نشهد عليها من برتغاليّ يكفّره بعض المتعصّبين الذين يسعون جاهدين لحكم بلاد العرب، من خلال ثورات مشبوهة بل أصبحت مكشوفة لأغبى الأغبياء. هذا البرتغالي يعاني من المتشدّدين الذين يعتبرون كل غير مسلم كافر، والذين يؤسسون لخلافة إسلامية يحلمون تقوم على شرائع أي قوانين تعود لما قبل 1450 سنة وأهم ما فيها أن من لا يقتنع بما أقول فيُذبح!
كل هذا ولم نسمع بثري عربي مسلم من نجوم الفن والرياضة، «يفك كيسه»، ويتبرّع ولو بألف دولار لغزّة الراقدة تحت الركام التي تتسبّب بها صواريخ العدو الوحيد، باستثناء الإنجاز العربيّ الوحيد الذي حقّقه الفريق الجزائري، حين أعلن مؤخراً عن تبرعه بقيمة 9 مليون دولار لأطفال غزّة، بينما كانت أحلام، طقاقة الخليج، تشغلنا وتُهلّل بنيتها دفع مبلغ 10 آلاف دولار من ثروتها، لكل لاعب جزائري يُحرز هدفاً في المرمى العالميّ!
بئس شعوب تقودها أحلام ورثاصات مثيلاتها ونجوم هم أنصاف رجال في زمن كثر فيه الذكور وقلت الشهامة وانعدمت الرجولة!
بئس شعوب لا تعرف سوى «النقّ»، بينما يقف برتغاليّ غير عربيّ بوجه الصهيوني، ويتحداها بالتبرّع لفلسطين، صاحبة القضية النائمة!
بئس شعوب ترفع القبعة لعدوها ميسي النذل..
فهل نسأل عن سبب الجهل والتعصّب والعار الضارب أطنابه بعد اليوم؟

علاء مرعب

Copy URL to clipboard

شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار