• هالة دياب أنت كاتبة مسلسل (ما ملكت أيمانكم)، العمل عرض العام 2010 وها نحن اليوم نعيش أحداث المسلسل ذاتها، وكأنّك كنت تعرفين ماذا سيحصل؟

– كنت قد كتبت مسلسل (الحور العين) العام 2005، لم يكن المسلسل ناضجاً مثل (ما ملكت أيمانكم) درامياً لأنه كان أول أعمالي، كنت في الجامعة وقتها، وبعدها كتبت مسلسل (المارقون) و(يقتلون الياسمين) وكانت عن تفجيرات 7 تموز التي حدثت في بريطانيا. وكتبت (شيفون) العام 2011 و(عزيزة على بابا عمرو) و(الصمت) و(ثلة من الأولين) من سلسلة (تحت سماء الوطن) العام 2013، تقريباً كل عام لدي عمل.

(ما ملكت أيمانكم) كان حصيلة جهود ونضج وتطور، فكري ودرامي، نضج رؤيتي للأوضاع العربية ولا سيما السورية، كوني عشت مرحلة من حياتي في سوريا، وكنت قريبة من الناس، وأقصد هنا العلاقات الإجتماعية، التي عكست على تفكيري شكل النسيج الإجتماعي. عندما تكون في الغرب لا يكون لديك وسائل ومصادر تستطيع الوصول إليها كما وأنت في الشرق مثل مؤسسات التينج تانج، المؤسسات الحكومية، المصادر العلمية والتحليلات السياسية، هذا كان سبب كتابة (ما ملكت أيمانكم). أقول أن هشاشة النسيج الإجتماعي، هي المدخل للتحول السوري، أي الحرب الدامية وما يحدث اليوم.

• أنتِ رأيت هذا الشيء منذ أعوام وعرض العمل منذ 3 سنوات.

– (تقاطعني) وأنا أدفع ثمنه اليوم.

• ماذا ترين في الغد السوري؟

– أرى إعادة للسيناريو العراقي في سوريا، إذا استمر ما يحصل، ولم يتوصلوا إلى معادلة سياسية أو حل سياسي، سنرى هجرة الأقليات والأدمغة، هجرة المثقفين من الوطن.
• ومعظمهم خرجوا أصلاً.

– خرجوا وغادروا الوطن العربي، وسنشهد انتصاراً عسكرياً أو انتصار أي طائفة عسكرية، وسنرى الهجرة المعاكسة.

• ماذا تقصدين بالهجرة المعاكسة؟

– سيهاجرون من أوطانهم إلى سوريا، فهم يرونها على أنها (الفردوس)، هم يعتبرونها فردوساً جديداً أو الفردوس المفقود.

• الجهاد؟

– تماماً وسيسكنون المنازل التي أخليت من سكانها، وسنرى زيادة في الفكر الطائفي أو التكفيري، هم جماعات تكفيرية يستخدمون مسمى الجهات لأنّها «بتعمل PR»، المرتزقة والتكفيريون ينتشرون في سوريا، وهم سيتزوجون وينجبون. يأتي ويتزوج والطفل سيتم تربيته على الثقافة المسيطرة.

• ثقافة القتل.

– نعم، سيموت الإسلام المعتدل، لأننا نرى صمتاً من قبلهم، والمثقفون أيضاً، لأنهم خائفون. هؤلاء لا يملكون إلا ثقافة القتل.

• هل هكذا كان السوري، وكان مغلفاً بغطاء لا للطائفية؟

– لا. أنا تعلمت في سوريا، عندما عشت هناك مع النسيج الإجتماعي، كان لدي أصدقاء من جميع الطوائف، تعلمت احترام الآخر، احترام المسيحي واليهودي والمسلم، تعلمت موزاييك ثقافي هيأني للتعامل مع الغرب، عندما أتيت إلى لندن بدأت أسمع بمفاهيم عرقية، لم أكن أسمع بتفرقة عنصرية، لكن هناك ضغوط اجتماعية وسياسية تدفع الإنسان إلى تغيير نظرته، وهذا ما حدث للسوري. لم يكن هناك أفق بعد من قبل الشعب السوري، أي أن يعرف بأنه سيحصل هذا، كونها دولة مستقلة يعيش فيها المواطن السوري بـ 50 ليرة، والمرأة تملك حريتها، كان هناك إسلامٌ معتدلٌ أي الإسلام الصوفي، النقشبندية أي التي تتضمن الفكر والغناء، لم نر إسلاماً متشدداً، لكن كان هناك خلايا نائمة.

• هذا ما أقوله مثل الدور الذي جسده مصطفى الخاني وأبدع به.

– هذه الخلايا لم تستطع الظهور أمام الطبقة السياسية، مثل توفيق، في المسلسل، بل كانت تمارس قمعها على الطبقة الإجتماعية والفكرية، لكنها تحولت إلى جزء من المعادلة السياسية مع بدء الربيع العربي.

• أمن الخطأ تواجد الشخصية الدينية في المعادلة السياسية؟

– السياسي يخطئ، لأنه يتعامل مع الشعب وهذا الشعب متنوع بطوائفه وأديانه، هو بحاجة إلى قوانين تحفظ الشعب وتحكمه في الوقت ذاته، وتصون كرامته على أساس الحقوق المدنية، لكنك تظلم الدين والشعب عندما تأتي بالدين إلى الطاولة السياسية. الدين هو اعتقاد ومبدأ، هو علاقة الإنسان مع الله وهو أسلوب حياة. عندما تأتي به إلى المعادلة السياسية تخسر، مثل مصر، الكارت الديني رابح لأن الناس عاطفيون بطبعهم، عندما تأتي بها إلى الطاولة السياسية تربح نقاطاً، هذا الشيء يتعارض مع الإسلام والدين ككل، خصوصاً إذا كان المجتمع موزاييكي يضم جميع الطوائف والأعراق والأديان.

• لديك أعمال أخرى لكننا لا نعرف إلا (ما ملكت أيمانكم)؟

– نعم، (شيفون، حور العين، عزيزة على بابا عمرو) وهو خماسية من مسلسل (تحت سماء الوطن) وأنا أول كاتبة عربية تتحدث عن اللاجئين السوريين في مخيمات الزعتري، وغيرها من الأعمال. الناس لا تعرف أعمالي الأخرى، أكتب مقالات باللغة الإنجليزية، أفلاماً وثائقية باللغتين العربية والانكليزية، أكتب كتباً، ويبدو أن الهجوم القائم هو تصفية حسابات لما تناوله مسلسل (ما ملكت أيمانكم). أعتقد بأن الكاتب دوره تنويري، يمكن أن يرى أشياءً في المجتمع لا يراها السياسيون. عندما تمسك الشمعة وتدخل بها إلى الغرفة المظلمة يهاجمونك ويقولون: لا علاقة لك بالسياسة، رغم أن السياسة جزء من النسيج الإجتماعي والمجتمع المدني، لا يمكننا أن نفصل السياسة عن العلوم والحياة والفن، وعلى الكاتب أن يسلط الضوء على السياسي، ولكل كاتب قراءاته، وأنا لي قراءاتي في الوضع السوري والعربي.

• تعرضت للهجوم من قبل الصحافة فالبعض قال: هالة دياب صمتت دهراً ونطقت جهلاً، ويقولون أن المخرج السوري سيف السبيعي هاجمك ووصفك بالسطحية؟

– أنا لم أصمت، لدي أعمال عدة من بعد (ما ملكت أيمانكم) وكان لدي برنامج على قناة الـ ANB، ولدي كتابات، ونشاطات في مواضيع المرأة وأنا public speaker، ولدي مساهمات أخرى، قد يكون الطرف الآخر جاهلاً بأعمالي ويظن أنني كتبت عملاً واحداً، مع احترامي لكل الممثلين السوريين، من الممكن أن يكونوا قد فهموا ما قلته غلط، ومعظمهم مثلوا في أعمالي كـ سلافة معمار طليقة سيف السبيعي، علماً أنه أخرج فيلماً قمت بكتابته اسمه (سوا يا شباب)، وهو كان بطلاً في مسلسل (يقتلون الياسمين). بعضهم بريء وفهموني خطأ. بعض الناس سمعت واعتمدت على ما سمعت، كان بإمكانهم الإتصال بي، أي صحفي كان بإمكانه أن يتصل بي ويستفسر عن الموضوع بدلاً من مهاجمتي.
ليس الفنان من يحدد قيمة العمل، بل نجاح العمل هو الذي يحدد قيمته، أعماي نجحت وتمت ترجمتها إلى لغات، (ما ملكت أيمانكم) عرض على سكاي  Italy، وعرضوا (الحور العين) و(يقتلون الياسمين) في مهرجان ميلانو.

• من في الحقيقة نطق بالجهل؟

– الصحافة مهنة تقول الحقيقة ويجب أن تعتمد على التقصي والسؤال والحقائق وليس الإعتماد على ما يقوله فلان.

• من أين تأتي الحقائق اليوم؟

– من التويتر والفيسبوك أم من التاريخ الذي يصنعه أي إنسان في أعمال حقيقية وناجحة.

• طالبت باستقبال اللاجئين السوريين في الدول العربية.

– صح. لم أصف السوريين بالجهل، ولم أصفهم بأنهم أقل من الشعوب العربية الأخرى. أنا لم أطالب بريطانيا بمنع اللاجئين من الدخول أو طردهم من بريطانيا، فكرتي هي أنه من الحكمة أن تضغط بريطانيا على الدول العربية لتفتح أبوابها للاجئين السوريين لعدة أسباب: بريطانيا ستأخذ 500 لاجئ، هل تحل المشكلة هنا، الحل بالمشكلة أم بعوارض المشكلة وتصديرها إلى البلدان الأخرى؟ أؤمن بأن الدول العربية يجب أن تستقبل السوريين وتضعهم في بيوت مكرمين وأن يسير المواطن السوري بكرامته في الدول العربية، طبعاً بعض الدول العربية شرّعت أبوابها وسوريا لن تنسى فضلها مثل لبنان الأردن ومصر، ولكن لهذه الدول طاقات مادية محدودة يجب دعم هذه الدول ليس فقط مادياً بل إقامة مشاريع صغيرة للأسر المتواجدة، مثلاً لا تعطي الخبز بل أعطي القمح الذي يصنع الخبز، يجب تطوير مهارات النساء اللواتي شردن ومات أزواجهن أو من كان يعيلهن، أو إعطاء مال للعائلات المهجرة ليفتتحوا مشروعاً صغيراً كتحويل مبنى لصناعة الـ T-shirt ويتم تصديره إلى الدول الأجنبية هذا يعود عليهم بمردود مادي، وهنا يتحول اللاجئ إلى مساهم، ولا يشعر بأنه عبئ.

نحن نستطيع تغيير صفة اللاجئ إلى ضيف في هذه الدولة العربية، وأنا قلت: بأن الأولوية يجب أن تعطى للأطفال والجرحى. النظام الصحي في بريطانيا ممتاز (مالالا) مثلاً أعطوا لها الحياة من جديد، الناس التي فقدت يدها وقدمها وباتت تعاني من عاهة من يعوضهم؟ والأيتام أيضاً قد يتبناهم هنا شخص ما أو يكفلهم أي دار، فدور الأيتام في الدول العربية؟ صعبة.

• المواطن السوري مبدع بجوهره لكن لا يلقى الدعم، ستيف جوبس مثلاً سوري الأصل واخترع شيئاً عالمياً؟

– ليس الدعم بل إقصاء المجتمع له. عندما تعيش في مجتمعاً كمجتمعاتنا تخاف أن تكون مبدعاً. في الدول الأوروبية، ليست فقط النظم السياسية والإجتماعية هي التي تدفعك للإبداع، المجتمع هو من يساهم في الإبداع، المجتمع يتقبل أفعالك لا يحكم عليك ولا يقصيك، هنا يتقبلون إبداعك لكن في الدول العربية أنت محاصر، محاصر باضطهاد فكري اجتماعي، بالخوف من الإقصاء، من أن تكون خارج الجماعة، لذلك لا تستطيع أن تبدع رغم أنك مبدع.

• هل هذا ما يطالب به الشعب العربي؟

– لا بد للنسيج الفكري أن يتغير، أن يعلو من الهرم إلى القمة، لتغيير النسيج الإجتماعي ليلقى الإبداع مكاناً له، العرب يتميزون بالقدرة على الإبداع.

• هذا ما أردت قوله؟

– نعم لكن للأسف لا توجد قدرات للإستيعاب اجتماعياً، أنت محارب دائماً، لا تفعل هذا الشيء لأنه ضد الدين، وهذا الشيء ضد الأخلاق والعادات والتقاليد، لذلك يعبرون عن أنفسهم بالعنف. الشعوب العربية هي أكثر الشعوب عنفاً حتى الربيع العربي أظهر عنفاً كبيراً، البعض لا يستطيع الرسم، لأن هذا عيب أو حرام، هي تابوهات لا تستطيع الخروج منها، وهذا يحاصرك، وحتى إذا كان هذا العنف لفظياً أو جسدياً.

• كم أنت مقتنعة بتسمية الثورة؟

– (تأخذ نفساً عميقاً) أعتقد أن الثورة هي مرحلة تغيير. هذه شروط الثورة برأيي. إذا رأينا إلى الثورة الفرنسية، نرى أنها استطاعت أن تغير، لكن في العام 2014 يجب إيجاد استراتيجيات مختلفة للثورة، لا يكفي أن ترفض شيئاً حتى تثور عليه يجب أن تمتلك المقومات، والبصيرة، القدرات والاستراتيجيات لتستطيع أن تثور عليه وتغيره إلى الصح، نحن بحاجة إلى ثورة فكرية واجتماعية هي الأهم.

• لكننا لا نستطع المقارنة بين الثورة السورية والفرنسية، فالفرنسية قامت على مبدأ العدالة الحرية والمساواة، هنا لم نر هذه الشعارات؟

– اليوم لا نستطيع الحكم، هي عملية استبدال قوة بقوة أخرى، إذا كان هناك قوة سياسية اليوم، فنحن نرى قوة السلاح وقوة الجماعات التكفيرية، لا نستطيع التحدث عنها، فهي تغيير وجوه فقط.أنت تغير وجه وشكل الإضطهاد إن كان اضطهاداً سياسياً أو باسم الدين. حتى الوطنية باتت أداةً يحاربونك بها، في الماضي كانوا يعللون هجومهم بأننا لسنا وطنيين بالقدر الكافي أما اليوم لسنا ملتزمين بالقدر الكافي، من يحدد هذه المعايير؟ وجوه اضطهادية تبدل فقط لتبيعنا باسم الحرية والعدالة والاشتراكية.

• اليوم النساء السوريات إما سبايا أو عروس بمهر رخيص؟

– نعم، وهذا ما تحدثت عنه في (عزيزة في بابا عمرو)، لا بد من تمكين الإستقلالية المادية للمرأة السورية، المرأة التي فقدت من يعيلها يجب أن نساعدها كي تحصل على عمل وتحصل على راتب وتؤسس لمشروع صغير، كي لا تستغل ولا تحتاج لأحد، قوة المرأة تأتي من شيئين التعليم والإقتصاد، يجب ندعمها اقتصادياً ونقويها، عندما يكون لها مردود ما من أحد يستغلها.

• رأينا في الأخبار أن فتاة من محافظة الرقة انتحرت لأن والدها كان سيزوجها داعشياً؟

– الحروب تؤثر على المرأة الضحية هي المرأة السورية، من يحميها؟ البقاء للأقوى إذا كان الآخر مسلحاً أو مرتزقاً يعتدي على النساء بالقوة، الإضطهاد ليس الفكري والسياسي وبالسلاح أيضاً هذا سيدفع بالكثير للهجرة للحفاظ على بناتهم، اليوم المعادلة تتغير هي معادلة وجود، الوجود السوري، الموزاييك السوري، الصمود للشعب السوري، إذا خرجوا من سوريا ستصبح كالعراق والصومال وأفغانستان.

• وفلسطين.

– وكالة الغوث تمنع الفلسطيني من التوطين في الوطن الذي يقيم فيه، لكن ما الحل مع السوري؟ الأقليات تهاجر إلى الدول الأوروبية، كالمسيحيين يهاجرون إلى السويد مثلاً دون أوراق ويتم قبولهم، سوريا تفقد موزاييكها وتصبح للمرتزقة ومن يحمل السلاح، يقتلونك إن قلت كلمة أين هي حرية وعدالة وكرامة المواطن السوري.

• ظهرت في الفيديو وأنت تشربين القهوة في مطعم دمشقي في بريطانيا.

– العمل من إعداد الـ BBC أنا قدمت العمل، هذا إعداد القناة أنا لا أفرض عليهم شيئاً.

• المضمون لك والـ «تيكنيك» لهم؟

– طبعاً، الفريق كله من القناة أنا قدمت العمل، الثقافة البريطانية تختلف عن العربية، والعربية تختلف عن الإسلامية.

• في حوار لك على إحدى المحطات العربية، ارتديت الحجاب بطلب من فضيلة الشيخ علي الجفري؟

– نعم هو طلب أن أرتدي الحجاب وعلي أن أحترمه، لأنه رجل دين، أنا صحفية وإعلامية محترفة، لكل قناة سياستها علي أن أحترمها، أو لا أطل عبر منبرهم، يجب أن أحترم رجل الدين، وأن لا أحرجه، لا يهمني المظهر بقدر ما تهمني الرسالة التي سأوجهها للناس، البرنامج كان حواراً سياسياً، «مو لازم إطلع مقطعة تيابي». من ذهب إلى جنيف ذهبوا بثياب فاخرة ويتحدثون عن 100 ألف رجل قتلوا.. تحدثوا عن أهم قضية في العالم، أنا لم أقل أن الشعب السوري لا يتحدث لغات عدّة، بل قلت: من سيأتي إلى بريطانيا يلاقي تحدياً في اللغة، تحدياً في الثقافة، نحن درسنا وعشنا هنا وعارضنا مشكلة تحدي الثقافة، حتى المجلس في بريطانيا يقول من يأتي من دول غير عربية يواجه تحديات أكبر، الناس القادمة من دول تتحدث بالإنكليزية تواجه تحديات أقل، أنا أعبر عن رأيي في النهاية.

• المرأة حاضرة في كل أعمالك، وتدافعين عنها، في مسلسل (ما ملكت أيمانكم)، رأينا المرأة المنقبة والمتحررة والتي تزني لأجل شراء كرسي متحرك لوالدها.

– المجتمعات العربية تظلم المرأة التي تدفع الثمن دائماً، المجتمع يظلم المرأة بحسب معاييره القاسية عليها، في دراساتي بحثت عن المرأة وتعمقت بمواضيعها، أنا أشعر بأنني يجب أن أتحدث بصوت المرأة المظلومة التي لا تستطيع أن تعبر عن نفسها، أسلط الضوء على المجتمع الذي يدفع المرأة إلى الإحساس بذاتها من الداخل، أنا مؤمنة بدور الرجل بحياة المرأة، هي لا تستطيع أن تصل إلى أي مكان إلا بمساعدة الرجل أنا لا أؤمن بالمنافسة بين المرأة والرجل بل هما يكملان بعضهما البعض، هي تحتاج إلى دعم الرجل في قضيتها.

• متى يعي المجتمع أن المرأة «ما بتنضرب»؟ هاجموا رويدا عطية وفاطمة «أكلت قتلي» من زوجها ووالدته وشقيقه، ومنذ أيام ماتت منال صاحبة الـ 33 ربيعاً؟

– عندما يصبح لها دور فعال في الدين والسياسة والمجتمع والإعلام، عندما يكون لها خطاباً دينياً وتصبح قائدة سياسية، ذلك الوقت يصبح لها قوة.

• حتى في الدين؟

– نعم، يجب أن نرى عالمات إسلاميات، يتغير التفسير لا يكون ذكورياً فقط، نحن في أوروبا تخطينا هذه الأمور.. السيدات المسلمات لهن دور كبير في الفكر الإسلامي، هن قياديات، يجب أن نحفز ونقوي دور المرأة في المجتمع، woman should be leaders now، في كل مجالات الحياة يجب أن تصل أصواتهن، في سوريا الآن يهمشون المرأة التي تحولت إلى جسد لتمتعهم فقط. يخيرها بين الإمتاع والنقاب والقتل، هو لا يريد أي دوراً للمرأة، لكن المرأة عندما تكون قوية تكون قيادية وسياسية ووزيرة وإعلامية، ثورتها لا تحصل لوحدها هي بحاجة إلى الرجل كي يدعمها، الكثير من الرجال يؤمنون بالمرأة وقضيتها هي أم وأخت وزوجة.

• إذا ما قارنا بين المرأة والرجل وهما في الموقع ذاته نرى أنها مبدعة أكثر وخلاقة أكثر، لماذا؟

– يظلمون المرأة، ترجم بعرضها فوراً، الرجل لا يرجم بعرضه، الألم يولّد الإبداع، دائماً يشعرونها بأنها مخلوق ثانوي غير قادر على القيام بأي شيء، وأنها رمز للرغبة والإثارة فقط، هذه الضغوطات تخلق ردات فعل وهي تحدث عن طريق الإبداع والثورة والتمرد.

• فيلم جديد عن الفكر التكفيري وجهاد النكاح؟

– بدأت العمل على الفيلم منذ أواخر العام الماضي، وأنا في مرحلة إنشاء الشخصيات، وللمرأة دور كبير في الفيلم، وفي التغيير أيضاً أنا أعتقد أن الأفلام تعكس رؤية الرسالة وكيفية إيصالها للناس إنما الدراما هي الطريقة التي تصل فيها إلى الناس، العمل باللغتين العربية والإنكليزية، إما بالعربية وتترجم إلى الإنكليزية أو بالإنكليزية وتتم ترجمتها إلى العربية.

• الإخراج لنجدة أنزور؟

– طبعاً، هو أول من تبنى أفكاري وموهبتي، تعلمت الكثير منه هو من أهم المعالم الإنسانية والإرث الفني الحديث وسيبقى، بغض النظر عن نظرته السياسية، هذا ليس مهماً المهم أنه قدم الكثير للمجتمع السوري وسيبقى إرثاً في تاريخ سوريا الحديث.
تعلمت منه وتطورت هو «الكوتش» بالنسبة لي، وأتمنى أن يحرز عملي نجاحاً دولياً ما أكتبه ليس للسوريين فقط أنا أكتب للعالم كله.

• أين ستتم عمليات التصوير؟

– الوضع السوري يحدد ذلك لكننا سنصور في أكثر من دولة، الصورة رمزية نحن نتحدث عن الفكرة.

• ماذا تتوقعين من جنيف 2؟

– يجب أن تكون على قائمتها وقف إطلاق النار، والحل السلمي في سوريا، لكن ما ذكرته يبدو وكأنه ليس من الأولويات المشكلة الآن هي الإنقسامات في المعارضة السياسية والمعارضة على أرض الواقع، ودخول أطراف أخرى، إذا فشل جنيف 2 سيحدد الإنتصار أي فريق عسكري على الأرض، هو من سيحدد سوريا القادمة، وهذا خطر أنا مؤمنة بالتغيير السلمي، وأن يعتمد على السلام والحوار، السلام يجلب السلام، الحرب والعنف تولدان العنف.
يجب إيقاف إطلاق النار وألا يركز السياسيين على اختلافاتهم بل على ما يجمعهم، ما يجمعهم سوريا إذا استطاعوا الوصول لهذه النقطة في جنيف، سيصلون إلى النقاط التي تجمعهم وكل هذا لأجل سوريا وأهلها.

• هل تعتبرين بأن اليوم الذي حدده البابا يوم صوم وصلاة لسوريا غيّر من المعادلة السياسية؟

– هو قلق على المسيحيين وهم دين عريق فهم يتحدثون بلغة السيد المسيح، يجب أن نحميهم هم يمثلون التاريخ، جزء من تاريخ سوريا والوطن العربي، ويوم الصوم هو للإتحاد بين الطوائف، وأكد أن سوريا للجميع، برأيي تمت أسلمة الأزمة السورية في بعض الأحيان، الأصوات التي كانت تتحدث بالمعادلة السياسية والأزمة هي أصوات مسلمة، وأظهر لنا الإلتحام بين المسلمين والمسيحيين في سوريا.

• ماذا تردين عن الذين كتبوا عنك؟

– هم كتبوا دون أن يتصلوا بي، أنا لا أعرفهم كان بإمكانهم الإتصال بي أو التواصل معي عبر الإنترنت، علي يسكن في فرنسا وغيره لا أعلم أين، ما حدث محاولة اغتيال، للإنسان وشخصيته.

• هل هي ردة فعل أم حقد دفين ورد على أعمالك، لأن مواضيعك جريئة ونحن نخاف من هذه المواضيع؟

– هي تصفية حسابات، أنا لم أقل لا أريد دفع الضرائب، أنا لم أذكر هذا الكلام، ما قلته: هل سيتم الدفع للاجئين أم الإلتزامات المادية ستكون بدفع الضرائب؟
عندما نتحدث عن اللاجئين لا بد أن نتحدث عن الضرائب وقد تكون الناس تحسست، ومن حقهم، البعض مات أمهم والآخر والدهم، أصبحوا يتحسسون من كل شيء، لكن لا يستلزم التكذيب وتغيير كلامي أنا لم أقل أن الشعب جاهل.

• متى سنرى عملاً مثل (ما ملكت ايمانكم) يناقش موضوعاً مهماً؟

– الأعمال الدرامية ليست متواجدة في المعادلة في الوقت الراهن بسبب الوضع في سوريا، وبسبب التصوير أيضاً لذلك أعمل على الفيلم لأن وقته أقصر والمسلسل يأخذ من وقت المشاهد كثيراً، أنا أفتخر بأنني كاتبة دراما تلفزيونية لأنني أعشقها، ولأنني أرسم شخصيات وأعيشها، هي تكون كلمات على الورق ومن ثم تشاهدها على التلفاز لها شكل، تحيا وتصل للناس وتؤثر بهم.

• هل تتابعين المسلسلات السورية؟

– نعم، وأفتخر بهم لأن رغم الأحداث الحاصلة صوّروا واخرجوا ومثلوا، أتابع الأعمال البريطانية أكثر مثل Home Land، Good wife، The Americans.

• من نجمك المفضل؟

– من الشخصيات أتابع ليلى عبد اللطيف، مجالها جدلي، أشعر بأنها متواضعة.

• جداً.

– لا تقول الشيء السيء، وهذا نادراً ما نراه، أحب ايمي واينهاوس، أسمع جاز كثيراً، أسمع ميادة بسيليس تذكرني بالشام، وأتابع الكوميديا الإنجليزية.

• أنت سورية الأصل؟

– الوالد من أصول فلسطينية لكنه عاش في الشام، تخيل يقولون لي أنتِ فلسطينية لا علاقة لك بالأزمة، لكننا سوريون والفلسطينيون عاشوا الحصار مع أهل سوريا وجاعوا وماتوا. سوريا للجميع، هذه هي سوريتي، وأنا فيني الدم السوري، كما هي سوريتهم، هي سوريتي.

لم نشعر بالفرق بين السوري والفلسطيني، اليوم الناس باتت تتحدث بالدين والطائفة والشرف، والآخر يريد أن يرى نفسه بأنه البطل الأخلاقي وأنتِ سيئة، يقولون: أنتِ كارهة السوريين. كان بإمكاني أن أدير ظهري للأزمة فأنا أعيش هنا ولدي عملي، لكنني كتبت 6 أعمال كلها عن سوريا.

ملكون كرابتيان

Copy URL to clipboard

شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار