تفاجأنا منذ ساعات بعد أن نشر موقع (اليوم السابع) في مصر فيديو لشيرين عبد الوهاب بعنوان مستفز أنها أهانت مصر حين طلبت إحدى المعجبات في حفل في الشارقة من نجمتها أن تغني (ما شربتش من نيلها) فردّت شيرين ضاحكة: “هيجبلك بلهارسيا.. اشربي إيفيان أحسن”. (كما تشاهدون في الفيديو أدناه)

الغريب أن كاتب المقال استقصد البحث عن هذا الفيديو الذي طال عليه الزمن وهو ليس وليد اليوم، والفيديو التُقط منذ عام حين أحيت ملكة الإحساس شيرين حفلاً في الشارقة – دبي وليس في لبنان كما أدعى موقع اليوم السابع.

حتى أن المعلومات التي كتبها الصحافي ربما هي مؤامرة من أحدهم، كلها خاطئة خصوصاً وأن كلام شيرين عن النيل لم يكن في لبنان، ولو أُعتمدت المصدقية أكثر لكان اتصل بشيرين واستفتسر منها حقيقة الأمر بدل التهجم عليها.

والمفاجأة كانت عندما قرّرت نقابة الموسيقيين توقيف شيرين عبد الوهاب عن الغناء ومنع كل أغنياتها عن الإذاعات المصرية وإحالتها إلى التحقيق، الأمر الذي استدعى رد شيرين مؤكدة أنها ابنة الشارع المصري، وهي لا تزال تلك الشابة التي نشأت في الحي الشعبي وقلبها لا يزال بريئاً كالطفل.. وأكدت أنها لم تقصد إهانة مصر بلدها وأنها لا تتذكر بأنها قالت هذا الكلام!.

قرار النقابة بتوقيف شيرين عبد الوهاب
قرار النقابة بتوقيف شيرين عبد الوهاب

ما هي الجريمة التي اتركبتها شيرين بحق مصر؟ ولم هذا الهجوم غير المبرر عليها؟ ولم بحثوا في فيديو قديم احتفظوا به لهذه المدّة ونشروه في هذا الوقت.. وأقصد هنا بعد كلامها عن عمرو دياب الذي أساء إليها في جلسات خاصة، وكانت الزميلة نضال الأحمدية نشرت في إحدى المقابلات الإذاعية صوتاً عائداً لعمرو وهو يشتم كوكب الشرق أم كلثوم ويتحدّث عن الراحل عبد الحليم حافظ..

عدموا شيرين بمؤامرة ملفّقة سخيفة.. وكلنا شيرين عبد الوهاب
النجمة المصرية شيرين عبد الوهاب

ولم فقط تُحاسب شيرين على هذا الكلام الذي لم تقصده بل هي معروفة بوطنيتها وحبها الكبير لمصر، فهي لا تدّعي حب بلدها كغيرها، بل تعشق تراب وطنها الذي صنعها وجعلها نجمة صف أول شاء من شاء وأبى من أبى، فما قالته شيرين ليس فقط أكثر من دعابة وهزار، وكم من الصريين يتحدّثون بالسوء عن مصر بلحظة غضب ويكون كلامهم نابعاً من قلبهم خوفاً على مصر وعتباً على المسؤول، أما شيرين لم تكن غاضبة وليس من حقّ نقابة الموسيقيين في مصر أن تعدم فنّها وتشكك بوطنيّتها ويتم توقيفها عن الغناء!

شيرين لم تُخطيء بل قالت الحقيقة والعالم كلّه ملوّث حتى (النيل).. وإذا اعتمدنا تحليلاً علمياً فالمياه تلتقط التلوّث بشكل مباشر أكثر من غيرها “يعني” شيرين لم تقل شيئاً ليس حقيقياً وقبل الحكم عليها فعلى الدولة المصرية القيام بتحليلات لعيّنة المياه في النيل ليتأكدوا من كلامها..

خلال تواجدي في مصر منذ عام تقريباً، شاهدت فيلم (ياباني أصلي) وفي أحد المشاهد وعندما حاول طفل مغترب الشرب من مياه النيل أصيب بتسمّم ونقل على أثرها إلى المستشفى وهذا المشهد مرّ مرور الكرام ولم يعلّق عيله أحد ولم يُسرّب إلى الصحافة ولم يتم تداوله عبر مواقع التواصل الإجتماعي وغض المسؤولون النظر!

لمَ لمْ يحدث انقلابٌ ضد الممثل المصري أحمد عيد (بطل فيلم ياباني أصلي) والمخرج والمنتج! وهذا الفيلم حضره الملايين من المصريين وكذلك العرب الذين تواجدوا في مصر وشاهدوا الفيلم!

لمَ شيرين عبد الوهاب دائماً في المرصاد؟

ولم يتم نسف كل تاريخها الفني الحافل ونجاحاتها التي تخطت مصر ووصلت إلى كل الدول العربية وهي أكثر نجمة مصرية من الإناث والذكور الذين يحييون حفلات بكثرة خارج مصر، فجمهور شيرين ليس فقط 90 مليون وإنما جمهورها أصبح على امتداد العلم العربي كلّه فلم أسمع مرّة أحدهم يقول أنه لا يحب شيرين شخصياً أو لم يعشق احساسها!

فهل على شيرين أن تكون جديّة على المسرح ورسمية بكل اطلالاتها ولو كانت كذلك لكانوا أطلقوا عليها شائعات بأنها متكبّرة “وشايفة حالها” وان مازحتهم طالبوها بعدم “الجلقان”.. يحاسبونها على بساطتها وطيبة قلبها رغم أن ما قالته لا يهين مصر أبداً.. فما يهين مصر عندما تُظلم نجمة رفعت اسم بلادها كثيراً فشيرين “يا أهل الخير” مرتبط اسمها بمصر.. شيرين المصرية التي غنّت لمصر وللنيل وشربت من مياهه عندما كانت فقيرة ولا تخشى من ذلك.

وللأسف فإن نقابة الموسيقيين في مصر باتت كداعش على عهد الفنان المصري هاني شاكر الذي ذبح تاريخ شيرين كما ذبحوا داعش كل من خالفهم بالرأي.. على مصر كلّها أن لا تتخلى عن شيرين وأن تقف بالمرصاد بوجه كل من يحاول التخلّص من ابنتها!

وبكل وضوح هناك من تآمر على شيرين عبد الوهاب بعد حديثها عن عمرو دياب وقبل طرح ألبومها في الأسواق.. والمتضرّر خاف من شيرين والنجاح الذي ستحققه في ألبومها ونقطة على السطر.

سارة العسراوي – بيروت

Copy URL to clipboard


























شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار