منذ 5 سنوات 
أطل الإعلامي اللبناني هشام حداد ضيفاً على برنامج (فيه أمل) تقديم النجمة السورية أمل عرفة، الحلقة لم تخلُ من الضحك بين كوميدييْن يتمعتان بذكاء كبير وكدنا نصرخ: هشام اسكت لكنه سبقنا وقال لأمل: مشكلتي بحكي كتير ما بعرف أسكت.
مع بداية الحلقة، عرضت أمل صورة هشام الطفل يضع النظارات، وسألته تحاول استفزازه عن النظارات، فردّ عليها: لما تطلعي ببرنامجي بدي حطلك صورتك إنت وصغيرة، وردت أمل على طريقة الكوميديا السوداء: إيه بس أنا كنت حلوة أنا وصغيري ما تغير فيني شي.. وتابعت مازحة: بس كان طولي 180 قبل الحرب.
أمل من النجمات المتوسطات طولاً وهي أكثر ميلاً لأن تكون من القصيرات.. وحين هزئت من طولها فليس اعتراضاً على شكلها بل خرجت الكلمات من قلبها تصف حالة إنسانية عاشها 20 مليون سوري يقصفون عمره كل يوم لسنوان حتى مات منهم ما يقرب النصف مليون أو أكثر.
للأسف مرّ تعليق أمل على هشام مروراً عادياًمنا من قال: “شو بو غاشي”؟ لم يستفد هشام من رمية أمل، حتى أننا لا نتذكر الآن ما قاله، هذا الفيديو ذكرنا بأنه قال أن وزنه كان 60 كيلو حين كان عمره 6 اشهر. والنكتة غير مضحكة ولا مهضومة وضحكة أمل جاءت لطفاً منها.
هل أروع من هذه الكوميديا الساخرة الحارقة والخارقة، والتي تحكي عن حرب تسرق منك طولاً.. اعتدنا على عبارات تقليدية ومنها “الحرب سرقت طفولتي” أو الحرب سرقت شبابي” “الحرب سرقت أهلي”.. أما أن تقول أمل أن الحرب “سرقت مني طولي” فهذا يعني الكثير، ومنها ما تقوله جداتنا الحكيمات: الحرب كسرت ظهري حتى انحنيت.
لا انحنى السوري.. شاهقةٌ أنتِ يا أمل.. بطلةٌ أنتِ وكل سوري وقف بوجه العالم.. كل العالم.. ليحميَ أرضه وعرضهُ وعزتهُ وياسميناته..
عاش طولكِ مارداً يطل من عينيك السوريتين الغارقتين بالحزن.. لكنه حزن مجيد..
والله يا أمل.. طالما يوحد منكِ الكثير في سوريا.. طبعاً فيه أمل..
مارون شاكر – بيروت
https://www.instagram.com/p/Bqh9i_ZlVGP/
)
