في الصورة الملك هنري الثامن جوناثن ماير والخليفة هارون الرشيد قصي الخولي والجارية أسيل عمران
في الصورة الملك هنري الثامن جوناثن ماير والخليفة هارون الرشيد قصي الخولي والجارية أسيل عمران

في المسلسلات التاريخية العالمية يقدم لنا صنّاع الدراما السينمائية والتلفزيونية، كماً هائلاً من من الأعمال التي تخبر عن سوء تاريخهم، وعن عهر السلطات الدينية التي كانت تذبح المثقفين، وتشنق الأذكياء، وتحرق من لا يرضى عنه رئيس الكنيسة، أي خليفة الله على الأرض.

أعطي مثالاً سريعاً وهو الملك البريطاني (هنري الثامن) من 28 يونيو – حزيران 1491 إلى 28 يناير– كانون الثاني 1547 في مسلسل The Tudorsالذي لعب دوره جوناثن ماير، والذي انفصل عن الكنيسة الأم أي عن السلطة البابوية (بابا روما)، وأقام مذهباً خاصاً به كي يتمكن من أن يطلق ليتزوج غانيته. وبالتالي أصبح هنري الثامن رئيس الكنيسة وظل الله على الأرض وعاد ليحرق الزوجة الغانية بعد أن ملّ منها وأراد غيرها حتى تمكن من أن يتزوج ست غانيات.

في هذا العمل مثلاً، ومثله الكثير من الأعمال، يضيء الغرب على كل الصورة الظلامية التي كانوا عليها قبل الثورة البرجوازية Révolution française في فرنسا، والتي بدأت سنة 1789 واستمرت حتى 1799 هذه الثورة التي ساهمت في الإسراع بصعود الجمهوريات والديمقراطيات وتقويض حكم الكنيسة وما يسمى بالخليفة المقدس (الملك) وكل أعماله الشنيعة.

مسلسل تيودور وغيره من الدراما التاريخية يعرضون للتاريخ الأسود الذي مر به الغرب، ويلعنونه من خلال المعالجة الدرامية، وذلك لتحسين صورة الإنسان الغربي، وكيف تمكن من التقدم باتجاه تحقيق العدالة الإجتماعية، وكيف تمكن المجتمع الغربي من الانقضاض على أسياد الحكم من ماجوس بني دين وانتصروا لروح الدين المسيحية لا لأسيادها ممن حملوا الصولجانات وبطشوا بالدين وروحه وقيَمهِ الحقيقية.

لكن ماذا يقصد العرب والأتراك الذين يقدمون أعمالاً تاريخية عن السلاطين والخلفاء، وتكون البطولة فيها للجواري والغلمان المخصيين؟

أي شرف تتغنى به الدراما الإسلامية، وهي تضيء بفخر على الخليفة هارون الرشيد مثلاً، وعلى جارياته اللواتي يعج بهن القصر كما جاء في الحلقة 21؟

أي قيمة روحية نتغنى بها ونحن نأسر النساء ونشتريهن ونبيعهن في سوق النخاسة لكي تُمتعن الخليفة وحاشيته من الذكور!؟

ما أُعيب عليه أن هذه الدراما لا تطرح نفسها من زاوية نقدية، بل من منطلق الفخر والعزة بجواري الخلفاء، وعددهن بالمئات إذا لم يكنّ بالآلاف طالما أن قصر الرشيد يعج بهن!

ألم يحرّم الإسلام استرقاق النساء وجعلهن جواري؟ إذاً كيف تفتخرون بالتأكيد إيجاباً على أن الإسترقاق شأن إسلامي دينيٌ، وتشرعونه بإعادة العرض والإستعراض؟

الجارية رئيسة الجاريات تعنفهن وترهبهن
الجارية رئيسة الجاريات تعنفهن وترهبهن

نضال الأحمدية Nidal Al Ahmadieh

Copy URL to clipboard


























شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار