البارحة احتفل الجيش_اللبناني بعيده ال ٧٥ وأحيا المهرجان مفتتحًا، البوب ستار رامي_عياش بأغنيات:

(لبنان يا قطعة سما) (وديع_الصافي)

وأغنية (يا سيف عالاعدا طاير) تكريمًا لصاحبها الراحل مروان محفوظ

وأغنية موعدنا أرضك يا بلدنا للراحل الكبير ملحم_بركات

وسنلاحظ أن في الأغنيات الثلاث التي اختارها رامي، لا ذكر لأي مؤسسة ولا دولة ولا رئيس ولا رمز، ولا ذكر لأي من الجبهات المتناحرة على الأرض اللبنانية برموزها أو دلالاتها.

وسنلاحظ أن الفنان غسان صاليبا لم يغنِ أقوى أغنياته الشهيرة (لمعت أبواق الثورة)!

وكل ما سمعناه كان حياديًا لا يشير إلى أي موقف سوى التغني بلبنان.

ومن هنا نسأل:

ميشال فاضل الموسيقار اللبناني الذي قاد الأوركسترا في المهرجان هل أهان ثوار لبنان؟

وهل هو المسؤول عن استبدال عبارة (إن الثوره تولد من رحم الاحزان) ب لا لا لا، خلال أداء المجموعة لأغنية ماجدة_الرومي (قومي يا بيروت)؟

بالطبع لا..

لأن الأوامر كانت واضحة من مديرية التوجيه في قيادة الجيش، بعدم الدخول بين الانقسمات اللبنانية أي بين جماعة الثورة وجماعة الموالين للسلطة.

الجيش_اللبناني لا يأتمر بأوامر الحكومة، ولا الثورة ولا الثوار، رغم أن قيادة الجيش مع الثورة ضمنًا لكن حتى الآن لا إعلان عن الموقف لاعتبارات كثيرة وأهمها الخوف على المؤسسة التي تضم بين صفوفها عناصر لبنانية منقسمة بانتماءاتها المذهبية والسياسية هذا رغم كل ما يُقال زورًا عن أن العسكري اللبناني حياديٌ!

المؤسسة العسكرية وقائدها جوزيف عون الحكيم، يتذكر انقسام الجيش في ما سمي بانتفاضة 6 شباط في العام 1983 في عهد الرئيس أمين جميّل٫ لأن الجيش آنذاك انحاز لرئيس البلاد أي أمين الجميل وكانت المصيبة التي يتحاشاه القائد جوزيف عون لأن لا شيء تغير مذاك.

إذًا موقف الجيش نظيف وذكي في خطته المحكمة للمحافظة على السلم الأهلي، عبر اصطفافه لصالح المؤسسة، وليس لصالح الأفرقاء المتناحرين، ومن بينهم الطبقة الفاسدة الحاكمة، ومنها المحيّدة عن الحكم أيضًا، خصوصًا وأن كل آمال الشعب اللبناني متعلقة بالجيش وبقائد الجيش، ولا قرار حتى الآن سوى تماسك الجيش فوق كل الاعتبارات، بانتظار الفرج القريب.

لكن يبقى أن نسأل:

لماذا اختار ميشال فاضل هذه الأغنية طالما أنها ستتحول إلى لا لا لا؟

والإجابة نستنتجها وهي أن القرار بحذف (الثورة تولد من رحم الأحزان) جاء متأخرًا ما لم يعد بالإمكان إجراء بروفات على أغنية أخرى.

وهنا دليل جديد على براءة ميشال فاضل، كما براءة مديرية التوجيه التي تعمل جاهدة على تحييد الجيش عن مهاترات الشارع اللبناني وأزقته.

نضال الأحمدية

Copy URL to clipboard


























شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار