تحبّ المرأة بطبيعتها إبراز جمالها بطريقة ما. قد تكون من خلال تسريحة شعرها أو ملابسها أو تبرّجها.. ومع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، لاسيّما الفيسبوك والإنستغرام والسناب شات، أصبحت المرأة بشكل عام تستخدم هذه الشبكات، ليس فقط للمشاركة في التعليقات والأخبار والتواصل مع الأصدقاء، بل لالتقاط صور لنفسها ونشرها على حسابها الشخصي. ولا ضير في ذلك. لكن الأمر يزيد عن حدّه عندما تلتقط صورًا ذاتية شبه عارية وتنشرها على هذه المواقع. فما الذي يجعلها تنشر صورًا فاضحة لا تزيد من جمالها بل تفقدها احترامًا لذاتها وتعرّضها بالتالي إلى التحرش بمختلف أنواعه؟

سيليفي فاضح على وسائل التوصل الاجتماعي
نساء تلتقطن صورًا فاضحة وتنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي

أثبتت الدراسة التي أُجريت عام 2014 تحت عنوان (تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على السلوك البشري” Computers in Human Behavior، أن المرأة التي تعاني من فقدان الثقة بالنفس والتي تواجه صعوبة في التواصل والانخراط في المجتمع قد تلتقط صورًا فاضحة لنفسها وتنشرها على وسائل التواصل الإجتماعي. وكذلك تكون هذه الصور وسيلة تعبّر من خلالها عن نفسها وتجذب بها الآخرين لتبعد عنها الشعور بالوحدة.

ومن ناحية أخرى، قد يعود السبب إلى طبيعتها النرجسيّة. فينشر النرجسيّون صورًا ذاتيّة أي السيلفي selfie باستمرار على مواقع التواصل الاجتماعي، بحسب ما أشارت إليه الدراسة. وبالتالي، تلتقط المرأة النرجسيّة صورًا ذاتية تظهر فيها مفاتنها بشكل فاضح لكي تنال أكبر نسبة إعجاب وتعليقات ممكنة تغذّي من خلالها حبّها لذاتها وغرورها والشعور بالأهمية. كما أنّ المرأة قد تستخدم تلك الصور لتتباهى بجسدها وبمفاتنها فحسب أو لكي تجذب نوعًا معيّنًا من الرجال.

ومن بين المشاهير النرجسيين، نجمة تلفزيون الواقع وعارضة الأزياء كايلي جينر، شقيقة كيم كارداشيان، التي تنشر صورًا ذاتية لا تُحصى على صفحتها الخاصة على الإنستغرام. وبحسب موقع (ذا ريتشست) The Richest، تلتقط كايلي أكبر عدد من الصور الذاتية، وقد بلغ عددها 451 صورة ذاتية منذ حزيران/يونيو 2012. أما عارضة الأزياء اللبنانية رولا يموت فتعتبر أيضًا كذلك، إذ إنها تظهريوميًا على وسائل التواصل الاجتماعي مع العديد من الصور الفاضحة والإباحية. رولا يموت تعرض جديدها العاري وهيفا هل اعتدت عليها؟ – بالفيديو

كايلي جينر بصورة فاضحة
كايلي جينر تلتقط عددًا هائلاً من الصور الفاضحة على وسائل التواصل الاحتماعي
صورة فاضحة ومثيرة لرولا يموت
رولا يموت أخت هيفا تظهر يوميًا على وسائل التواصل الإجتماعي بصور فاضحة

وقد يستخدم البعض الآخر هذه الصور بهدف نشر إعلانات وكسب الأموال بالمقابل. لنأخذ على سبيل المثال نجمة تلفزيون الواقع كيم كارداشيان التي ظهرت عارية في صورة لمجلّة “بايبر” Paper تحت شعار “كسّر الانترنت” Break the Internet واجتاحت كل وسائل التواصل الاجتماعي وأصبحت محطّ انتقادات وسخرية على هذه الشبكات. ولا تنفكّ تنشر صورًا عبر حسابها الخاص تكشف فيها عن مفاتنها للتفاخر بها وعرضها.

وهذا ما فتح لها المجال للوصول إلى عالم الشهرة والنجومية على أي حال. لكنها تستفيد من هذه المواقع كالإنستغرام مثلاً لترويج منتج أو ماركة معيّنة أو ملابس مصمم معيّن وتكسب ملايين الدولارات من خلال نشرها على حسابها الخاص. وبغض النظر عن كل الانتقادات، فهي امرأة أعمال ناجحة.

كيم كارداشيان تروج منتجات
كيم كارداشيان تروج منتجًا عبر حسابها الرسمي على الإنستغرام

أمّا عارضة الأزياء اللبنانية ميريام كلينك التي أشعلت مواقع التواصل الإجتماعي بصورها الفاضحة فليست بعيدة عن تلك الظاهرة. فهي لا تجذب الناشطين لمتابعتها على وسائل التواصل الاجتماعي فحسب، بل تروّج أيضًا لمصممي الأزياء من خلال نشر صور تعرض فيها تصاميمهم، وتنال في المقابل مبالغ من المال.

ميريام كلينك تروج لEden Couture
ميريام كلينك تعرض فستانًا من تصميم Eden Couture

وغالبًا ما تستخدم شركات الإعلانات عارضات الأزياء وتظهرهنّ بصورة جذابة لإغراء المستخدم وحثّه على شراء المنتج، سواء كان من المنتجات الغذائية أو التجميلية أو غيرها.

معارض السيارات مع عارضات الأزياء
دعايات تشمل عارضات الأزياء في معارض السيارات

وبالتالي، يحثّ هؤلاء المشاهير متابعيهم، لاسيّما المراهقات منهن، على التقاط صور مماثلة بطريقة بريئة من دون التفكير في العواقب المحتملة. وبصورة خاصة الفتيات اللواتي يتابعن أخبار المشاهير ويرصدن كل مستجداتهم بهوس على مواقع التواصل ما يجعلهنّ يستنسخن تلك الصور بطريقة لا تناسب واقعهنّ.

وقالت الأستاذة المساعدة في علم النفس في جامعة كولورادو، إليزابيث دانيالز التي أجرت دراسة عن “تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على صورة الفتيات الجسدية“، إنه ينبغي معرفة ما الذي تنشره الفتاة على مواقع التواصل الاجتماعي وكيفية تأثيره على مفهوم الذات والثقة بالنفس.

تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على المراهقات
تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على مفهوم الذات والثقة بالنفس لدى المراهقات

ولابدّ من الأخذ بعين الاعتبار أنّنا نتحدّث عن حضارتين مختلفتين، العالم الغربي والعالم الشرقي أو العربي. فتختلف عقليّة الغرب عن عقليّتنا. وما ينشره هؤلاء المشاهير في الغرب ينطبع بشكل مختلف تمامًا عن واقعنا. فقد يتقبّل الغرب تلك الصورة الفاضحة أكثر من الجمهور العربي لأنه عالم منفتح أكثر من عالمنا. أما نحن فلا نزال متمسكين بعقائدنا وتقاليدنا ومن الصعب تقبّل صورة شبه عارية لفنانة أو عارضة أزياء أو أي فتاة على وسائل التواصل الاجتماعي. وبالتالي قد يحدث الأمر ضجة كبيرة ناهيك عن الشتائم والتحرشات على مختلف أنواعها.

لكن هذا لا ينطبق على كافة المشاهير. فبعضهم لا يسعى لكسب الأموال أو الشهرة ولفت الأنظار من خلال الصور الفاضحة على وسائل التواصل الاجتماعي بل يظهرون بصورة طبيعية ومع ذلك يلفتون الأنظار بحضورهم وموهبتهم. كالممثلة الأجنبية جينيفر أنستون فلا تحاول جاهدة إلى لفت الأنظار عبر نشر صور لمفاتنها بل تتمتع بذوق رفيع وتظهر دائمًا بصورة لائقة. وبالتالي تكسب المعجبين من خلال أعمالها.

جينيفر أنستون بفستان أسود أنيق
جينيفر أنستون باطلالة أنيقة بفستان أسود طويل في حفل توزيع جوائز Golden Globes Awards

المغنية الإنجليزية (أديل) تحافظ أيضًا على أسلوبها الخاص في ارتداء ثياب محتشمة إلى حدّ ما، فلم تنشر يومًا صورة تعرض فيها مفاتنها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ومع ذلك، لا تزال تلفت الأنظار بإطلالاتها وبصوتها الرائع.

أديل باطلالة أنيقة لها
أديل على السجادة الحمراء بفستان محتشم في حفل توزيع جوائز الغرامي Grammy Awards

وأخيرًا، السيدة ماجدة الرومي التي تتميّز بصوتها وحضورها وأناقتها، فهي بالطبع لا تعتمد على نشر صور فاضحة لتنال إعجاب الجماهير، بل تذهلهم بموهبتها ولياقتها وبالتالي لا تكسب المعجبين فحسب بل تنال احترامهم أيضًا.

فانيسا هبر – بيروت

ماحدة الرومي لا تستخدم الاثارة
2013 اطلالة انيقة وكلاسيكية للسيدة ماجدة الرومي في ليلة عيد الميلاد
Copy URL to clipboard


























شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار