الممثل المصري أحمد الفيشاوي
الممثل المصري أحمد الفيشاوي

بعد عامين من الأخذ والردّ والتراشقات الإعلامية بين آلـ الحناوي وآلـ الفيشاوي، حكمت المحكمة بإثبات بنوة لينا هند الحناوي لأحمد فاروق الفيشاوي. وعنونت الصحف المصرية والعربية قرار القاضي الذي أثار استهجان آلـ الفيشاوي بشدّة من ناحية وتأييد الشارع المصري من ناحية أخرى.

صحيح أنّ هند ارتكبت إثماً عندما أقامت علاقة جنسية مع أحمد الفيشاوي خارج إطار الزواج، لكنّ أنظار العالم لم تعد مسلّطة عليها لارتكابها «جريمة شرف» تستحقّ عليها القتل في مجتمعاتنا العربية لأنهاّ خالفت الأعراف والتقاليد، بإقامة علاقة خارج إطار المؤسسة الزوجية.. لم تعد الأضواء مسلّطة على غلطتها لأنّ الوالد أي أحمد تهرّب من مسؤولياته ورفض إعطاء اسمه للطفلة.

هند الحناوي والدة ابنة أحمد الفيشاوي
هند الحناوي والدة ابنة أحمد الفيشاوي

وكان القاضي ذكياً في أسلوب استدراج أحمد للاعتراف بالحقيقة، فاستعمل معه كلّ الوسائل، وسأله في نهاية الجلسة:« كيف كنت ستتصرّف لو كنت ستؤدي دوراً مماثلاً في السينما؟»

فانفعل أحمد وقال: «هي إللي غلطانة، إزاي تعمل علاقة مع واحد وهي ليست زوجته»

في هذه الإجابة تتمحور العقلية الذكورية التي تسيطر على عالمنا العربي حيث يعتبر الرجل أنه يحق له ما لا يحق للمرأة، ويعتبر المرأة هي الخائنة وكأنها ترتكب وحدها فعل الجريمة رغم أن الشريعة تساوي بين الزانية والزاني.

ألا تحتاج إلى شريك لإقامة علاقة جنسية ولإنجاب ولد غير شرعي؟

مؤسف أننا نطالب بالمساواة بين الرجل والمرأة ولا يزال الذكر يعتبر المرأة أدنى منه، وأنها هي الوحيدة الآثمة ويجب أن تُرجم بالحجارة..

القاضي أنصف هند واعترف بأبوة أحمد
القاضي أنصف هند واعترف بأبوة أحمد

إلى ذلك، أحضرت الطفلة لينا إلى المحكمة وملأتها صراخاً ولم تبدأ الجلسة إلا حين نامت على كتف أمها وسط لامبالاة أحمد بها.

ووجه القاضي السؤال الأول لأحمد:

* لو طلبت منك المحكمة إجراء فحص الـDNA، هل كنت ستقوم به؟

– أصل القاعدة الشرعية..

* قاطعه القاضي: لا أسألك عن القاعدة الشرعية، أسألك عما ستفعله؟

– أجاب أحمد: لا، لن أقوم بالتحليل.

ثمّ سأله عن علاقته بهند، فأجاب بتوتر بالغ لاحظه كلّ الموجودين في القاعة: «عرفتها من الشغل، كانت منسقة ملابس».

قاطعته هند بقساوة: أنا مهندسة ديكور ولست منسقة ملابس.

فأضاف أحمد: كانت تعمل بالملابس في مسلسل من بطولتي.. عرفتها وعملنا علاقة.

لينا ابنة أجمد الفيشاوي ووالدتها تحتفل بالفوز
لينا ابنة أجمد الفيشاوي ووالدتها تحتفل بالفوز

فسأله القاضي: أي شكل من اشكال العلاقة؟

أجاب احمد: علاقة غير شرعية.

* القاضي: يعني ليس زواجاً عرفياً؟

– أحمد: دون أي أوراق رسمية.

واستدرج القاضي أحمد إلى الاعتراف بأنّ علاقته بهند استمرت ثلاثة أسابيع وكانا يلتقيان في منزل والده فاروق الفيشاوي.

وهنا سأله القاضي: هل عرفت متى ولدت لينا؟

ردّ أحمد باستخفاف: لا أعرف.

فقال له القاضي: أليس بعد ثمانية أو تسعة أشهر من انتهاء العلاقة بينكما.

فقال أحمد: إيه تقريباً.

وبعد أن ألقى القاضي على مسامعه قصيدة حبلى للشاعر نزار قبّاني، أصدر حكمه لصالح هند التي بكت وفقدت وعيها لشدة سعادتها.

الممثل المصري فاروق الفيشاوي
الممثل المصري فاروق الفيشاوي

وبعد ساعات من صدور الحكم، استضافت قناة أوربت، عائلة الحناوي فاتصل الفنان صلاح السعدني وأعلن أنه مفوّض من قبل عائلة الفيشاوي للتفاوض حول «إبنتنا» لينا.

وفي الوقت الذي أقفل فيه «الأب» أحمد هاتفه، رفض «الجدّ » فاروق الفيشاوي الردّ على أسئلة الصحافيين قائلاً:

« لا تعليق على قرار القاضي، سنردّ قريباً جداً في مؤتمر صحافي».

أما الجدّة سمية الألفي فكانت أكثر عصبية في تعاطيها مع الموضوع وقالت: «همّ كلمتين مافيش غيرهم.. أحمد لم يتزوّج هند شرعياً لتنسب الفتاة إليه. وعلى فكرة البنت ده مش بنتنا والنسب ده لا يلزمنا وليس له معنى، النسب ليس مجرد اسم على شهادة الولادة بل عائلة وأهل. وإذا كانت عائلة الحناوي استطاعت اغتصاب اسم عائلتنا بحكم القضاء، فهي لن تستطيع اغتصاب مشاعرنا بالنسبة لهم أو للبنت ده».

سمية الألفي هكذا كانت
الممثلة المصرية سمية الألفي

ويبقى السؤال، هل ستنتهي ذيول الفضيحة مع الوقت وينسى الناس قصة لينا الفيشاوي؟ أم ستعيش الطفلة التي ستصبح امرأة تأثيرات هذه المرحلة من حياتها؟ أم قد يحنّ قلب أحمد الفيشاوي ويحضن ابنته ويعترف بها فعلياً وليس فقط على الأوراق الرسمية؟

قصيدة حبلى التي ألقاها القاضي لنزار قباني تقول:

لا تَمْتَقِعْ..

هي كِلْمَةٌ عَجْلى إنّي لأَشعُرُ أنّني حُبلى ..

وصرختَ كالمسلوعِ بي.. كَلاّ..

سنُمَزِّقُ الطفلا.. وأخذْتَ تشتِمُني.. وأردْتَ تطردُني ..

لا شيءَ يُدهِشُني.. فلقد عرفتُكَ دائماً نَذلا..

وبعثتَ بالخَدَّامِ يدفعُني.. في وحشةِ الدربِ يا مَنْ زَرَعتَ العارَ في صُلبي وكسرتَ لي قلبي ..

ليقولَ لي: مولايَ ليسَ هُنا.. مولاهُ ألفُ هُنا..

لكنَّهُ جَبُنا.. لمّا تأكّدَ أنّني حُبلى ..

ماذا؟ أتبصِقُني والقيءُ في حَلقي يدمِّرُني وأصابعُ الغَثَيانِ تخنقُني..

ووريثُكَ المشؤومُ في بَدَني والعارُ يسحقُني..

وحقيقةٌ سوداءُ.. تملؤني هي أنّني حُبلى..

ليراتُكَ الخمسون.. تُضحكُني.. لمَن النقودُ.. لِمَنْ ؟

لتُجهِضَني؟ لتخيطَ لي كَفَني؟ هذا إذَنْ ثمَن ؟

ثمنُ الوَفا يا بُؤرَةَ العَفَنِ.. أنا لم أجِئكَ لِمالِكَ النتِنِ..

شكراً.. سأُسقِطُ ذلكَ الحَمْلا أنا لا أريدُ لهُ أباً نَذْلا..

قسم التحقيقات – مكتب بيروت

Copy URL to clipboard


























شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار