كل ما نقوله يعكس ما نفكّر به، ليس فقط من حيث مضمون الكلام بل بالطريقة التي ننتلفّظ بها ونشير إليها مما يمنح المستمع فهم الأفكار وتحليلها. لكن لكل لغة تعابيرها الخاصة وطريقتها الخاصة بالإشارة إلى الأمور التي نريد الدلالة إليها.

تحدثت ليرا بوروديتسكي، بروفيسورة بعلم النفس المعرفي بجامعة ستانفورد، عن تأثير اللغات على الطريقة التي يفكّر بها الإنسان، فاستعانت بلغة الكوك ثايور Kuuk Thaayorre، التي تتحدث بها الشعوب التي تعيش في جنوب غرب شبه جزيرة كيب يورك في أستراليا، وقالت: (إن لغة كوك ثايور مثلاً لا تستخدم مصطلحات تشير إلى المكان كالأيسر والأيمن، بل تستخدم مفردات الجهات مثل الشمال الجنوب الشرق والغرب). وأضافت: (إن الشعوب التي تتحدث بهذه الطريقة يجيدون تحديد مواقعهم بشكل مذهل يتفوقون بها على الشعوب التي تتمتع بثقافة ولغة مختلفة عنهم).

ليرا بوروديتسكي، كيف تشكّل اللغة الطريقة التي نفكر بها:

وتابعت: ( يتحجج الإنسان بتكوينه البيولوجي بأنه لا يملك مثلاً حاسة مغناطيسية في منقاره كمخلوق آخر، لكن في الحقيقة، فاقت توقعات العلماء حول قدرات الإنسان، إذ متطلبات لغاتهم وثقافتهم هي ما يدرب الإنسان على قدرته المعرفية).

أشارت ليرا بوروديتسكي إلى أن تذكير أو تأنيث الكلمات المستخدمة في اللغة، مثلاً كلمة الشمس في اللغة العربية هي مؤنّثة بل بالفرنسية Le Soleil فهي مذكّرة، تؤثّر أيضًا على طريقة تفكير الإنسان، لذلك، تختلف طريقة وصف الأشياء من لغة إلى أخرى والأحاسيس التي تولّدها لدى المتكّلم، بالإضافة إلى إختلاف بالعبارات بين لغة وأخرى التي تجعل متحدث بلغة معينة يفكّر بطريقة ومنطق مختلف عن متحدث بلغة أخرى.. إن اللغة تقود تحليلنا للأحداث.

فانيسا الهبر – بيروت

Copy URL to clipboard


























شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار