كل الذين كتبوا عن الماسونية كانوا فريقين: الأعداء والأنصار. ونادرًا ما نقرأ تحليلاً علمياً يقف على الحياد إلى أن وقع بين يدي كتاب لـ اسكندر شاهين وهو من الفريق الثالث الذي لا يبدو في كتابه عدوًا ولا مناصرًا بل باحثاً استطاع أن يكسب ثقة الماسونيين الذين وثقوا به وباحوا له بأسرارهم.

الماسونية انطلقت من لبنان

في كتابه يتمكن اسكندر شاهين من إظهار وجه جديد للماسونية وهو وجه مجهول في خضم الدراسات الهائلة والتي تحتوي كمًا هائلاً من الآراء المتناقضة.

يقول مطانيوس شاهين عن كتاب اسكندر شاهين (الماسونية دين أم بدعة): الماسونية سبقت الكنعانية لأن هذه الأخيرة كانت تؤمن بالإله الخالق والباني، وليس بالإله المهندس والباني والمبدع، وهناك فارق لاهوتي في التعريف ما بين التعريفين. وهذا المفهوم يعود إلى اللبنانيين القدماء الذين سبقوا الكنعانيين بآلاف السنين وكانوا يؤمنون بأن الكون هو جسد الله المنظّم، والله هو روح الكون، إذ كما للجسد روح كذلك للكون، والجسد يولد صغيراً ثم يكبر، وكذلك الكون وُلد صغيراً ثم أخذ بالاتساع والتمدد ولا يزال.

هذه النظرية الكونية كانت عند الفراعنة، وفي ديانات الشرق الأقصى وعند الإغريق القدماء. ولعل لغة الرموز التي طورتها الماسونية الحديثة بدأت على أيام اللبنانيين القدماء، واستعملتها الكنعانية فيما بعد ومن ثم الماسونية حسب الباحث مطانيوس شاهين.

ويقول اسكندر شاهين في كتابه: تعددت أسماء الماسونية بتعدد مذاهبها واعتبرها ابعض ترجمة للكلمة الفرنسية Franc -macon أي البناء الصادق أو الحر، ولذلك كانت التسمية التي لحقت بالماسونيين: (البناؤون الأحرار). وقد خالف (القطب الأعظم للمجلس السامي اللبناني الموحد) واسمه ضاهر ديب، هذا الطرح، معتبراً أن تسمية البنائين الأحرار تعود إلى الكنعانيين الذين كانوا في أيامهم المتفردين في بناء الهياكل والقلاع وكانوا يشترطون على الملوك لتنفيذ مشاريعهم العمرانية إعتاق جميع العمال الذين يعملون معهم من العبودية، ومن هنا كانت التسمية.

عوض الخوري يقول في كتابه: (تبديد الظلام) إن الماسونية اشتُقت من (القوة الخفية) التي أسسها الملك هيرودتس أغريبا وكان هدفها اغتيال أتباع السيد المسيح الذي زعزع بتعاليمه المفاهيم التلمودية. وقد عرفت الماسونية في تلك الحقبة باسم (أولاد الأرملة) نسبة إلى مؤسسها المهندس الصوري (حيرام أبي) الذي كان يتيماً فتكنوا به. وكما اختلف المؤرخون حول تسميتها اختلفوا حول نشأتها.

شعار الماسونية

جرجي زيدان الكاتب اللبناني الكبير والذي يؤكد اسكندر شاهين أنه كان ماسونياً حيث يقول: جرجي زيدان كان من (البنائين الأحرار) وهو مؤلف كتاب (تاريخ الماسونية العام) الذي يقول فيه: للمؤرخين في منشأ الماسونية أقوال متضاربة، فمن قائل بحداثتها ومن قائل بأنها أنشئت من جمعية (الصليب الوردي) التي تأسست العام 1616، ومنهم من أوصلها إلى الحروب الصليبيبة وآخرون أرجعوها إلى حكماء اليونان في الجيل الثامن قبل الميلاد ومنهم من قال إنها أنشئت في هيكل سليمان وغيرهم أوصلوها إلى (الكهانة المصرية).

لماذا التكتم حول الماسونية ويرفض أتباعها البوح بأسرارها:

حيرام أبي وهو والذي يُقال أنه كان مهندساً إنسانيًا ورائد مدرسة فكرية تهدف إلى العمران وتحرير العمال وهو الذي اختاره أحيرام ملك صور وأرسله مع فريق عمله إلى الملك سليمان بن داوود لبناء القصور والهياكل وبعد أن أتم حيرام أبي مهمته في بناء القصور والهياكل قُتِل مع كل فريقه ومعاونيه. ويقول اسكندر شاهين أن هناك نظريتين حول عملية اغتيال حيرام أبي، الأولى تقول: إن مقتله يعود إلى الخلاف الديني والعقائدي بين الفكر الكنعاني الفلسفي واللاهوتي والنظرة إلى الخالق ومن ثم الكتاب التوراتي الكنعاني الموضوع آنذاك والذي يتناقض مع المفاهيم اليهودية وقد شوهه اليوهود، فوقع خلاف بينهم وبين الكنعانيين. وهذه الأمور كانت الأسباب الرئيسية لاغتيال حيرام كي لا تمتد التعاليم الكنعانية إلى الشعب اليهودي.

العين أحد رموز الماسونية

أما النظرية الثانية حسب ديب: النظرية التي تتبناها أغلب المحافل الماسونية فتقول: إن اسباب اغتيال حيرام أبي هو رفضه تسليم الأسرار الهندسية للبناء للذين حاولوا انتزاعها منه ولذا قتلوه على باب الهيكل مع رفاقه وقد اصبح مقتله بهذا الشكل فيما بعد رمزاً في الطقوس التعليمية لدى الجماعة الماسونية.

بعد مقتل حيرام أبي ولعدم الوقوع في مشاكل مشابهة اندفع الماسونيون إلى التكتم في إعطاء المفاهيم العمرانية لمن لا يستحقها ولذا أصبحت المدرسة المعمارية يومذاك تبني فكرة الدرجات في الفن المعماري أي (المبتدئ والشغال والأستاذ).

مذاهب في الماسونية:

عرفت الماسونية نشأتها الأولى في انكلترا ما بين الأعوام 1717 و1720 بعد أن كانت انطلقت من مدينة صور اللبنانية مع البناء أحيرام أبي وهكذا نفهم أن أحيرام أبي هو مؤسس الماسونية في العالم وليس الملك سليمان اليهودي الذي قتل أحيرام وسرق منه الأسرار بعد أن خاف من انقلاب عليه من أحيرام الذي كان يحمي العملاد منه وكان يستعبدهم.

ويقول مرجع: جاء في ملحمة كنعانية عثر عليها المؤرخ جوب هاليرانت أن الماسونية نشأت في صور وانطلقت إلى العالم، أما المؤرخون الذين كتبوا تاريخنا فقد شوهوا الحقائق ذلك أن الحقيقة الوحيدة حسب اسكندر شاهين هي أن الماسونية انطلقت من مدينة صور اللبنانية حيث وُلد أول مذهب ماسوني وهو المذهب الكنعاني.

متابعة

Nidal Al Ahmadieh نضال الأحمدية

Copy URL to clipboard


























شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار