أثبتت الإنتاجات اللبنانية الخالصة، إنها قادرة على منافسة المشتركة، وأحيانًا التفوق عليها، بميزانية وترويج أقل كلفة، عبر اقترابها أكثر من واقع المشاهد اللبناني ونقل قضاياه ومشاكله إلى الشاشة عبر نصوص ذكية وسلسة وتحترم عقولنا.

لا يمكن لأحد أن ينكر مدى تأثير الأستاذة كارين رزق الله، التي أعادت الثقة بالأعمال الوطنية بعدما فاجأت الجميع بمسلسلها الأول (قلبي دق)، وبدأت عبره تسلك طريقًا مختلفًا بالدراما بعيدًا عن الاستنساخات والاسفاف الذي أصاب غالبية النصوص التجارية التي سيطرت آنذاك، وطرحت الصورة الحقيقية للشارع اللبناني، وساهمت بتغيير الخارطة الانتاجية، وأجبرت العديد على سلك طريقها لاحقًا.

رغم التطور الكبير بالصناعة الوطنية، الا أن بعض الشركات تصر على تقديم الدراما المشتركة المؤلفة من البطل السوري والبطلة اللبنانية، وهذا ليس عيبًا ولا نطالب بوقف التعاون الفني بين كبار ممثلينا وممثلي سوريا القلائل، إلا أن ذلك يظلم الممثلين اللبنانيين الرجال الذين لا يقلون شأنًا ولا موهبةً عن أحد، ما يجعلهم يجلسون في منازلهم أو يقبلون الظهور بأدوار ثانوية أو هامشية خوفًا من تأثير غيابهم على نجوميتهم.

أسماء لبنانية عديدة غابت وان لم تغب أطلت بأدوار ثانوية لا تليق باسمها وتاريخها الفني وموهبتها التي أعجب بها المشاهدون ولطالما راهنوا عليها، لكن حسابات بعض المنتجين والمقاولين مختلفة تعتمد على المال لا على المعايير الفنية الحقيقية.

  • يورغو شلهوب الذي يمتلك موهبة رائعة وأجاد لعب أدوار الرجل الواثق والقوي والمسيطر والرومانسي والقاسي عبر سلسلة من المسلسلات والأفلام الناجحة، يغيب عن حسابات المنتجين، ويشاركه الممثل القدير فادي ابراهيم الذي أمتعنا لسنوات بأدائه المميز.
  • يوسف حداد ليس بطلًا مطلقًا بأي عمل رغم طاقاته التمثيلية الجيدة وقدراته التي جعلت منه نجمًا أولًا بكافة المقاييس، وينافس كبار الممثلين في سوريا ومصر ,وفضل أن يطل بدور ثانوي أمام عابد فهد بـ (دقيقة صمت) على أن يغيب نهائيًا، وربما لولا عمل (انتي مين) الذي أنصف الأساتذة اللبنانيين هذه السنة، لغاب المحترف عمار شلق أيضًا.
  • بديع أبو شقرا أطل لثلاث سنوات ماضية مع كارين، وظهر بدور صغير بمسلسلها الحالي، وقرارهما بالابتعاد عن تكرار الثنائية التي أحبها المتابعون أبعده عن الشاشة نهائيًا، هل يعني هذا إن الكاتبة اللبنانية تساوي كل شركات الانتاج في لبنان؟ وإنها أوفى للممثل اللبناني من الكل؟!
  • بيتر سمعان الذي أبدع بلعب دورين متناقضين بـ (أمير الليل) و(غنوجة بيا)، لم يحظَ بأي عرض أيضًا، فيما أنقذ العمل المشترك (هوا أصفر) يوسف الخال الذي يلعب لأول مرة دور البطل اللبناني أمام السورية سلاف فواخرجي.
  • كارلوس عازار ورودني الحداد ومازن معضم غائبون رغم نجاحاتهم بالدراما اللبنانية، فيما يقف طوني عيسى ثانيًا أمام مكسيم خليل بـ (صانع الأحلام)، رغم إنه لا يقل موهبةً عنه.

كل هذه الأسماء تدفع ثمن سياسات تجارية بحتة يعتمدها بعض المقاولين بصفة منتجين، وكلها تحقق نسب متابعة ويحبها اللبنانيون وتؤمن نجاح أي عمل كان، لكنهم يرفضون انصافهم.

عبدالله بعلبكي – بيروت

Copy URL to clipboard


























شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار