إن حربًا باردة تجري بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية في العالم الواقعي، على الأراضي اليمنية والسورية، أمّا في العالم الإفتراضي فقد وقعت الحرب فعلاً بينهما. هذا ما جسّده نشطاء موالين للنظام السعودي ابتكروا فيلمًا كرتونيًا قصيرًا بعنوان (قوة الردع السعودي) حيث أظهروا المواجهة العسكرية بين الجيشين السعودي والإيراني انتهت باستسلام الجنرال قاسم السليماني قائد فيلق الحرس الثوري الإيراني.
نُشر الفيلم الذي لا يتجاوز الـ 7 دقائق عبر اليوتيوب بلُغات عديدة منها العربية، التركية، الإسبانية والعبرية وغيرها. واقتبس الفيلم الكرتوني في بدايته جملة قالها الولي العهد السعودي محمد بن سلمان خلال مقابلة له على التلفزيون السعودي حيث قال: (الوصول لقبلة المسلمين هدف رئيسي للنظام الإيراني. لن ننتظر حتى تصبح المعركة في السعودية بل سوف نعمل لكي تكون المعركة في إيران).
انطلق صانعو هذا الفيديو، الذين ما زالوا مجهولين، من هذا القول ونقلوا المعركة إلى إيران في فيديو تحت اسم (قوة الردع السعودي) الإفتراضي، حيث هجمت الزوارق الإيرانية على سفينة مساعدات سعودية، ما أدّى إلى شنّ حرب على إيران والإطاحة بالنظام الإيراني مستعرضين المقاتلات العسكرية السعودية، مثل التايفون والتورنيدو والأواكس، بالإضافة إلى الدبابات، والفرقاطات البحرية.
قصفت القوات السعودية الصواريخ البالستية مفاعل بوشهر النووي، وقواعد جوية إيرانية، وتمكّنت من غزو الأراضي الإيرانية والوصول إلى طهران. وفي النهاية، بعد استسلام الجنرال قاسم السليماني يُظهر الفيديو الكرتوني الشعب الإيراني رافعًا صور الملك سلمان، وولي العهد محمد بن سلمان، والعلم السعودي والإيراني في العاصمة الإيرانية.
فيلم قوة الردع السعودي الكرتوني:
انتشر الفيديو انتشارًا واسعًا عبر السوشيال ميديا ووسائل الإعلام السعودية، وأثار جدلاً عبر التويتر في الشرق الأوسط تحت هاشتاغ #فيلم_قوة_الردع_السعودي حيث عبّر البعض بما فيهم السعوديون عن فخرهم بجيشهم وقواتهم العسكرية، أما البعض الآخر فهزأ منه واعتبروه محاولة فاشلة للهروب من الأمر الواقع.
ورغم أن مسؤولاً في السفارة السعودية في واشنطن أكد أن ولي العهد السعودي لا علاقة له بالفيلم الكرتوني. لكن حتى لو لم يكن خلف صناعة هذه الحرب الوهمية على الأراضي الإيرانية، لا يمكن أن تُنشر من دون موافقته، إذ لم تتداول فقط على اليوتيوب بلغة واحدة بل بعدة لغات وتم نشرها في الصحف والمواقع الإخبارية السعودية. وكانت السعوية قد أبرمت عدة صفقات أسلحة مع الولايات المتحدة منها مقاتلات العسكرية الجوية F15، التي ظهرت في الفيلم كما غيرها من المقاتلات.
هل تقع الحرب بين السعودية وإيران ويكون فيلم قوة الردع السعودي نموذجًا كرتونيًا أو ربما لمحة مستقبلية عمّا سيجري في المنطقة؟
فانيسا الهبر – بيروت