تقول حنين الناجية من (داعش) والإنتحار:

تناولت حفنة من حبوب أمراض الكلى والضغط الخاصة بأمي ونمت في بطن كنبة قديمة منتظرةً مصيري.

وتضيف: أيقظتني عند الرابعة فجراً أصوات وجلبة خلف منزلنا يرتفع فيها صوت أحدهم ليخبر الباقين في هذا المنزل “يا أبو سليمان”، وأحدهم يطرق بسلاحه باب منزلنا الريفي القديم ويصيح: افتحوا نحن الجيش، أمي لم تفتح الباب وبقيت متمترسة خلفه، لكن القفل عجز عن مواجهة الرصاص لتسقط أمي ويشدنا الداعشي لنذهب معه، لم تمتلك أخواتي الصغيرات الجرأة للقفز إلى خزان الماء لكنني أفلت يدي بصعوبة منهم وقفزت.

في هذا الوقت كانت الجباعي تسمع صراخ شقيقاتها بعد وفاة والدتها برصاص داعش، وهنّ يقاومن (الوحوش البشرية)، فما كان من الدواعش إلا وأن أطلقوا النار عليهنّ ليرتقين مع والدتهنّ وتبقى حنين حبيسة خزان المياه، بينما اعتقد الدواعش أنها لقيت حتفها غرقاً، تضيف: (بعد 4 ساعات خرجت بصعوبة من الخزان حين اطمأنيت أنهم غادروا، شاهدت أمي وشقيقاتي في منظر قتل يعفيني من كل رغبة في الحياة، تناولت أدوية أمي التي لن تحتاجها بعد اليوم وشربتها دفعة واحدة ونزلت في بطن كنبة قديمة، فقدت الوعي بعد ذلك حتى استيقظت في المستشفى، يبدو أن أحدهم قد أنقذني).

حنين ابنة بني معروف هكذا قررت الإنتحار
حنين ابنة بني معروف هكذا قررت الإنتحار

تقول حنين إن فكرة الانتحار ليست جديدة، فقد تدربت عليها مراراً وتكراراً طيلة السنوات الماضية، فالتنظيم قريب منا وكنا متوقعين أن يهجم علينا بأي لحظة، لذلك كانت والدتي تخبرنا أن ننتحر بأي طريقة ممكنة إذا أحسسنا بخطر الخطف او الوقوع بين يدي وحوش داعش، خصوصاً أن والدي متوفي ولا أشقاء ذكور لنا، نحن فقط بنات وبدون سلاح، تضيف: كانت ملامح مركباتهم ومعسكراتهم تظهر من بعيد طوال الـ7 سنوات الماضية، مثل أي جيران، وبالطبع لم يكونوا جيران الرضى وفق التعبير الدارج في هذه المنطقة المشهورة بالكرم واستقبال الضيف.

Copy URL to clipboard


























شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار