منذ 6 سنوات منع الأمن العام اللبناني عرض فيلم The Post بطولة ميرل ستريب، للمخرج الأميركي ستيفن سبيلبرغ في الصالات، والذي كان يتوقع أن يبدأ عرضه هذا الأسبوع في بيروت.
وكانت لجنة الرقابة في الأمن العام منعت عرض فيلم The Post لسببين، أولهما أن الفيلم موجود على القائمة السوداء للجنة)المقاطعة العربية لإسرائيل (التابعة لجامعة الدول العربية)، أما السبب الثاني فهو أن عائدات الفيلم ستذهب بعضها لدعم إسرائيل، وقد سبق لسبيلبرغ أن دعم إسرائيل بمبالغ مالية ضخمة خلال حربها على لبنان في تموز – يوليو 2006.
إلا أن وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق وقع على قرار السماح بعرض فيلم The Post، بعد اطّلاعه على قرار لجنة مراقبة أشرطة الأفلام المعدّة للعرض التي أوصت بمنعه.
وفي حيثيات قرار الوزير، الذي وجّهه إلى مديرية الأمن العام، أنّه لا يرى أيّ مانع يحول دون عرض الفيلم لأنّ مضمون أحداثه تتعلق حصراً بالحرب في فييتنام خلال الستينات ولا علاقة لها أبداً بلبنان أو بالنزاع مع العدو الإسرائيل.
فيلم The Post للمخرج الأميركي استفزّ أغلبية النشطاء على التويتر وأطلقوا هاشتاغ بعنوان (لن يعرض في لبنان) واحتل المراتب الأولى حتى لحظة كتابة الخبر، وتفوّق على هاشتاغ برنامج The Voice Kids الذي عادة يتخطى كل الأحداث المحلية والسياسية، ويحتل المركز الأول على التويتر. كل النشطاء طالبوا بمنع عرض The Post لأن مخرجه ستيفن سبيلبرغ يدافع عن اسرائيل والصهاينة كما قام بإخراج فيلم عن اليهود باسم Schindler’s List، وتضمن بعض المشاهد عن مدينة القدس المحتلة.
أما النجمة اللبنانية إليسا، فعبّرت عن رأيها بكل جرأة وكما اعتدنا عليها، وكتبت على صفحتها على التويتر تؤكد أنها ستشاهد The Post بعد الضجة الكبيرة التي أُثيرت حوله، وقالت: (أستعد للذهاب لمشاهدة الأفلام. سمعت كثيراً عن فيلم “ذا بوست” للعظيم ستيفن سبيلبرغ، لا أستطيع أن أنتظر حتى أشاهده. الضجة التي أقيمت بسببه جعلتني أكثر لهفة للاستمتاع به)
Getting ready to go to the movies. I’ve heard a lot about “The Post” by the great Steven Spielberg and I can’t wait to watch it! The chaos they made about the movie just made me more eager to enjoy it ?
— Elissa (@elissakh) January 20, 2018
إلا أن رأي إليسا تحوّل إلى اتهامها بالعمالة الإسرائيلية، والتطبيع مع إسرائيل وأنها يجب عليها الإهتمام بالأمور الفنية وأن لا تتدخّل بقضية وطنية خصوصاً بما يخص إسرائيل، وهاجم البعض الآخر إليسا متهمين إياها بتبييض الطناجر كي يتداول اسمها في الإعلام اللبناني والعربي.
كل تلك الإتهامات بحق إليسا أضحكتنا، خصوصاً وأن من يهاجم فيلم The Post بسبب مخرجه الذي ساهم بمبلغ مالي لإسرائيل في حربها ضد لبنان في تموز 2006، هم نفسهم من يهلّلون لنجم كرة القدم ليونيل ميسي الذي يلعب في نادي برشلونة الأسباني وهو من يكره العرب ويدعم إسرائيل في العلن وقدّم أموالاً باهظة للصهاينة ولم يخجل!
يشجّعون ميسي ويعتبرونه مثلهم الأعلى، فكيف نعيش فصاماً ونهلّل لميسي ونقبّل قدمه التي يركل فيها الطابة ليُنعش فيها المجرم الصهيوني؟ وكيف تشجعون شخصاً لقّبه نتنياهو برسول السلام وباركه؟
وبدل استعراضات عضلاتكم الوطنية على السوشيال ميديا فلتتخذوا موقفاً وطنياً من كل الزعماء الذين يدفعوننا إلى القاع بسبب سياساتهم التي لا تأخذنا إلى الويلات. وحلّوا عن اليسا التي تتحلّى بجرأة يفقدها أغلبيتكم! وهي حين كتبت ذلك إنما أرادتها رسالة لتقول لكم: كفوا عن الترويج لمن تكرهونه واهتموا بقضايا نحبها.
سارة العسراوي – بيروت
)
