• في كتاب سفر الرؤيا يرصد الوحش العذراء لتلد، فينتهش طفلها ويطحن لحمه ويشرب دمه.

  • لكنّ ملاك الرب حملها وأخذها إلى البعيد، إلى البرية وأنقذها وأنقذ طفلها الآتي ليخلِّص العالم.

  • القرآن يكرِّم مريم العذراء

القرآن الكريم عندما يتكلّم عن مريم يقول إنّ الله طهّرها ونقّاها واصطفاها وجعلها سيّدة نساء العالمين، وحفظها أمام أهلها وعشيرتها، عندما حملت طفلها وأتت به إليهم، وتعجبوا مما حدث، فأشارت إلى الطفل المولود من روح الله ليتكلّم هو. فقالوا كيف نكلّم من كان في المهد صبيّاً، ولم يدركوا سر الحبل العجيب وأن أمه لم يمسسها بشر، بل حبلت وولدت بقوة من روح الله، وهذا كان بطريقة معجزة بعد أن بشرّها الملاك بأنّها ستلد طفلاً، يكون براً بوالديه والسلام عليه يوم يولد ويوم يموت ويوم يُبعث حياً، وأن أمه لم تكن بغيّا، بل قبلت رسالة المرسل إليها من عند الله. وصار عيد البشارة عيداً مشتركاً بين المسيحيين والمسلمين ومن أجمل الأعياد في لبنان. أصبح عيداً وطنياً يعلَن فيه تكريم السيدة مريم العذراء، وعميق احترامها في الإنجيل والقرآن. وأصبح العيد قاسماً أساسياً للعيش معاً في وطن فريد بتنوّع تراثاته الحضارية، يرتكز على احترام الآخر وحقه بالإختلاف وحبه ومشاركته الحياة على أرض واحدة، مليء بالرضى والاغتناء من اللقاء معه في حضارة «المعية».

بروفسور يوسف مونس
بروفسور يوسف مونس

حضارة المعيّة

أي ليس فقط أن تكون في عيش بيولوجيّ، بل في تبادل الوجدانيات، ومشاركة الحياة، والمصير، في حضارة فريدة من نوعها في العالم اليوم، حيث تعصف الأصوليات والسلفيات والرجعيات والبربريات وتطل وجوه كالحة تُطلق فتاوى مليئة بالكراهية والبغض، مهينة كرامة وحرية الشخص البشري. تصدر عن عقول تدّعي العلم والمعرفة ويغلب عليها الجهل، وبعيدة عن العقل كما دعا إبن رشد، فتذبح بعمل «قايين» الآخر باسم الله، وتحلِّل ملكه وشرفه.
«الوحش» يدنّس تمثال العذراء
حملها الوحش الأسود بوشاحها الأزرق الجميل وثوبها الناصع البياض «ولبدها أرضاً» فحطمها وتناثرت قطعاً على الأرض. واعتقد «الوحش» أنّه قضى على مريم العذراء ناسياً ما جاء في قرآنه عنها من احترام لها وتكريم لها هي المختارة، المصطفاة من بين نساء العالمين. الحادثة وقعت في إدلب شمال سوريا. بعد أن كان رأس أبي العلاء المعري، قد طار في معرة النعمان، وتمثال الخليفة العباسي هارون الرشيد، قد حُطم في مدينة الرّقة.
هكذا قدّم هذا المقاتل الذي حطّم تمثال العذراء أبشع صورة عن ذاته، وعن مفهومه لعقيدته وعن الإسلام، وشوّه قيم الحوار، وحق الإختلاف للآخرين، وما جاء في النص: لو شاء ربك لخلق الناس واحداً، لكنّه خلقهم مختلفين، وطلب منهم أن يتعارفوا بالحوار والمحبة، للبحث عن الحقيقة في نظر الآخر، وليس احتكار الحقيقة وإعدام الآخر الذي هو إعدامٌ للذات، لأنّ الآخر هو الذي يعطي لوجودي المعنى والفرح.

بروفسور يوسف مونس
بروفسور يوسف مونس

لبنان رسالة

الببروفسور الأب يوسف مونس

أمين سر اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام
رئيس دائرة الإعلام في مجلس كنائس الشرق الأوسط

Copy URL to clipboard


























شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار