منذ 6 سنوات في خضم المعركة الرمضانية للعام المنصرم 2017 ما بين مسلسلات درامية وأسامي أبطال الأعمال، التي تقوم المحطات التلفزيونة ببثها طيلة الشهر الكريم، يتنافس النجوم على اختيار تترات لمسلسلاتهم، فيكونوا تارة إضافة للعمل، وتارة أخرى يضيف لهم أي لمسيرتهم الفنية.
وإذا قمنا بتذكر سريع وتقييم لتترات المسلسلات الرمضانية لسنة ال 2017، رنجد أن أسماءَ لامعة وبارزة، في الوسط الفني تنافست فيما بينها على لائحة أهم المسليلات لرمضان 2017.
بداية، لا أحد يستطيع نكران حجم وضخامة التسويق الذي رافق مسلسل (الهيبة) قبل وطيلة فترة عرضه. حيث بقيت قناة ال(م تي في) تهيئ وتشوق المشاهد الذي كان بانتظار الثنائي الرمضاني الأشهر، النجمين تيم الحسن ونادين نجيم، من سنة إلى أخرى، مما سهل نجاح المسلسل وانتشاره جماهيرياً. إلا أن اختيار التيتر كان من نصيب المطرب السوري الشاب ناصيف زيتون من جهة، وروعة الأغنية نفسها من حيث الكلمات واللحن والتوزيع من جهة أخرى، بالإضافة إلى التسويق الضخم الذي ضلت رافقته الأغنية لأسابيع قبل بدء العرض، كلها عوامل ساهمت بنجاح أغنية والمسلسل.
كما واستطاعت النجمة المصرية شيرين عبد الوهاب، أن تحقق نجاحاً كبيراً بتيتر مسلسل (حلاوة الدنيا) بطولة هند صبري، الذي نال مشاهدات بالملايين عبر موقع الـ YouTube، الأمر نفسه الذي حققته النجمة المغربية سميرة سعيد، بتيتر مسلسل (أرض جو)، الذي قامت ببطولته الفنانة المصرية غادة عبد الرازق.
من جهة أخرى، تعد أغنية وتيتر مسلسل (بلحظة) التي تحمل نفس اسم العمل كذلك من أنجح التيترات لهذه السنة. وهنا تختلف أسباب نجاح هذا التيتر عن تتر ناضيف زيتون. حيث يعد وجود النجم زياد برجي في المسلسل كبطل للعمل من جهة، وكون الفنان زياد برجي يدخل السبق الرمضاني لأول مرة إضافة إلى تعطش وتشوق جمهوره لرؤيته في مسلسل بعد سلسلة من الأفلام الناجحة من جهة أخرى، بالإضافة إلى أهمية أبطال المسلسل وضخامة الإنتاج، كلها عوامل ساهمت في نجاح تيتر “بلحظة”. وما يؤكد نجاح المسلسل وتحقيقه لنسبة مشاهدة عالية هو كونه يعرض حاليا جزء ثانٍ له. إذا، في هذه الحالة، أضاف النجم زياد برجي إيجابيا لنفسه هذه السنة خلال السبق الرمضاني، سواءا فنيا أو دراميا.
كما في مسلسل (بلحظة)، وباختلاف بسيط، كون النجمة نوال الزغبي لم تكن من ممثلي أو أبطال المسلسل، أضاف تواجدها على المسلسل، كما أثبت هذا الإنتاج الدرامي عن نجاحه بنفسه. حيث أن التسويق الذي سبق ورافق العمل (حبة كراميل) طيلة عرضه، إضافة إلى شهرة النجمة نوال الزغبي خاصة وأنها أول مرة كانت تدخل بها عالم التيترات الدرامية، دون أن ننسى ذكر سلاسة كلمات وألحان الأغنية من جهة، وأهمية أبطال المسلسل من جهة أخرى، كلها عوامل ساهمت بإنجاح العمل والتيتر على حد سواء. ويؤكد على ذلك النجاح، استئناف المسلسل بفيلم سينمائي يتم عرضه حاليا في كل صالات سينما، ولاقى أصداءً إيجابية منذ أولى أيام عرضه.
وحققت النجمة الذهبية نوال الزغبي، نجاحاً آخراً بتيتر مسلسل (لأعلى سعر)، الذي قامت ببطولته الفنانة المصرية نيللي كريم، خصوصاً وأن التيتر لاقى شعبية كبيرة في مصر.
أما مسلسل (لآخر نفس)، فكونه الجزء الثاني، وجمهوره كان منذ رمضان الماضي على ترقب لأحداث هذا الجزء والإنتاج الضخم لهذه السنة لا يبرر عدم الاعتراف بأن الفنان رامي عياش وشعبيته الكبيرة من جهة، وروعة أغنية “ضمني” كلامًا ولحنا وتوزيعًا، كلها عوامل عززت من نجاح العمل، لا بل جعلت من تيتر المسلسل يليق بضخامته وأهمية أبطاله، خاصة وأن كلمات الأغنية تحاكي كل أحداث العمل الدرامي بالتفصيل، كما أنها نالت شهرة كبيرة لدى معجبي الفنان عياش، حتى خارج نطاق المسلسل والذين لم يشاهدوا المسلسل، وحتى أن التيتر في الكثير من الأحيان شد متابعين جدد لمتابعة الجزء الثاني هذه السنة دون الأول.
أخيرا، تجدر الإشارة إلى أن ثمة أسماء فنية لامعة وضعت صوتها هذه السنة على تيترات مسلسلات رمضانية، إلا أنها لم تلاقِ نجاحًا كبيرًا محليًا لأسباب عدة، اختلفت بين التسويق والقنوات التي عرضتها وتم بثها عليها، وغيرها من الأسباب. نذكر على سبيل المثال: (طاقة قدر) من مسلسل (طاقة قدر)، لحمادة هلال، و(بالحلال يا معلم) من مسلسل (بالحلال) لأحمد سعد، و(قلبي معي) من مسلسل (قلبي معي) لأنغام، وغيرها.
دليدا أسعد – بيروت
)
