الأمس كان يوم اللغة العربية العالمي، فلا بد أن نذكر ونشيد إلى أن اللغة العربية من أصعب وأقدم اللغات، فهي من أكثر اللغات تحدثاً ونطقاً ضمن مجموعة اللغات السامية، وإحدى أكثر اللغات انتشاراً في العالم، إذ يتحدثها أكثر من 467 مليون نسمة. كما أن اللغة العربية لغة مقدسة حيث أنها لغة الأديان السماوية و(لغة القرآن إذ لا تتم الصلاة والعبادات الأخرى في الإسلام إلا بإتقان بعض من كلماتها. إضافة على ذلك، العربية هي أيضاً لغة شعائرية رئيسية لدى عدد من الكنائس المسيحية في الوطن العربي، كما كُتبت بها كثير من أهم الأعمال الدينية والفكرية اليهودية في العصور الوسطى.

العربية
اللغة العربية

وعدا عن أهمية اللغة العربية من حيث المفاهيم والقدم والشق الديني الذي يميزها، فكوننا عرب مبرر يكفي حتى نستعملها، لا بل نجيد استعمالها. ليسأل كل واحد منا نفسه: هل من أجنبي أو غير عربي يجيد استعمال أو التكلم باللغة العربية مثلما يجيد العربي استعمال اللغات الأجنبية؟ حتما لا. وذلك ينطبق حتى على رجال السياسة الأكثر ثقافة وإلماما باللغات. إذ لا يعجز معضم رجال السياسة عن فهم اللغات الأجنبية كالإنجليزية والفرنسية حينما يجتمعون بالرؤساء والملوك الأجانب، بينما يستعين الأخرون في معضم الأحيان بمترجمين لفهم اللغة العربية. وهذا المثال يكفي للافتخار بتميزنا بهذه اللغة الصعبة العريقة، إلا أنه لا يبرر أبدا استبدالها باللغات الأجنبية، خاصة حينما يخاطب المذيع جمهورًا ومستمعين عرب عبر إذاعة محلية عربية!

من جهة أخرى، في ظل زمن بات استخدام اللغة العربية فيه شبه معدوم، سواءًا في المدارس والجامعات، بالإضافة إلى تأثير الإعلام الغربي وغيره من عناصر تحد من استعمال العربية، على الوسائل التثقيفية أن تعيد التوازن ل”تنقظ” اللغة من الانقراض. إذ بات من واجب القنوات التلفزيونية وإذاعات الراديو والجرائد والمجلات تثقيف المستمع والقارئ، ومدهِ بأقل ما يجب أن يعرف عنه حتى يكون ملمًا باستعمالات ومفردات لغته الأم، اللغة العربية.

وعن هذا التدهور في استعمال اللغة العربية، تحدث الدكتور خليفة بن عربي رئيس قسم اللغة العربية والإسلامية في جامعة البحرين، ساندا السبب بالدرجة الأولى إلى طريقة التدريس في المرحلة الأساسية، مؤكدا أن تعليم اللغة العربية لا يحظى بالإهتمام من حيث مناهج التعليم وطرق التدريس والكتب المدرسية وإختيار الأساتذة الأكفاء.

ولا تقدَّم طرق تدريس سليمة لتعليم اللغة وتحبيب الناس لها. لذا، هذا هو الأمر الذي يجعل الطلبة يعزفون عن اللغة العربية ويظنون أنها لغة صعبة فيما هي ليست كذلك. وأضاف أن «الأمر الآخر هو عدم الاهتمام العام باللغة العربية سواء من الجانب الحكومي أو الأهلي، فاللغة العربية لاتلقى اهتماماً لا على المستوى الشعبي ولا الإعلامي. ولايُلزَم الطالب أن يكون متقناً للغة العربية وأساسياتها، فمثلاً في مجال التوظيف دائماً ما تكون شروط التوظيف إتقان اللغة الإنجليزية كتابة وقراءة وتحدُّثاً، و لا أحد يهتم باللغة العربية. الأوراق الحكومية التي تصدر تكون مليئة بالأخطاء النحوية واللغوية، وهذا ما يؤدي إلى ضعف اللغة العربية لدى العموم.

شدد الدكتور بن عربي على أن السبب الرئيسي في الضعف هو تعليم الطلبة اللغة العربية في المرحلة الأساسية بشكل خاطىء مما أدى لوصولهم إلى هذه المرحلة من الضعف والعزوف.

دليدا أسعد – بيروت

Copy URL to clipboard


























شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار