إصرار الممثلة غادة عبد الرازق على عرض مسلسلها (حدوتة مرة) في رمضان، ورفضها تأجيله حتّى لو تطلب ذلك جهدًا مضاعفًا منها تمثّل زيادة عدد ساعات التصوير، كان في محلِهِ.

عُرضت الحلقة الأولى منه لتسرد قصة رضيعة تُدعى (مُرة) – غادة عبد الرازق-، لأم وحيدة عملت فتاة ليل، وبعدها بدأت تزاول أعمال الشعوذة والدجل بعدما تخلّى عنها عشيقها قبل الولادة.. تعاني (مرة) من تنمر أهل قريتها وإزعاجهم لها كونها دون أب، وتتعامل أمها معا بقسوة وتحرمها من التعليم بحجة أن العمل أفضل.

تتوفى والدة (مُرة) أثناء مزاولتها للشعوذة، لتبقى (مُرة) يتيمة فتعتمد على نفسها، وتعمل مزينة للفتيات في أعراسهن، تتزوج من الشاب العاطل عن العمل (شحاتة) لتنجب ثلاثة أطفال.. يتعرف (شحاتة) على رجل يدعى (إسحاق) مشهور بلقب الخواجة من أهالي القرية، ويعرض عليه العمل معه في مجال مشبوه يتيح الكسب السريع للمال.

  • المسلسل حتمًا من أجمل المسلسلات التي قدمتهم على الشاشة منذ إنطلاقة مسيرتها الفنية، ويحمل نضجًا بأدائها وكيفية تجسيدها للشخصية التي تعاني من إضطرابات نفسية وتتعرض منذ طفولتها للظلم من محيطها.
  • البداية القوية لأحداث المسلسل التي تسارعت بشكل ذكي لتعرض مشاهد ولادة مرة حتّى تصبح فتاةً ثمّ شابةً ثم إمرأة متزوجة، دون أن نشعر بحلقة مفقودة ضمن سرد الأحداث، أو بحدث لم نفهمه مر ضمن مرحلة زمنية معينة.
  • الحوار الذي تضمن كلمات جريئة تقال في الأحياء المصرية ولا نسمعها كثيرًا بالمقابل في المسلسلات والأفلام المصرية التي ما عادت تمثل واقع المجتمع المصري منذ سنوات، هذه المرة عرض (حدوتة مرة) أحداثًا حقيقيةً، وأخبرنا كم باتت الأخلاق والقيم تتدنى وكم بات الجسد يسعر عند بعض البشر…
    المشهد الأقوى الذي قدم بإحترافٍ، عندما ساعدت غادة فتاة تتهيأ لتتزوج وأبلغتها إن عريسها ليس بحاجةٍ إلى حب عرضته غادة عليها للمعاشرة الجنسية، بل ووصفته بال(أسد) لتسرد لها كيف عاشرته جنسيًا قبل الزواج وتضحك بلا خجل، وسط صدمة غادة مما سمعت.
    تخرج من غرفة الفتاة وتتجه نحو والدها لتقبض المال، يعطيها خمسة جينيهات مصرية أي أقل من نصف دولار أمريكي، تُفاجأ ببخله لكنها تأخذهم وتقول: (إبنتك لا تساوي أكثر من هذا المبلغ أصلًا)!
  • الصورة الإخراجية الرائعة للمخرجة ياسمين أحمد، والتي إرتكزت بلقطات (Close Up) على الأشياء الملموسة التي توحي بدلالات عن القصة والأحداث كلقطة قطرات الدم على جسد (مرة) عند ولادتها، والذي يوحي إلى العار الذي سيلاحقها في الحياة.
  • ياسمين عرضت غادة بطريقةٍ رائعةٍ لتظهر ملامحها وتعابيرها وإنفعالاتها بوضوحٍ، وكأننا نشاهد مسلسلًا تركيًا يقدم لنا متعةً بصريةً هائلةً.
  • ظهرت بأغلب مشاهدها من دون مساحيق تجميلية كممثلة هوليوودية محترفة، لتؤكد إن توصيفنا لها ب(ميريل ستريب) العرب لم يأتِ يومًا من فراغ.
  • لم تؤدِ دور شخصيتها بعمر المراهقة أو الشباب كما تفعلن بعض الممثلات العربيات اللواتي يرفضن ظهور أي ممثلة بديلة عنهن بمشاهد سابقة تعرض ماضي الشخصية، لكن غادة إحترمت مهنتها وسنها وعقل المشاهد رغم انها (بعدا متل القمر!) ولم تكبر ملامحها.

الحلقة الأولى لا تعطي إنطباعًا عن كل شيء، وربما يصبح المسلسل أفضل وربما يتراجع مع عرض الحلقات المقبلة، إلا أن (حدوتة مرة) يبدو وكأنه سيحتل موقعًا مميزًا هذا العام من بين كل المسلسلات التي تنافسه، وغادة عادت لتقول إنها ما زالت النجمة المصرية الأولى في جيلها، وإن غيابها أو تراجعها لا يعني إنتهاءها أبدًا!

عبدالله بعلبكي – بيروت

Copy URL to clipboard


























شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار