كثيرة هي المقالات التحليلية التي نشرها الغرب عن زيارة دونالد ترامب للملكة العربية السعودية وأهمها ما كتبه روبرت فيسك Robert Fisk الكاتب والصحافي البريطاني في صحيفة الـ Independent البريطانية والذي وصف الرئيس الجزائري بو تفليقة بالرئيس الميت الذي لا يسمع ولا يتكلم.

قال في مقالته ما نعرفه جميعاً بأن الهدف من زيارة الرئيس الأميركي إلى المملكة العربية السعودية ليس لصالح الشيعة وأن السنة من المسلمين الحاكمين يملكون ثروات هائلة ويرغبون بتدمير الشيعة من المسلمين في إيران وسوريا وحزب الله في لبنان وكذلك الحوثيين في اليمن وكله تحت مسمى محاربة الإرهاب.

وكتب: إن الهدف بسيطٌ وهو إعداد السنة من المسلمين في الشرق الأوسط لإقامة الحرب ضد المسلمين الشيعة وبمساعدة من إسرائيل، بالطبع.

السعوديون كما قادة الخليج لديهم الطائفة السنية والثروة الأكبر في العالم العربي، بل وهي الطائفة الوحيدة التي يحترمها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حسب روبرت فيسك وما قاله ونراه غريباً أن الرئيس ترامي ينوي كما السنة العرب في الخليج القضاء على الشيعة في إيران، سوريا، حزب الله والحوثيين.

وما لم نفهمه من الكاتب أنه اعتبر ذلك هو الحل الأمثل بنظر الأميركيين للقضاء على الإرهاب في العالم. غير موضح أن الإرهاب في العالم الاسلامي ليس من الشيعة ولا من الاقليات بل كله ومنذ القاعدة وحتى النصرة وداعش كان ولا يزال من السنة!

Riyadh, Saudi Arabia

May 20th – 22nd, Riyadh, Saudi Arabia #POTUSAbroadSee more at http://45.wh.gov/zaUsdp

Posted by The White House on Monday, May 22, 2017

وكتب روبرت فيسك بقسوة ومع بداية رحلة ترامب: انطلق دونالد ترامب يوم الجمعة 19 أيار/مايو في رحلته إلى السعودية لتلبية رغبته في تشكيل حلف ناتو العرب. وكان بانتظاره الدكتاتوريين الذين يتوقون للقائه في عاصمة المملكة السعودية الرياض، بالإضافة إلى الحكام الفاسدين والبلطجية والقائمين على التعذيب وقاطعي الرؤوس. وسيكون ذلك بحضور الرئيس الزومبي الفاقد الوعي عبد العزيز بوتفليقة الجزائري الذي لا يتكلم والذي لم يعد يسمع على ما يبدو، وكي لا ننسى الرئيس المجنون دونالد ترامب. الهدف واحد وهو تهيئة المسلمين السنة في الشرق الأوسط لشن حرب ضد المسلمين الشيعة وبالطبع بمساعدة من إسرائيل.

حتى لهؤلاء الذين نعتبرهم مجانين من قادة العرب، ناهيك عن الغربيين الذين يحاولون استيعاب حقيقة أن الرئيس الأميركي بنفسه مخبول تمامًا، كانت القمة العربية – السنية في المملكة العربية السعودية حدثًا يصعب فهمه. ويأمل كل من باكستان والأردن وتركيا ومصر والمغرب إضافة إلى 42 من العواصم تتميز بالمآذن.

وهنا يتهم الكاتب البريطاني السعودية علناً حين قال:

إن السعوديين الواهنين والطموحين سيتمكنون من قيادة حملة إسلامية ضد (الإرهاب) والمذهب الشيعي. أما حقيقة أن معظم التنظيمات الإرهابية في العالم العربي، كداعش أو القاعدة التي تُعرف الآن باسم جبهة النصرة، تنبع بالأصل من العاصمة التي توجه إليها دونالد ترامب، فلابد من تجاهلها. ولم يشهد تاريخ الشرق الأوسط مسرحية (كوميديا الأخطاء) كهذه من قبل.

الفيديو التالي هو خطاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال زيارته إلى السعودية.

https://www.youtube.com/watch?v=LEnvulC3X-I

بالرغم من كل ذلك، سيستمعون إلى كلمة ترامب حول السلام والمتطرفين الإسلاميين وسيكون خطابًا يلقيه الرئيس الأميركي منافٍ للعقل بما أنه سيزعم أن إيران هي دولة متطرفة، في حين أن وهابيي المملكة السعودية داعش وتفرعاته يشوهون صورة الإسلام في كل أنحاء العالم. وكل ذلك يمر مرور الكرام بينما يشجّع ترامب على الحرب.

أما ولي ولي عهد المملكة العربية السعودية محمد بن سلمان فيسعى لقيادة قبائله السنية بالإضافة إلى العراق إذا كان ذلك ممكنًا، ولهذا السبب تم دعوة رئيس مجلس الوزراء العبادي الشيعي من بغداد، وذلك لمواجهة (الإرهابي) الأكبر الشيعة في إيران والشيعة العلويين (الإرهابيين) في سوريا من نظام بشار الأسد (والإرهابي) الشيعي حزب الله اللبناني وأخيرًا الشيعة الحوثيين (الإرهابيين) في اليمن. وبالنسبة إلى الأقليات الشيعية في الدول الخليجية الأخرى والمتمردين الآخرين (فاقطعوا رؤوسهم).

على أي حال، هذا ما فعله السعوديون بالقائد الشيعي السعودي الشيخ نمر النمر العام الماضي، إذ قطعوا رأسه تمامًا كأسلوب داعش في القتل مع القليل من التقليد الكلاسيكي للوهابيين بقطع الرؤوس، إلى جانب 47 (إرهابي) آخرين. وسيكون مصير كل الجماعات الشيعية السائدة في الدول العربية مماثلاً. تمامًا كما حصل للأغلبية الشيعية في دولة البحرين عندما دخل الجيش السعودي المنطقة لاحتلال الجزيرة عام 2011 بأمر من الحاكم السني.

إعدام الشيخ نمر النمر
رجل الدين الشيعي السعودي نمر النمر

ولهذا السبب الرئيس الأميركي الذي بالتأكيد يُعد من بين قذافيي وأحمدي نجاد الشرق الأوسط، يدخل معبد الباثيون الإقليمي هذا الذي يعمّه المجانين، ويتماشى مع الأمر. في الواقع، إن داعش الذي يُعتبر عدو دونالد ترامب اللدود وخصم قادة الدفاع لديه الاستراتيجي، هو مجموعة مشابهة لعقيدة سلفية في المملكة العربية السعودية. وبمت أن السعوديين من الطائفة السنية وملوك الخليج يملكون الثروة الأكبر في العالم العربي، فهي الطائفة الوحيدة التي يحترمها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ومعًا ينوون القضاء على الشيعة في إيران، سوريا، حزب الله والحوثيين. وسيعتبر الأميركيون ذلك الحل الأمثل للقضاء على الإرهاب في العالم. وهذا يعني أن ترامب سيمنح ولي ولي العهد محمد بن سلمان وزملائه صواريخ وطائرات وسفن وذخائر أميركية قيمتها 100 مليار دولار استعدادًا للحرب القادمة. وهكذا ستكون أميركا سعيدة وإسرائيل أيضًا.

لابد من أن ولي العهد جارد كوشنر، صهر دونالد ترامب، يعلم كيفية التعامل مع حلف الناتو العربي هذا، وسيستمتع الإسرائيليون بمشاهدة السنة والشيعة يتقاتلون مع بعضهم البعض تمامًا كما حصل بين 1980-1988 خلال الحرب بين إيران والعراق، حيث دعمت الولايات المتحدة صدام السني، رغم أن جيشه كان معظمه من الشيعة، بينما زودت إسرائيل الشيعة في إيران بالصواريخ الأميركية. وعرف الإسرائيليون بقصفهم للجيش السوري وحزب الله والإيرانين في الحرب السورية بينما تركوا داعش وشأنه وقدموا المساعدات الطبية لتنظيم القاعدة اي جبهة النصرة في الجولان.

الفيديو التالي يهدد محمد بن سلمان بنقل المعركة إلى قلب ايران.

إن تهديدات ولي ولي العهد محمد بن سلمان تشير إلى نقل المعركة إلى الداخل الإيراني وليس إلى الداخل السعودي. لكن لم يستمع أحد إلى ردّ إيران على التهديد السعودي. وأتى الرد من وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان: (نحذر السعوديين من ارتكاب أي حماقة. وإن فعلوا ذلك فلن يبق في السعودية مكانًا آمنًا غير مكة المكرمة والمدينة المنورة.) بعبارة أخرى، حان الوقت لبناء ملاجئ للغارات الجوية في الرياض وجدة والظهران وأرامكو وكل الأماكن الأخرى العزيزة على قلوب الأميركيين.

فلابد من تشبيه الغطرسة السنية منذ أربعة عقود تقريبًا بغطرسة محمد بن سلمان اليوم الذي يتباهى بثروة بلده ونواياه بتنويع وتوسيع قاعدته الاقتصادية. وكان صدام حسين يسعى للأمور نفسها عام 1980. فاستخدم ثروة العراق النفطية لتزويد البلاد بطرقات رئيسية وبتكنولوجيا حديثة وبأحدث إعدادات للرعاية الصحية والمستشفيات بالإضافة إلى وسائل الاتصالات الحديثة. إلا أنه شن حربًا خاطفة ضد إيران. وهذا ما أفقر دولته الغنية بالنفط، وأهانه أمام زملائه العرب الذين دفعوا مبالغًا من الأموال لتعويض ما أحدثه من كوارث خلال مغامرته التي دامت ثمانية أعوام. وأدى ذلك إلى اجتياح صدام حسين للكويت وفرض عقوبات عليه وبالتالي غزت الولايات المتحدة العراق عام 2003 وكان مصير صدام حسين حبل المشنقة.

ردّة فعل صدام حسين لدى سماعه حكم إعدامه.

لكن هذا بعيد عن الصراع السوري. وأشارت شارمين نرواني، أحد كبار المنتسبين لجامعة سانت أنطوني، ومضادة كل الخبراء السخفاء في مهام الدراسة والبحث في واشنطن، أن الدعم الأميركي للقوات الكردية التي تقاتل في سوريا تحت اسم (القوات الديمقراطية السورية) تسعى لفصل سوريا عن العراق مع تقدمهم في الرقة. وقد أفيد بأن هذه القوات الكردية (تستعيد) المدن المسيحية أو الإسلامية العربية في محافظة نينوى في شمال العراق التي لم تكن بالأصل للكرديين. ويعتبر الأكراد الآن منطقة القامشلي ومحافظة الحسكة في شمال شرق سوريا تابعة لكردستان، رغم أنهم يشكلون الأقلية في هذه المناطق. وبالتالي، تدعم الولايات المتحدة هذه المجموعات الكردية، أمام ثورة السلطان أردوغان وبعض الجنرالات الموالين له، بهدف تقسيم سوريا وتقسيم العراق.

الأكراد في سوريا
المجموعات الكردية في سوريا

لكن هذا الأمر لن يدوم. ليس لأن الأكراد معرضون للخداع فحسب فسيخدعهم الأميركيون حتى لو تعرض المسؤول عن ذلك للاتهامات بشكل علني، تمامًا كما خدعهم صدام حسين أيام كسينجر. بل لأن تركيا ستسلط الضوء دومًا على طلب الأكراد بقيام دولة لهم. كلاهما من الطائفة السنية فهما حليفان إلى حين التخلي عن واحد بينهما وسيكون الأكراد على الأرجح.

في هذه الأثناء، يمكننا أن ننسى أمر العدالة والحقوق المدنية والمرض والموت. انتشرت الكوليرا في كل أنحاء اليمن الناتجة عن القصف السعودي الذي يتم بدعم من حلفائهم الأميركيين قبل تولّي ترامب سدة الرئاسة. وغالبا ما يكون للقادة المسلمين الذي التقى بهم دونالد ترامب معذبين في أماكن العمل ليتأكدوا من أن مواطنيهم يتمنون لو أنهم لم يولدوا. وسيكون انتقال الرئيس الأميركي الصغير من إسرائيل إلى الفاتيكان أمرًا مريحًا له رغم أنه قام بزيارة قصيرة لهم ولم تحظ باهتمام كبير من صانع السلام الحقيقي.

ونشر دونالد ترامب فيديو عبر صفحته على الفايسبوك عبّر به عن الصداقة التي تجمع الولايات المتحدة بإسرائيل وتعاونهما وتحالفهما. وهذه كلمته التي ألقاها لدى وصوله إلى فلسطين المحتلة.

Incredibly honored to be in the great State of Israel. The United States and Israel are not only longtime friends – we are great allies and partners. We stand together always!

Posted by Donald J. Trump on Monday, May 22, 2017

يترك هذا الأمر دولة واحدة بعيدة عن هذه الحلقة ألا وهي روسيا. لكن لا شك في أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يفهم تمامًا ما الذي يجري في الرياض. وسيشاهد كيف حلف الناتو العربي سيتفكك. فوزيره للخارجية السابق لافروف يفهم جيدًا الأمور التي تحصل في سوريا والعراق أكثر من نظيره الأميركي تيلرسون. وضباط الأمن لديه يتعمقون بالصراع في سوريا. وإن أراد بوتين المزيد من المعلومات الاستخبارية لابد من أن يطلب ذلك من نظيره الأميركي ترامب.

فانيسا الهبر – بيروت

Copy URL to clipboard


























شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار