انتشرت في الآونة الأخيرة حُمى التنافس للوصول نحو جسم متناسق، شفاه أكثر صحة، أنف مميز، ووجه يشع جمالاً. هي حالة من الإدمان على عمليات التجميل وهذا ما يدعى بـ Plastic Surgery Addictions CCC

عرفت المعالجات التجميلية منذ القدم، فقد عرف المصريون القدامى والهنود بعض عمليات التجميل، خصوصاً تلك المتعلقة بترميم الأنف الذي كان يُجذع سابقا كنوع من أنواع العقاب.

اقرأ: د. وليد ابودهن: هذا ما يرغبه الرجل فيكِ

وشهدت الجراحة التجميلية تطوراً على مر الأحقاب، ولكن التطورات الكبرى، خصوصاً في مجال الجراحة الترميمية، عرفت بعد الحروب مثل الحرب العالمية الثانية. والجراحة التجميلية بخاصة تطورت بشكل كبير في ثمانينات القرن الماضي، وتمثلت بشفط الدهون وعلاج عمليات البدانة.

تزايدت ظاهرة عمليات التجميل بشكل ملفت في الآونة الأخيرة للجنسين على حد سواء ومن مختلف الأعمار وفي مختلف أعضاء الجسم. بل ويطالب البعض بعمليات تجميل للتشبه بمشهورين، فكل فرد يطلب تحسين وجهه أو أنفه بما يشب نجماً أو نجمة من هؤلاء.

اقرأ: د. وليد ابو دهن: تاتو الحواجب ومخاطرها على الصحة

جزء من عمليات التجميل هي عمليات ترميمية لإصلاح عيوب ولادية، مثل انشقاقات الشفة وتشوهات الأذنين وتشوهات الأصابع، وهذه العمليات ضرورية وظيفياً وجمالياً ونفسياً. حيث يجب إصلاح هذه التشوهات باكراً ما أمكن، حتى لا تترك أثرًا سيئاً على نفسية الطفل. وجزء من عمليات التجميل أجري لإصلاح الندبات والحروق وتشوهاتها، والتي تؤثر في نفسية المريض، وتسبب له الكآبة والانعزال. وهنا يجب مساعدة المريض ما أمكن ذلك.

وتُجرى بعض عمليات التجميل بقصد التجميل فقط، مثل التخلص من تداعيات التقدم بالعمر (عمليات البوتكس والحقن، أو عمليات الأجفان والوجه والثدي والبطن). وهنا لا ضير من إعادة الجسم إلى أصله ما أمكن ذلك.

اقرأ: د. وليد ابو دهن: ما هو داء الملوك؟

وهناك عمليات نحت الجسم وتجميل الأنف وتكبير الأثداء. وكل هذه العمليات مرتبطة بوعي المريض، أو المريضة، والحالة النفسية، التي تكون طبيعية غالباً، وأحيانا تكون نتيجة عن أثر نفسي لدى المريضة، كي تحاول جلب الشريك أو إرضائه، فإذا أجريت العملية ولم تحقق الغاية المطلوبة منها فلن تكون المريضة راضية عن النتيجة، وهذا جزء مهم يجب أن ينتبه إليه الجراح مسبقاً.

ما هي الآثار الجانبية لعمليات التجميل؟

جراحة التجميل ككل الجراحات عرضة للمضاعفات، ابتداء من أبسطها وانتهاء بالوفاة. وهناك مضاعفات لكل العمليات مثل النزف والتهابات الجروح والندبات. وهناك مضاعفات خاصة بكل عملية من عمليات التجميل، وعلى الجراح أن يوضحها للمريض. وتتميز مضاعفات جراحة التجميل، عن غيرها، بعدم تقبلها من قبل المريض، ذلك لأن الجراحة الأساسية غير ضرورية بالشكل المطلق. فمضاعفات عملية استئصال الزائدة يتم تقبلها، مهما كانت لأن التهاب الزائدة الدودية يعتبر مشكلة مرضية توجب إجراء جراحتها، بينما عملية تكبير الثديين مثلاً لا يتم تقبل مضاعفاتها بسهولة، لأنها عملية غير ضرورية بالمطلق.

اقرأ: د. ابو دهن: احذروا الشمس

عمليات الشد التجميلية.. هل يمكن أن تكون وظيفية؟

عمليات شد الجسم خصوصاً (البطن) تعتبر في معظمها وظيفية، لأن حالات الحمل والولادة، أو خسارة الوزن الشديدة، التي ينجم عنها الترهلات تؤدي لبطن متدلي أو طيات شديدة أسفل البطن معيقة للحركة، إضافة لتسببها بالتهابات أسفل الطيات. هنا تعتبر العمليات ضرورية، وظيفيا وتجميليا.

هل هناك حالات يطلب فيها المريض، أو المريضة، جراحة تجميل وترفض؟

أضرار السيليكونات المزروعة في الثدي.. ما حقيقة ذلك؟ وهل عمليات زرع السليكون آمنة؟

البوتكس.. إجراء شائع، وهل من أضرار؟

البوتكس مادة وظيفتها إرخاء العضلات، وإذا استعملت في أماكن معينة، سيؤدي الإرخاء هذا إلى إزالة تجعيدة معينة تبلغ مدة تأثيرها 100 يوم تقريباً وقد تمتد إلى أكثر من ذلك، وهي تستعمل بشكل أساسي لإزالة تجاعيد الجبهة، وبين العينين وجانبي العينين.

اقرأ: د. وليد ابودهن: فقدان الوزن صعب بعد سن الأربعين

ماذا عن مضاعفات عمليات التجميل، إذ أن بعض الحالات أصبحت مشوهة؟

إن جرّاح التجميل هو طبيب، لذا يجب أن يختار مرضاه بعناية، ويقدم لهم ما يجب.. وضروري المغالاة في جراحة التجميل وعدم إجراء العمليات غير الضرورية

د. وليد أبو دهن

Copy URL to clipboard


























شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار