الحب أحد العواطف الأساسية المهمة التي نشعر بها. قادر على بناء وتقوية الانسان، اشعال الحروب والخروج من الأزمات. لكن ما تعريف الحب بحسب علم النفس والدماغ؟

حقائق حول الحل

– الحب هو حالة عصبية قوية جدًا مثل الجوع أو العطش ولكن أكثر إستمرارية. حينما تكون في علاقة حب يفرز الدماغ خليطاً من هرمونات السعادة والترابط والتعلق مثل dopamine ،Oxytocin Norepinephrine Serotonin وVasopressin وPhermones، وبقدر ما يكون هذا يحمل لذة ومتعة خاصة أثناء العلاقة، بقدر ما يكون ضارًا أثناء الإنفصال.

اقرأ: د. وليد ابودهن: نصائح للحفاظ على ركبتين صحيتين

– وجد الباحثون أنه حينما ينظر الناس حديثي الإنفصال على صور لحبيبهم السابق تنشط مناطق دماغية مترافقة مع الوجع والإدمان الشديد للممنوعات من العقاقير وهذا الأمر ممكن أن يبلغ من السوء أن يقتل صاحبه، فأحيانــًا تكون من أعراض الإنسحاب في فترة الإنفصال وما بعدها (أو فقدان أحد الأحباب) هي إفراز الجسم لمواد كيميائية تـُــضعف القلب وتصل أحيانــًا لأن تسبب أزمة قلبية وهذه بدورها يمكن أن تتطور. الحالة تسمى متلازمة القلب الكسير Broken heart syndrome.

– العناق (الأحضان) مع الحبيب تعتبر علاج قوي نوعًا ما للصداع، لأن أثناء العناق والمداعبة مع الحبيب يفرز الجسم هرمون Oxytocin الذي يعتبر كمسكٍن قوي وطبيعي للوجع.

اقرأ: د. وليد ابودهن: البرد القارس يسبب الأزمات القلبية

– من الملاحظ أنه في المراحل الأولى من علاقة الحب يفقد الشخص الكثير من السيطرة على أفكاره ودماغه ويصبح مهووسًا بهذا الشخص الجديد والتركيز مع كل أخباره وأفعاله فقط، وهذا لأنه دماغيًا، الحب في مراحله الأولى شبه متطابق مع الوسواس القهري، بمعنى أنك في المراحل الأولى من الحب تفقد جزءاً كبير من التحكم في قدراتك الإدراكية، أو بعبارة أخرى تصبح مهووسًا بذلك الشخص لدرجة أنك تصبح غبيًا!

– يوجد نوع فوبيا أو رعب من الحب والوقوع فيه تسمى Philophobia.

اقرأ: د وليد ابودهن: ما هو العلاج الوهمي للأمراض

– الحقيقة تقريبًا دائمًا مؤلمة وصادمة، والحال لا يختلف كثيرًا هنا، فعلى عكس ما تتمنى، الدخول في علاقة حب له ضريبة من الصداقة. إحصائيًا، حينما تدخل في علاقة حب، تفقد 2 من اصدقاءك المقربين، لأن الحبيب يستهلك الكثير من الوقت، الذي كنت مفترض تقضيه مع الأصدقاء إذا لم تكن في علاقة، وبالتالي تبهت الصداقة وتتلاشى وتندثر مع الوقت.

– الحب يختلف عن الإنجذاب على الرغم من إرتباطهم. الإنجذاب يعتبر هو المرحلة المدخلية والضرورية قبل أن تقيم علاقة حب رومانسي مع الشخص، الإنجذاب على عدة عوامل منها شخصية وعقلية ومنها ظاهرية، الإنجذاب الظاهري يكون للوجه والجسد، بالنسبة للوجه (العامل الأهم) يكون الإنجذاب لما يسمى السيمترية أو التناظر (أن يكون نصفي الوجه متطابقين بأكبر قدر ممكن) لأن التناظر ينوه بالصحة السليمة وأن هذا الفرد يمكنه إنتاج ذرية سليمة وصحية، بينما الإنجذاب الجسدي، عند الرجل يكون الإنجذاب للمرأة ذو الوسط الأنحف كثيرًا من الفخذين (أو شكل الجسم المسمى Hourglass figure بسبب تشابهه مع الساعة الرملية) بينما للمرأة يكون الإنجذاب للرجل ذو الطول الأعلى منها كثيرًا والأكتاف العريضة والتناسق العضلي. الإنجذاب ينشط الجانب الأيمن من الدماغ بينما الحب الرومانسي، في أغلبه، ينشط الجانب الأيسر.

اقرأ: د. وليد ابودهن: سُمنة الأطفال المفرطة ظاهرة خطيرة

– من أكثر اللغات والثقافات التي تتسم بالإتقان البالغ والتفرقة الدقيقة في وصف أنواع ونكهات الحب المختلفة كانت اليونان القديمة، فمثلًا كلمة Storge كانت تعبر عن الحب للعائلة، وPhilia الحب بين الأصدقاء وEros للحب الرومانسي، وAgape للحب الإلهي أو الحب غير المشروط، وغيرهم.

ما دور القلب في الشعور بالحب؟

يكون الدماغ مسؤولًا عن تحرير العديد من المواد الكيميائية، التي تلعب دورًا مهمًا في طبيعة مشاعرنا أثناء وقوعنا في الحب، إلا أن القلب أيضًا يؤثر على الطريقة التي نستجيب بها للعاطفة.

اقرأ: د. وليد ابودهن: عدد ساعات النوم الصحي لكل الأعمار

ويؤثر الدماغ على القلب بشكل كبير، إذ تتسارع نبضات القلب مثلًا، عندما يدرك العقل أننا نواجه تهديدًا خطيرًا، إلا أن العلماء اكتشفوا في الآونة الأخيرة، أن القلب بدوره يؤثر على الدماغ، وبالتالي على ما نشعر به.

أن الإشارات الكهربائية من الأوعية الدموية المحيطة بالقلب، تُرسل إلى المناطق الدماغية المسؤولة عن المعالجة العاطفية، وهو ما يؤثر بدوره على قوة مشاعرنا تجاه مسألة ما.

الحب لا يتجاوز ثلاث سنوات فقط

حسب العلماء فإن العمر الافتراضي للحب هو 3 سنوات فقط، إضافة إلى سنة يظهر فيها الفتور ويدرك الطرفان أن الحب بينهما انتهى. ويرجع السبب في كل هذا إلى الكيمياء التي تخلق شحنات حب وطاقة لمدة 3 سنوات ثم تتوقف العملية برمتها دون إمكانية شحنها من جديد. و في السنة الرابعة يتم تحديد مصير العلاقة فإما أن يكون الانفصال أو الاستمرار.

هل الحب جنون؟

كتب شكسبير يومًا: الحب مجرد جنون، ويعتقد البعض أنها مجرد جملة أدبية، إلا أن العلماء في الآونة الأخيرة قدموا تفسيرًا عن ارتباط الحب بالسلوك غير العادي، الذي قد نصفه أحيانًا بالجنون.

يمتلك الأشخاص المصابون باضطراب الوسواس القهري، مستويات أقل من هرمون السيروتونين في دمائهم، وهذا ما دفعنا للتساؤل عما إذا كان العشاق يعانون من خلل هرموني مماثل.

د. وليد أبودهن

Copy URL to clipboard


























شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار