د. وليد ابودهن: لماذا يلدغ البعوض بعض الناس دون غيرهم؟‎
 لماذا يلدغ البعوض بعض الناس دون غيرهم البعوض أحد أكبر أعداء البشر، وقد أعلن حربه، منذ أزمنة سحيقة، فوفق ما تذكره النشرات الحديثة لمنظمة الصحة العالمية، يتسبب البعوض بوفاة أكثر من مليون شخص سنويا، عبر الأمراض الميكروبية، التي يقوم بنقلها إلى الإنسان. وهناك أكثر من ألفي نوع من البعوض، القليل منها يتسبب بالملاريا، وحمى الضنك، وحمى غرب النيل، والوادي المتصدع، وغيرها من الأمراض التي تنتشر في المناطق الحارة والباردة والمعتدلة من العالم، وفي الدول النامية والمتقدمة جدًا سواء بسواء.

البعوض ينجذب نحو الذين يوجد على جلدهم تركيز عالٍ للكولسترول، والمركبات الستيرويدية. لكن هذا لا يعني أن البعوض يفضّل مَن لديهم ارتفاع في نسبة كولسترول الدم، بل يرتبط الأمر بوجود الكولسترول والمركَّبات الكيميائية المرتبطة به على سطح الجلد، وهذا قد يحصل حتى لدى مَن نسبة الكولسترول في دمهم طبيعية. البعوض ينجذب إلى جلد الذين ينتجون كميات زائدة من بعض أنواع الأحماض، مثل حمض اليوريك، wr-uric acid. وجود هذه الأحماض على الجلد يثير حاسّة الشم لدى البعوض، ويغريه للهبوط على سطح الجلد.

وبعبارة أخرى، لا يختار البعوض شخصًا ما، بسبب البيولوجيا الداخلية، بل نتيجة للكائنات الحية الدقيقة التي تعيش على جلده. ويعتمد تكوين الجراثيم الجلدية على بيئتنا في الغالب، بما في ذلك ما نأكله وأين نعيش.

ويُعتقد أيضا، أن التباين الوراثي يؤثر على مدى جذب بشرتنا لمختلف أنواع البكتيريا. ويمكن أن يكون ذلك من خلال إنتاج البروتينات (المتحكم بها وراثيا) في الجلد الذي يعمل كحاجز، ويمنع الميكروبات من أن تنشأ وتنمو على سطحه.

الجدير ذكره، أنه بما أن العرق النقي ليس له رائحة واضحة، فإن التعرق بحد ذاته قد لا يكون مسؤولا عن جذب البعوض. وبدلا من ذلك، فإن التباين في التركيب الكيميائي للعرق ومعدلات إنتاجه بين الناس، قد يؤدي إلى تكوين ظروف مفيدة لبعض الميكروبات التي يمكنها جذب البعوض.

د. وليد ابودهن – بيروت

Copy URL to clipboard


























شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار