غزو الكمبيوتر وألعابه، الإنترنت، القنوات الفضائية، حوّل حياة الأطفال من النشاط والحركة وبالتالي الصحة والرشاقة إلى نمط من الخمول شبه الكامل. فانعدمت تقريباً ممارسة الأطفال للرياضة بانتظام، وباتوا يميلون إلى تفضيل الجلوس، سواء بسبب كسلهم أو بسبب نقص التشجيع والإرشاد من جانب آبائهم لممارسة الأنشطة البدنية، قد ينتج عنه أطفال غير أصحاء ويعانون من البدانة المفرطة.

اقرأ: د. وليد ابودهن: التنفس الصحيح في عصر كورونا!

تلعب عادات أكل الطفل وكذلك نوعية الأغذية التي يتناولها دوراً في حدوث السُمنة المفرطة. على سبيل المثال أكل الطفل لكميات أكثر من اللازم من الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية، بدلاً من تناوله الأطعمة الصحية، أو تناوله للطعام دون أن يجوع، أو أن يأكل أثناء مشاهدة التلفزيون أو خلال إعداده لواجباته المدرسية، كل ذلك يؤدي إلى زيادة مفرطة في الوزن. كذلك فإنّ خدمة توصيل الأكلات السريعة للمنازل، جعلت الأمر أسوأ لأن ذلك شجع الأطفال على تناول الأطعمة غير الصحية.

إنّ المحصلة النهائية لتناول الأطعمة غير الصحية، إضافة إلى أسلوب حياة الطفل وقلة الحركة، تعني باختصار علمي: زيادة السعرات الحرارية التي يتناولها الطفل وقلة نسبة حرقها. يضاف إلى ذلك الإعتقاد الخاطىء لدى الكثير من الأمهات، بأنهنّ كلما أطعمن أطفالهنّ أكثر، كلما أصبحوا أكثر صحة.

اقرأ: د. وليد ابودهن: الفوائد الصحية للنوم بالجوارب

العوامل الطبية

أسباب السمنة المفرطة لدى الأطفال عديدة منها:

– نقص نشاط الغدةالدرقية Thyroid Gland. في هذه الحالة يرافق السمنة تأخر في التسنين، أرق، خشونة في الجلد، بالإضافة إلى خشونة شعر الطفل. إنّ السمنة المفرطة تحدث أيضاً نتيجة نشاط زائد لمركز معين في المخ، مسؤول عن تنظيم الشعور بالجوع والشبع، ما يجعل الشخص يشعر بالجوع المستمر والرغبة في الأكل.

اقرأ: د. وليد ابودهن: ما هو التفاؤل؟

– الإفراز الزائد للكورتيزون Cortison من الغدة الكظرية (فوق الكلية)، ويأتىالشك في أنّ الطفل مصاب بهذه الحالة عند تركز السمنة في الجزء العلوي من الجسم، وفي الذراعين، ونحافة الساقين بالإضافة إلى وجود خطوط حمراء على البطن. من الأسباب الأخرى أيضاً التي تُؤدي إلى السمنة المفرطة هو الإستخدام الخاطئ للكورتيزون، عند علاج بعض الأمراض.

– العامل الوراثي يلعب دوراً في السمنة لكنّه دور محدود.

مشاكل صحية

مشاكل السمنة الصحية كثيرة، ولا يجب التهاون في التعاطي معها. فالطفل الذي يعاني من سمنة مفرطة، يكون أكثر عرضة لمشاكل صحية معينة مثل الربو، إرتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، ويظهر استعداداً للإصابة بنوع من داء السكري الذي يُصيب الكبار.

اقرأ: د. وليد ابودهن: أهمية الفيتامينات أثناء الحمل

كذلك فإنّ اضطراب النوم نتيجة عدم القدرة على التنفس بشكل طبيعي، هو مشكلة إضافية قد يُعاني منها هؤلاء الأطفال.

وأيضاً، إن السمنة المفرطة قد تستمر مع تقدّم الطفل في العمر لتتحوّل إلى مشكلة أكبر.

مشاكل نفسية

تواجه الطفل السمين ضغوط نفسية، وتُعتبر بحد ذاتها مشكلة، فهو يواجه سخرية زملائه وتعلقياتهم الجارحة، إضافة إلى أنّه في حالة اختبار دائمة، سواء في المدرسة أو في النوادي حيث لا يتمكن من تأدية تمارين وحركات رياضية باللياقة المطلوبة. كما أنّ الطفل البدين يتعرض لمواقف صعبة وجارحة في محلات الألبسة حيث لا يجدون مقاسهم، فيظهرون خارج سرب من في مثل سنهم.

اقرأ: د. وليد ابودهن: هل يجب زيارة الأخصائي الجنسي فقط عند وقوع المشاكل؟

ما الحل؟

– التوجه إلى طبيب مختص لتحديد أسباب السمنة المفرطة وسبل علاجها، بالتغذية الصحيحة وبالتمارين الرياضية المناسبة.

– وضع حدود حاسمة للوقت المسموح به أمام شاشة الكومبيوتر وألعاب الفيديو.

د. وليد أبو دهن

Copy URL to clipboard


























شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار