ما ذنب الصغار بحرب الكبار؟ هذه الجملة تواردت على أذهاننا بعد أن شاهدنا الحلقة ما قبل الأخيرة من برنامج The Voice Kids الذي يعرض على الشاشتين الـ MBC والـ LBCI والذي يحقق نسبة مشاهدة عالية جداً ولا يمكن لأحد أن ينكر النجاح الساحق لأطفالنا العرب الذين يجذبوننا إلى إبداعاتهم وأصواتهم التي تكون عادة أكبر من أعمارهم فيغنّون لعمالقة الطرب في العالم العربي بعيداً عن “الهشّك بشّك” أو الأغاني الهابطة.

15 طفلًا انتقلوا إلى المرحلة ما قبل النهائية وثلاث منهم يحملون أو ينتمون إلى الجنسية السورية وأصوات المواهب السورية تستحق الوصول إلى الحلقة النهائية وهم من أجمل الأصوات للأمانة وأكثرها اتزاناً فإثنين منهم يجيدون غناء القدود الحلبية الصعبة وواحد يمتلك احساساً يتغلّب على أغلبية النجوم في الوطن العربي، لا بل احساسه رائع وأكبر من عمره.

وإذا تحدّثنا مثلاً عن تيم الحلبي، الطفل السوري، الذي اختار القيصر كاظم الساهر كي يكون مدرّبه الخاص، وصل إلى المرحلة ما قبل الأخيرة وكان من المتوقع أن ينتقل إلى النهائيات بعد أن غنّى موالاً صعباً بطريقة محترفة جداً، لكن اختيار كاظم وقع على ماريا القحطان الطفلة ابنة الـ 8 سنوات ورغم أدائها الجميل بأغنية (مقادير) إلا أنها لم تكن مؤهلة للوصول إلى النهائيات على حساب تيم الحلبي أو جنة الجندي مثلاً، التي أثارت جدلاً كبيراً بعد خلعها للحجاب، وغنّت (يا مسهرني) للسيدة أم كلثوم.

هذا الفيديو لغناء تيم الحلبي في فريق كاظم

وفي فريق نانسي انضم طفلان سوريان إليها وفضّلاها بحب على المدربين كاظم الساهر وتامر حسني، وكانت نانسي في مرحلة المواجهة الأولى أصابت الاختيار بعد أن اختارت 5 مواهب شابة.. لكن في مرحلة المواجهة الثانية صدمت نانسي المشاهدين بعد أن استبعدت الطفل السوري يائيل الذي أبكاها بشدة بسبب إحساسه بعد أن غنّى أغنية (خلصت لحكاية) للنجم اللبناني آدم وأشادت نانسي بأدائه.

هذا الفيديو لغناء يائيل وبكاء نانسي

ليائيل قصّة مختلفة عن كل المواهب التي كانت تواجه على النهائيات، فإحساسه ذلك الذي سمعناه وهو يغني (خلصت احكاية) جاء من عذاب وقهر بعد أن انفصل والده عن والدته وعاش مع والده محروماً من حنان الأم وحضنها، وعندما اختار الانضمام إلى فريق نانسي قال: (سأختار نانسي لأنها ستعاملني مثل أمي)..

وفي مرحلة المواجهة الثانية كانت نظرات يائيل تتجه إلى والديْه اللذين كانا يجلسان إلى جانب بعضهما البعض، وكانت كل كلمات الأغنية موجهة إليهما وكأنه يتوسّلهما أن لا تنتهي حكايتهما. وعندما سأله كاظم الساهر من يشتّت انتباهك فأردف قائلاً: (أمي وأبي قاعدين هنيك). وكل ما سمعناه من يائيل في رحلة المواجهة الثاني كان يستحق الوصول إلى النهائيات لكن نانسي استبعدته واختارت اللبناني جورج العاصي الذي أبدع بأغنيته، ولجين الذي لم نسمعه إلا باللهجة الخليجية ولا نعلم إن كان يجيد غناء اللهجات المختلفة أم لا، وربما هو أيضاً من سيفوز باللقب هذا العام.

أما الطفل السوري عابد المرعي ورغم ندرة صوته “والبحّة”، فإنه لم ينتقل إلى المرحلة النهائية لأنه نانسي ورغم الآهات التي ردّدتها عند غنائه إلا أنها لم تختره وفضّلت استبعاده من مشوار The Voice Kids وتفاجأ الجميع، لأن ردة فعل نانسي خلال أداء عابد ويائيل جاءت معاكسة تماماً لاختياراتها الأخيرة.

هذا الفيديو لغناء عابد المرعي في فريق نانسي عجرم

كل تلك الأصوات السورية الشابة لم تتأهل إلى النهائيات، الأمر الذي طرح تساؤلاً كبيراً ما إذا كانت إدارة الـ MBC هي من قرّرت استبعاد كل السوريين من النهائيات بسبب توتر العلاقات السورية – السعودية وهذه الحلقة كانت قبل خروج وليد الابراهيمي صاحب قنوات الـ MBC من الاعتقال، والذي أمر بإعادة أحلام إلى The Voice بعد استبدالها بنجمة الخليج الأولى نوال الكويتية.

وحدها النجمة السورية شكران مرتجى خرجت عن صمتها، وأكدت بطريقة غير مباشرة أن إدراة The Voice Kids هي من منعت وصول المواهب السورية إلى النهائيات، وكتبت على صفحتها على التويتر: (شو ذنب الصغار بحرب الكبار ذافويس كيدز …شكراً).

الحروب دمّرت الوطن العربي وهجّرت الملايين، وقتلت أطفالنا وحذفت ابتساماتهم من وجوههم البريئة.. ألا يستحقون هؤلاء الأطفال الفرح والابتسامة والانتصارات وأن نبعدهم عن الخلافات السياسية التي لا دخل لهم بها؟

سارة العسراوي – بيروت

Copy URL to clipboard


























شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار