من بعلبك مدينة النور، صدح صوت البوب ستار اللبناني رامي عياش لقلب كل لبناني شاب لا يزال يقدّر الموسيقى العربية بعيداً عن الفن الهابط، حيث أصبح الفن العربي مسرحاً مباحاً لكل من يريد الشهرة فيقدم كمّاً من الأغاني الرخيصة والكليبات التي لا تليق بفن عربي عاش الزمن الذهبي الرائع بوجود أهم العمالقة في الغناء.
مهرجان بعلبك من أعرق المهرجاناتِ في لبنان وتخطى عمره الـ 61 عاماً، وأطلقه للمرة الأولى الرئيس اللبناني كميل شمعون في العام 1956 وهذا المهرجان استقبل في الماضي كوكب الشرق أم كلثوم والسيدة فيروز وأهم النجوم العالميين.
يستحق البوب ستار اللبناني رامي عياش أن يقف على هذا المسرح وبجدارة ليس لأنه ابن لبنان وحسب، بل لأنه طوّر من نفسه كثيراً وبات يلحّن وشارك في التمثيل أي أنه فنان شامل متكامل لم يقف في مكانه فعمل جاهداً وبإصرار منه على أن يتبوأ الصدارة في الساحة الفنيّة العربية رغم الدخلاء الذين يقتحمونها دون أي إذن.
لقب البوب ستار لم يأخذه رامي على طبق من فضّة بل سهر واجتهد وعلم بأن النجومية قد لا تنتهي إذا عرف النجم كيف يحافظ عليها بعيداً عن التكبر والتعجرف “وانو أنا شو ما قدمت الناس بيحبوني” وغالباً ما أسمعها كثيراً هذه الجملة من قبل بعض النجوم التي كبرت “الخسة براسهم كتير” حتى باتوا يعتقدون أنهم أخذوا مكان فيروز أو أسمهان أو أم كلثوم أو فريد الأطرش..
نهار الجمعة أحيا رامي مهرجاناً غنائياً ناجحاً في بعلبك، حيث بدأ حفله بأغنية (لبنان يا قطعة سماء لوديع الصافي وأكمل الافتتاح مع أغنيته جبران)، وكان الإفتتاح ذكياً من رامي فمن منا لم تهزّه تلك الأغنية الخارجة من صميم الوطنية والتعلق بتراب الوطن وسنابله وتاريخه وذكرياته ومن منا لا يفتخر بجبران خليل جبران الذي لم يغن له أحد إلا رامي عياش!
جمهور رامي ملأ مدرجات بعلبك قبل بدء الحفل بساعات طويلة، وكنا علمنا بأن بطاقات الحفل نَفذت من الأسواق قبل حفل رامي بأسبوع وأكثر.
نجومية رامي عياش تتصاعد يوماً بعد يوم لأنه يقدم لنا نمطاً جديداً في الأغنية أي أنه لا يكرّر نفسه ولا يصيبنا بملل ولا يقلد ولا يسترخص. بل بالعكس مع رامي نضحك ونبكي، نتأمل ونحب ونرقص ونحتفل بالنجاحات من خلال أغانيه التي لا تموت مع الأيام مثل أغنية (مبروك) أو أغنية (جبران) أو أغنية (اشتقتلك) وغيرها من الأغنيات التي لا تزال محفورة داخل قلوبنا ونرددها في كل مكان وزمان.
سارة العسراوي – بيروت