رشيد إيلال باحث مغربي مسلم قدم بحثًا جديدًا قال فيه أن لا إثباتات تاريخية تؤكد وجود الشخصيتين الإسلاميتين (أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب).

رشيد أيلال صاحب كتاب (صحيح البخاري نهاية الأسطورة) الشهير، أكد عدم وجود أي وثيقة تاريخية تثبت الوجود الفعلي والحقيقي لعمر بن الخطاب وأبو بكر الصديق.

وقال إن نكاره لتواجد هاتين الشخصيتين، لا علاقة له بما هو عقائدي، بل هو مرتبط بالتاريخ: إن تاريخنا يضم مشاكل كبيرة، والقرآن وحده الذي يجب أن نثق فيه.

وتمسّك الكاتب المثير للجدل بفكرته حول عدم وجود أي وثيقة رسمية عبر الزمن، تفنّد مزاعمه، داعيا معارضيه إلى إثبات تواجدهما -عمر بن الخطاب وأبو بكر- بوثيقة رسمية

وكتب أيلال: “لا وجود لأي وثيقة تاريخية تثبت أن الصحابيين عمر بن الخطاب وأبو بكر الصديق كانا موجودين”.

وقال: لا وجود لأي وثيقة تاريخية تثبت أن الصحابييْن عمر بن الخطاب وأبي بكر الصديق كانا موجودين بل هما شخصيتان خياليتان مصدرهما الإشاعة والروايات الخاطئة.

وعلل إيلال نظريته بالقول إن: الروايات والأحاديث التي تحدثت عن الصحابيين ظهرت في القرن 4 للهجرة، أي بعد 400 سنة من وفاتهما إذا اعتبرنا جدلا أنهما كانا موجودين.

لذا أطالب بأي دليل يثبت عكس كلامي وأما الروايات الإسلامية تسجل أن عمر بن الخطاب وأبي بكر حكما شمال آسيا وجزءًا كبيرًا من إفريقيا، غير أن لا أحد من الحكام الذين غزوا من قبلهما ذكروهما في كتبهم، أو رسائلهم التاريخية، التي تحدثوا فيها عن صراعاتهم السياسية وحروبهم، فضلا عن معاهداتهم التاريخية وهذا التجاهل غير منطقي وغريب.

وبشأن العهدة العمرية التي تعتبر من أهم الوثائق في تاريخ القدس، شكّك الباحث في صحة نسب هذه العهدة إلى عمر بن الخطاب، معتبرا أن “الوثائق الموجودة تبين أن دخول العرب إلى إيلياء كان باتفاق بين المسيحيين والنبي محمد وليس مع عمر بن الخطاب.

وتابع متسائلا: يُقال إن عمر هو قاهر الفرس، وأن معركة تاريخية كانت له مع الروم، واستطاع الانتصار عليهم جميعا! إذا، فلم لم يتحدث هؤلاء عن هذه المعارك في وثائقهم التاريخية؟

وقال أنه لا وجود لوثائق تاريخية أو أدلة مادية مثل النقوش وغيرها، تثبت وجود أبي بكر وعمر، أما من حيث الموروث الشفاهي أي التناقل الشفهي فهما موجودان بحسب الروايات والأخبار.

مثلا، توجد وثيقتان فقط تحدثتا عن عمر بن الخطاب بهذا الاسم، الأولى تعود للقرن التاسع الميلادي، وجاء ذكره ضمن لائحة لأفراد كانوا يأخذون الصدقة من محسن في مصر، في حين عاش عمر بن الخطاب في القرن السابع الميلادي، وفق التاريخ الإسلامي ولم يكن رجلاً فقيرًا.

الوثيقة الثانية تعود إلى القرن الأول الهجري تذكر أن عمر بن الخطاب، كان قائد قبيلة بين منطقتي سوريا وتركيا، طلب معونة من قس مسيحي لقبيلته التي ضربتها المجاعة، وهذه المنطقة بعيدة عن المكان الذي عاش فيه عمر وهو الجزيرة العربية، ولا علاقة للأول بعمر الخليفة الذي حكم مناطق كبيرة من آسيا وأفريقيا.

البعض يقول إن (العهدة العمرية) في إيلياء (بيت المقدس) دليل مادي على وجود عمر، والدراسات التي اطلعت عليها وجامعة آلـ البيت في الأردن تقول إن الوثيقة تعود لسنة 250 هجرية أي بأزيد من 230 عاما بعد وفاة عمر، وكانت مكتوبة بالخط الكوفي منقوطة وفيها المدّ.

ومعلوم أن الخط الكوفي ظهر في عهد عبد الملك بن مروان، في حين كانت الكتابة في عهد عمر بالخط المائل الحجازي، ولم يكن التنقيط قد ظهر بعدُ بل ظهر في العهد العباسي على يد الخليل الفراهيدي.

كذلك الأمر بالنسبة لأبي بكر، لا أدلة مادية على وجوده، بل هناك اختلاف في الروايات حول مصاحبته للرسول، في الهجرة.

لكن هناك موروث تاريخي إسلامي مدوّن اتفق فيه المؤرخون على وجود هاتين الشخصيتين، ثم بمنطق التشكيك الذي تعتمده يمكن أن تنفي وجود شخصيات أخرى محورية بما فيها رسول الإسلام؟

نعم، كتب كثيرون عن وجودهما لكنني أتحدّث عن دليل موثّق، فمثلا هناك أدلة تثبت وجود الرسول صلى الله عليه وسلم حتى عند الصينيين، وذكروه بمرتبة النبوّة.

المؤرّخ الأرميني سيبوس ذكر بأن محمّدا هو الذي دخل إيلياء وليس عمر، وسماه النبيّ محمد.

بالنسبة لشخصيات إسلامية أخرى، هناك أدلة على وجود عليّ ومعاوية، فمثلا هناك عملات مسكوكة ووثائق تثبت وجود معاوية.

قدّم السعوديون سنة 2012 لليونيسكو “نقشَ زهير”، وهي صخرة عليها نقوش قالوا إنها تثبت وجود عمر بن الخطاب، لكن هذا لم يكن صحيحا وفق خبراء الآثار، وعلى رأسهم الألماني روبرت كير، الذي قدّم محاضرتين وقال إنه تمّ التلاعب بالنقش.

أنا أتساءل: لقد حكم عمرو بن العاص مصر في عهد عمر بن الخطاب، ألا توجد وثيقة تثبت مثلاً أن الخَرَاج كان يذهب من مصر إلى المدينة، في حين توجد في مصر مخطوطات وآثار تعود إلى 4 آلاف سنة؟

وعن اتهامهِ بالمس بالمقدسات قال:

أنا أفكّر من خارج الصندوق، وأُعمل العقل والبحث في كل شيء، وإذا كنتُ مخطئا فأريد دليلا ماديّا يفنّد كلامي، وليست لي مشكلة بعد هذا أبدا في الإقرار بخطئي.

لا أريد شيئًا سوى الوصول إلى الحقيقة بالأدوات العلمية، أما تقديس الأشخاص فأعتبره موروثا، وليس هناك مقدّس عندي سوى الرسول والقرآن.

الصحابة تحدث عنهم القرآن ولم يقدّسهم، وهناك آيات كثيرة من قبيل (وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما)، و”وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا).. أنا أؤمن بأن الشكّ يوصل إلى الحقيقة.

Copy URL to clipboard


























شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار