منذ 6 سنوات وحدهم نجوم لبنان القدماء يقنعوننا بأدائهم في المسلسلات اللبنانية هذا العام، فبعد أن أنقذت الممثلة القديرة وفاء طربية مسلسل (كل الحب كل الغرام) من الملل والأحداث المتكررة، أضفت الممثلة اللبنانية القديرة رندة كعدي جواً خاصاً على مسلسل (ومشيت) الذي يتحدّث عن قضايا تخص الشعب اللبناني ومنها الهجرة، شهداء الجيش اللبناني، تصرف نواب الأمة، والأم القادرة على تربية ابنتها لوحدها دون أي مساعدة من أي جهة كانت قريبة أم بعيدة.
كارين رزق الله كاتبة من العيار الثقيل، فبكل المسلسلات التي كتبتها لامست واقعنا وهذا ما جعلها تحقق نجومية كبير خلال أربع سنوات متتالية، ولو أن مسلسل (لآخر نفس) العام الماضي لم يحقق النجاح المطلوب لأنها تحدثت عن خيانة المرأة لحياتها الزويجة مع رجل آخر، ورغم أن هذه القضية موجودة في لبنان إلا أن الخوف من الفضيحة ترغم البعض على السكوت.
في الحلقة 16 من مسلسل (ومشيت) أطلت مرة أخرى رندة كعدي لتجسد دور أم فقدت وحيدها في الجيش اللبناني واستشهد لأجل لبنان، فأدت مشهداً يُسمى بالـ Master Scene، فأبكتنا بحسرتها وهي تخبّر الضابط عن شهيدها وابنها الوحيد، وكيف تتحدّث معه يومياً وأصبح معلقاً على جدار البيت. وكيف تبدّلت أحوال الناس في ضيعتها بسبب رفضها لرحيل ابنها فاعتقدوا بأنها “خوته” ومجنونة ولم يدخل بيتها أحد لأنهم يخافون منها بدلاً من مواساتها والتخفيف عنها.
كفى رندة كعدي وجعاً وتجسيداً لآلام أمهات أبطال الجيش اللبناني؟ كم أنتِ ممثلة بارعة بتجسيد وجع أمهات الشهداء.
كم نحتاج لأمثالك في وسط الممثلين في لبنان لنعيد مرتبتنا في عالم الدراما التي كانت مزدهرة قبل الحرب اللبنانية!
سارة العسراوي – بيروت
)
