نسمع كل يوم تقريباً عن زواج القاصرات الذي أصبح ظاهرة وتنتشر كالأوبئة فيقضي على حياة البنات الصغيرات التي بدل أن تلتهين بالدمية أو دروسها تذهب بشكل قسري إلى بيت الطاعة لتخدم رجلاً غالباً ما يكبرها بأضعاف عمرها فتتعذّب وتترمل باكراً هذا إذا لم تمُت في ليلة دخلتها لأن جسدها الصغير قد لا يكون مجهزاً للعلاقة الجنسية.

اعتبر رجال الدين في الدين المسيحي أنّ زواج القاصرات جريمة بحق الأطفال وتمنع الكنيسة زواج من هم دون الـ 18عام

صدّق أو لا تصدّق هذا حال النساء العربيات، وللأسف في مجتمعنا العربي لا يمنع القانون أن تتزوج الفتاة القاصر. ولم نسمع بأي مطالب جدية بقانون يمنع زواج القاصرات مثلما يطالبون بقانون لحماية المرأة من العنف الأسري مثلاً ولم نشاهد بعد أي جمعية تعمل بجهد على منع هذا الزواج ربما السبب أنّ من يزوج القاصرات هم أولياء أمرها ويفعلون ذلك تحت غطاء الدين الذي شرّع ذلك.

ولأن معظم من يزوّج قاصرات أو يتزوج منهن يتحجج بالدين خصوصاَ بعد أن ظهر في الفترة الأخيرة بعض الذكور الذين يضعون عمامات ولحية مزيفة ويفتون ما لا يقبل به عقل ولا إنسانية وهم أنفسهم دعوا إلى جهاد النكاح الشهير.

زواج القاصرات عند الإسلام

القرآن الكريم لم يتحدث عن زواج القاصرات ولم يُحرمّه لكنه وضع شروطاً للزواج وهو رضى الطرفان. وطبعاً فتاة في الـ 12 لا تتمتع بالوعي الكافي لتعرف ما هو الزواج. والزواج دون رضى طرف من الأطراف يُعتبر باطلاً.

وبحسب القرآن، فيجب على الرجل أن يكون كفوءاً للمرأة التي سيتزوجها ومن المؤكد أنّ رجلاً أربعينياً لن يكون كفؤاً لفتاة في العاشرة من عمرها.

الإسلام لم يُحدّد سناّ للزواج لكنّ الله طالب عبده بالعلم والقراءة والثقافة حيث قال في القرآن الكريم (إقرأ باسم ربك)، وأخيراً الإسلام لا يرضى بالظلم وزواج القاصرات وهو ظلم كبير للمرأة التي أوصى بها الرسول وهو على فراش موته وقد جاء في القرآن الأية التالية ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آَتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا”.

مفتي الديار المصري السابق وأستاذ أصول الفقه بكليات الدراسات الإسلامية في جامعة الأزهر علي جمعة اعتبر أنّ زواج القاصرات زنى واستغلال جنسي للأطفال ويجب معاقبة ولي الأمر الذي يزوج ابنته القاصر لرجل في عمر جدّها فيُعتبر فاسقاً وتسقط ولايته لأبنائه.

القرآن الكريم لم يتحدث عن زواج القاصرات ولم يُحرمّه لكنه وضع شروطاً للزواج وهو رضى الطرفان

زواج القاصرات في باقي الأديان

اعتبر رجال الدين في الدين المسيحي أنّ زواج القاصرات جريمة بحق الأطفال وتمنع الكنيسة زواج من هم دون الـ 18عام وترفضه رفضاً تاماً لأنه ضدّ حقوق الطفل.

اليهودية الأرثوذوكسية ترفض كل أشكال هذا الإرتباط وتمنعه في قانونها.

الموحدون الدروز أيضاً يرفضون زواج القاصرت ومن شروط الزواج عند الدروز بلوغ الـ 18 من عمر الزوجيين.

أرقام واحصاءات

وتشير الإحصائيات التي تضمنها تحليل البنك العالمي لوضع بالغ الخطورة حيث تؤكد أن ثلاثاً من كل أربع ولادات تحدث هي ولادات لأمهات دون سن الثامنة عشرة، كما تؤكد أن الفتيات اللواتي يتزوجن في سن الثالثة عشرة ينجبن نسبة 26% أكثر من اللواتي ينجبن بعد سن البلوغ.

بعض الدول والسن القانوني لزواج القاصرات

إذا بلغت الفتاة التاسعة من عمرها، فباستطاعتها الزواج في إيران، في حين على الرجل في الصين، مثلاً، الانتظار حتى عمر الـ22 للارتباط بشريكة حياته.

أما في بعض الدول العربية مثل اليمن والمملكة العربية السعودية، فقد تتزوج الفتاة في عمر العاشرة لأن السلطات لم تحدد سناً قانونياً للزواج.

المخاطر الصحية للفتيات والأطفال بسبب الزواج

زواج الفتاة في سنّ مبكر يعرضها للخطر الصحي ويُعرض الجنين للخطر أيضاً. الزواج المبكر يؤدي إلى عدم اكتمال نمو الغدد المسؤولة عن الطول وكذلك الغدد المسؤولة عن تنظيم الدورة الشهرية ويخصص الجسم مخزون الطاقة للحكل ونمو الجنين بدلاً من تخصيصه لنمو جسم الفتاة، التعرض لمخاطر الولادة القيصرية بسبب عدم اكتمال نمو الحوض وزيادة خطر التعرض لفقر دم بسبب الحمل والولادة والترهل المبكر للجسم نتيجةً للولادات المتكررة ولفترات متقاربة.

وأيضاً هناك تأثير على الطفل بسبب زواج الفتيات القاصرات وهو ولادة الأطفال قليلي الوزن وعرضةً للأمراض وتعرضه لمشاكل ناتجة عن قلة الوعي لدى الأم حول العناية الصحية بالطفل وعدم اتمام فترة رضاعة كافية.

وقد نصّ القانون الدولي حقوق الطفل من بينها عدم تزويج الفتيات القاصرات ومن حق كل طفل دون الـ 18 اللعب والتعليم والتعبير عن رأيه.

إذاً زواج القاصرات هو منبوذ في الأديان السماوية وغير مرغوب به والأمم المتحدة منعته وأقرّت حقوق الطفل أي دون الـ 18 وهو اللعب والتعليم والتعبير عن رأيه .. لكنهم لم يقبلوا بزواج الأطفال واعتبروها جريمة، كما أنّ هذا الزواج التجاري له مخاطر صحية على الفتاة وعلى الأطفال هل من قانون يمنع هذا الزواج ؟

Copy URL to clipboard


























شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار