منذ 6 سنوات ساميا داغر Samia Dagher رسّامة لبنانية محترفة اشتهرت عن طريق الإنستغرام حيث تنشر صورًا لرسوماتها وتكسب عشرات الآلاف من المتابعين عبر صفحتها الخاصة.
وُلدت ساميا داغر في 6 كانون الأول/ديسمبر عام 1987 في طرابلس، لبنان، ودرست الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية إلى جانب Computer Science وهندسة البرمجيات Software Engineering.
برعت الرسامة اللبنانية برسم صور بورتريه لشخصيات معروفة والمشاهير مثل الممثلة سكارليت جوهانسن، لاعب كرة القدم البرازيلي نيمار، الممثلة اللبنانية نادين نجيم، الإعلامي اللبناني عادل كرم وغيرهم.
تستخدم الفنانة ساميا داغر أقلام الحبر فقط لرسم لوحاتها الفنية. اكتشفت ساميا موهبة الرسم عندما كانت في الخامسة من عمرها، واستمرّت في تطوير موهبتها في الرسم إلى أن دخلت الجامعة فأتقنتها.
ترسم المبدعة ساميا داغر لتعبّر عن أمور لا يمكن قولها إلّا من خلال الورقة والقلم. أمّا التحدي الأكبر فهو عدم القيام بأي خطأ وإلّا يتعيّن عليها إعادة الرسمة من جديد نظرًا لاستخدامها أقلام الحبر الملوّنة لإنجاز لوحاتها. رغم أن ساميا داغر أتقنت كل التقنيات المستخدمة في الرسم، إلّا أنها اختارت أقلام الحبر لأنها كانت بالنسبة إليها تحديًا كبيرًا، بحسب تصريحها للجرس، وخصوصًا أنه لا يمكن ارتكاب خطأ ما لأنه غير قابل للمحو.
أثارت تقنية الرسم بأقلام الحبر اهتمام الفنانة ساميا، خصوصًا أن القليل من الرسامين الذين يبرعون بها، لذلك، قررت تعلّمها من خلال مشاهدة فيديوهات تعليمية على اليوتيوب، ومنذ ذلك الوقت بدأت تطور موهبتها شيئًا فشيئًا إلى أن أتقنتها.
https://www.instagram.com/p/BWClHrjgAdz/?hl=en&taken-by=samiahdagher
أمّا أوّل رسمة Portrait لشخصية معروفة رسمتها ساميا داغر فكانت شخصية جيم بارسون Jim Parson من المسلسل الأميركي الشهير The Big Bang Theory.
ما إن نشرت الفنانة المبدعة ساميا داغر أولى رسماتها عبر حسابها الخاص على الإنستغرام إلّا أن لاقت إعجابًا كبيرًا من المتابعين الذين شجّعوها أكثر فأكثر لمتابعة الرسم، وفي هذا الصدد صرحت ساميا للجرس: (إن دعم المتابعين ومحبتهم هو ما دفعني لنشر رسمة كل يوم وشجّعني لتحسين موهبتي).
كذلك، استطاعت ساميا داغر بعد جهد متواصل وبفضل موهبتها الاستثنائية أن تحصد 128 ألف متابع عبر حسابها على الإنستغرام.
تتبع ساميا داغر معايير معينة لتقرر أي شخصية ستكون رسمتها التالية، فالشرط الأهم أن يمثّل لها تحدٍ جديد من حيث الشكل والألوان والمضمون إجمالاً وأن يحمل صفة الجمال في الوقت عينه.
كذلك، تُفضّل التحدّث إلى أهلها أو الاستماع إلى برنامج تلفزيوني بينما ترسم، مما يجعلها تصبّ تركيزها على الرسمة مستخدمة غريزتها الأساسية.
تقول ساميا للجرس إنه غالبًا ما تكون ردود فعل الناس على رسوماتها إيجابية إلّا أنها تتقبّل الانتقادات البنّاءة بصدر رحب وبالتالي لن يزعجها إن أشار الناس إلى خطأ معيّن في الرسمة إذ تعتبر ذلك عاملاً أساسيًا للعمل أكثر على موهبتها وتحسينها لتتجنب ارتكابها في الرسمة المقبلة.
كثيرًا ما ترسم ساميا داغر وجوه المشاهير بشكل واقعي لدرجة لا تُصدق. عندما سألناها إن كان أحد المشاهير قد شكرها أو قدّر فنّها الاستثنائي، قالت ساميا: (علّقت النجمة هيفا وهبي على رسمتها وقالت (جميلة مثل موهبتك، شكرًا).
تابعت سامية وقالت: (التقيت بالكوميدي اللبناني نمر بو نصّار حيث سلّمته رسمته الـ Portrait. أمّا الممثل المسرحي جورج خبّاز فدعاني لحضور مسرحيته عام 2015).
رغم أن مهنة الرسّام قد تكون صعبة أو بمثابة تحدّي في لبنان، إلّا أن الرسامة اللبنانية ساميا داغر استطاعت أن تثبت العكس لكل من يقول إن الرسم والفن (ما بطعمي خبز) في لبنان. ساميا داغر ليست فقط رسّامة تنشر أعمالها عبر منصات التواصل الإجتماعي، بل هي تعطي دروسًا بتقنيات الرسم وأساسيات رسم الـ Portrait.
كذلك، تبيع ساميا رسماتها حسب الطلب، إن كان الطلب رسم Portrait أو مشاريع فنية أو قصصاً مصورة وما إلى ذلك.
وفي هذا الصدد، قالت ساميا للجرس: (الرسم أسلوب حياة، وليس مجرّد عمل أقوم به، رغم أنه مصدر دخل لي إلّا أن الرسم لا يزال شغفًا بالنسبة إلي).
أثّر فنّ سلفادور دالي، الرسام الإسباني الشهير، بشكل كبير على الرسامة اللبنانية ساميا داغر، إذ تعرّفت على أعماله خلال أيام الجامعة، لتصبح رسوماته المصدر الذي جعل ساميا تعشق موهبتها أكثر.
من الملاحظ أن ساميا داغر من عشّاق القراءة، فغالبًا ما تنشر عبر حسابها الخاص على الإنستغرام إلى جانب رسوماتها صورًا وهي تقرأ الكتب العربية والإنجليزية إلى جانب كوب القهوة. آخر كتاب قرأته كان سلسلة كتب من Song Of Ice and Fire للكاتب الأميركي Georges R.R Martin. أمّا كتابها المفضل هو رواية L’étranger للكاتب والفيلسوف الفرنسي ألبير كامو Albert Camus.
أمّا فرقة Coldplay الإنجليزية فهي المفضلة لدى ساميا إذ تجد موسيقاها ملهمًا بشكل كبير، وأشارت إليها كموسيقى رافقتها خلال مسيرتها الفنية.
تعتبر ساميا داغر الفن طريقة تعبّر من خلالها عن نفسها بدلاً من الكلام، أو لإيصال رسالة لا يمكن قولها. عندما تكون حزينة أو غاضبة تلجأ للرسم، وحتى إن شعرت بالسعادة فالرسم والفن هو اختيارها لتعبّر عن سعادتها. بالحديث عن الفن، تقول ساميا للجرس: (إنها طريقة راقية للتعبير عن الذات ولست بحاجة إلى الكلمات لفعل ذلك، ما دامت الرسمة مليئة بالألوان إنها كافية لتعبّر عن فرحي. كما تعكس الرسمة عن حزني وتشويش ذهني إن كانت أحادية اللون).
ساميا داغر رسامة لبنانية موهوبة فعلاً، تضفي على رسماتها طابعًا واقعيًا مذهلاً تجعلك تظن أن الصورة تم التقاطها بعدسة الكاميرا وليس برسم اليد. عشقها للفن والرسم بات واضحًا من خلال أعمالها التي تنال إعجاب الملايين. كما أنها تبحث عن تحديات جديدة تطوّر من خلالها موهبتها لتحقق حلمها بالوصول إلى العالمية. أمّا منصات مواقع التواصل الإجتماعي فتساهم بشكل كبير على عملها ووصولها إلى أكبر عدد ممكن من المتابعين وبلوغ هدفها. ساميا داغر رسّامة تؤمن لقمة عيشها من موهبتها وشغفها لتبرهن للجميع وخصوصًا في لبنان أن الفنّ أكثر من كاف لعيش حياة هنيئة.
فانيسا الهبر – بيروت
)
