لم أتخيّل يوماً بأنني سأكتب أو أتحدّث عن سياسي لبناني، طالما أنني لا أحب السياسة ولا أؤيد أي طرف لأنهم لا يعملون لأجل لبنان بل ضد وطنهم الذي كان يوماً سويسرا الشرق فحوّلوه ليكون صحراء الشرق وعاجزاً ومديوناً لأكثر من 80 مليار دولار أميركي وصيرونا في عجز تام من حيث الإقتصاد والمستوى المعيشي.

ولأنهم جميعهم جاؤوا من الوراثة السياسية، وتولوا الحكم نيابة عن عائلاتهم، وأغلبيتهم لا يزالون في الحكم لأكثر من ربع قرن، بتنا نحلم بسياسي يشاركنا أحلامنا. وحده رئيس حكومة لبنان سعد الحريري كسر نظرتي لأهل السياسة في لبنان عندما حل ضيفاً على برنامج (دق الجرس) على شاشة الـ MTV وقَبِل بأن يحاوره 15 طفلاً من مختلف المدارس والأعمار والطوائف، فجاء بلباس سبور بعيداً عن البدلة ولم يتعالَ على أطفالنا بل أوصل لهم كل الأفكار بسلاسة تُناسب أعمارهم الصغيرة.

سعد الحريري لا يعرف سعر ربطة الخبر وهذا ما فعله في الكواليس - خاص
رئيس حكومة لبنان سعد الحريري

ومن أهم ما قاله سعد الحريري خلال مقابلته مع الأطفال بأنه ضد الوراثة السياسية، وبأنه لم يكن يوماً يحلم بأن يدخل المجال السياسي ولكن اغتيال والده الشهيد رفيق الحريري أجبره على دخول المعترك رغماً عنه وليس برضاه، وتمنى لو أن الرئيس الشهيد لم يُستشهد لكان اليوم بارعاً في مجال الـ Business وأكمل حياته بحرية تامة بعيداً عن السياسة التي وصفها بالمُتعبة وبأنه لن يورث أولاده السياسة وسيتركهم يسعون خلف أحلامهم الكبيرة لأن السياسة في لبنان ليست بشيء جميل وسيتعبون كثيراً. وكان الجميل عندما اعترف الشيخ سعد الحريري بأنه في بداياته في السياسة كان يستمع جيداً لأصدقاء والده لكن بعد سنوات تعلّم أكثر وأصبح سيد قراراته ولا يسمح لأحد بأن يتدخل بها طالما هو مقتنع بما يقدّمه. وبأنه تنازل عن أشياء كثيرة في السياسة لأجل لبنان وشعب لبنان ولأطفال لبنان الذين يحرمون من أدنى حقوقهم.

خلال الحلقة وكلّما كان يسمع الشيخ سعد بإسم والده كان يغصّ وكانت عيناه تغرورقان شوقاً له، فهو كان سنده الوحيد في الحياة منه تعلّم المثابرة والقوة وكيف يحب لبنان جيّداً، ولحظة اغتياله كانت لحظة مأساوية في حياة سعد الحريري الذي كان في الطائرة لحظة استشهاد رفيق دربه وسنده، وبأنه قصّ شعره الطويل في الطائرة كردة فعل أولى على رحيل رفيق الحريري من الحياة.

سعد الحريري حاور الأطفال
سعد الحريري حاور الأطفال

سعد الحريري تناقش مع الأطفال بكل تهذيب ورصانة بعيداً عن التكبّر وعن كونه رئيس حكومة، واعترف بأنه خسر نصف ثروته وأكثر من مليار دولار لكنه لا يزال مستمراً إيماناً منه بوطن أجمل وبأن لبنان يستحق التضحيات، وبأنه خسر ثروته بسبب الأوضاع الإقتصادية في البلاد العربية وخسارته تلك لم تحبطه بل زادت من عزيمته وقوّته وأن استقالته الأخيرة التي أعلنها من السعودية جاءت خارج لبنان حتى يشكل صدمة إيجابية على لبنان وكل الأفرقاء، وتابع ممازحاً الأطفال: أنا بحب الدراما كوين.. فردوا أطفالنا: ايه بس مش الدراما اللبنانينة، وقال أحدهم: أنا أتابع الدراما الأجنبية.

سعد الحريري في (دق الجرس) تحدّث عن أمور شخصية، قالها للمرة الأولى مثلاً بأن لديه جنسيتين وليس ثلاث كما يُشاع، وبأن والدته العراقية تدلّعه بـ (سَعّودي) وهي تزوجت في الأدرن وعلاقته مع أخوانه غير الأشقاء جيّدة جداً.. كما أكد بأنه لن يتزوّج على زوجته التي تعرّف عليها من خلال صديقه المقرّب. وبأن أولاده لا يأتون إلى لبنان لأنه يحب أن يعيشوا حياتهم بحرية تامة وأن لا يكونوا محاطين بالـ Body Guards والأجهزة الأمنية في لبنان.

المفاجأة كانت عندما سألوا الأطفال الشيخ سعد الحريري، عن سعر ربطة الخبر في لبنان فتردّد لثوان ومن ثم قال لا أعرف: 500 ليرة فرد أحد الطلاب: يا ريت 500 ليرة.. بل هي 1500 ليرة.. هذا الخطأ المخيف في الإجابة والذي يعبر عن لا مبالاة من السياسي الذي يدير شؤون أمة بلقمة عيشهم كان من المفروض أن تحرضنا ضد رئيس الحكومة لكن ولأنه لم يطلب من المعدين حذفها فغيّر رأينا لأن الصادق أشرف الشرفاء وإن قصّر.

سعد الحريري لا يعرف سعر ربطة الخبز
سعد الحريري لا يعرف سعر ربطة الخبز

ظهرت شخصية سعد الحريري الحقيقية في (دق الجرس)، فظهر صادقاً عفوياً محبّاً وصريحاً وغالباً الأطفال يكشفون عن وجه الكاذب ببراءتهم وعفوّيتهم فجاء سعد الحريري ليؤكد لنا بأنه يستحق أن يكون سياسياً بعيداً عن الغدر الذي تعرّض له من أقرب المقربين له.

وبمعلومات خاصة للجرس، علمنا بأن الشيخ سعد الحريري جاء على الوقت، ولم يتأخر على الأطفال، وفور وصوله مازحهم قبل أن يبدأ تصوير الحلقة، وخلال 3 استراحات والتي تمتد كل واحدة منها لـ 3 دقائق كان طيباً معهم وراح يناقشهم بأمورهم الخاصة ويتعرف على كل شخص بشخصه فأشعرهم بالأمان والحب، ورفض الخروج من الصف للتدخين مثلاً أو لإجراء مكالمات خاصة، بل بقي بجوارهم ولعب معهم، حتى أن مصدراً أكد لنا بأن فريق عمل البرنامج ارتاح بالتعامل مع سعد الحريري بل جميعهم عشقوا شخصيّته الحقيقة التي لم يظهرها مرّة على الإعلام.

في الكواليس لم يتعامل سعد الحريري بسذاجة مع الأطفال، وكان خلف الكاميرا كما أمامها فلم يرتدِ الأقنعة ولم يكذّب ولم يمثّل بل كان صادقاً وعاملهم كالأب الحنون لا كسياسي وبأنه جاء ليقوم بعمله “وبس”

كما علمنا من المصدر بأن رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل سيكون ضيف الحلقة الثانية من برنامج (دق الجرس) الذي يعرض كل نهار أحد الساعة التاسعة والنصف على شاشة الـ MTV.

سارة العسراوي – بيروت

Copy URL to clipboard


























شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار