منذ 6 سنوات افتتح رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري مؤتمر (حماية الإبداع الإعلامي من القرصنة)، صباح الجمعة بتاريخ 3 تشرين الثاني – نوفمبر- قبل استقالته الصادمة من المملكة العربية السعودية بساعات- في السراي الحكومي الذي نظمته وزارة الإعلام وعلى رأسها الوزير ملحم رياشي بالتعاون مع المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي ومجموعة من المؤسسات الإعلامية الرائدة، بحضور عدد من صحافيين من وسائل الاعلام الاخبارية والفنيّة.
هذه المرة الأولى التي يدخل إلى سراي الحكومي، في رياض الصلح، صحافيون لا ينتمون إلى الصحف السياسية أو وسائل الإعلام الإخبارية. وهذا حدث مهم قام به وزير الإعلام ملحم رياشي وكل من ساهم بإنجاح هذا المؤتمر.
جرسيات:
– المؤتمر كان مفيداً بالنسبة للصحافيين المبتدئين ولم نستفد نحن كجرس من المعلومات التي طُرحت في المؤتمر طالما أننا دخلنا إلى عالم الـ Online منذ أكثر من 12 عاماً وقمنا بدورات تدريبية في كبريات مدن العالم الأول وبتنا في مقدمة الفاهمين بأسرار اللعبة الإعلامية الحديثة لكن وكما ذكرنا كان المؤتمر ضرورة ماسة لكل الصحافيين الذين لا يزالون يحبون في علم التكنولوجيا ويحتاجون إلى مد يد العون من المختصين.
– قدّم المؤتمر الإعلامي ماجد بو هدير وكان الرجل المناسب في المكان المناسب.
– استُقبلنا بطريقة رائعة في السراي الحكومي، وكان عناصر الدرك اللبناني متعاونين معنا. والتنظيم كان محترفاً وعلى رأسه الزميلة المشهود لها إليان الحاج.
– كنت أتمنى لو أن أحد المحاضرين وضّح الفرق ما بين الهاكرز الأبيض والهاكر الأسود.. والفرق بينهما أن الأول هو يهدف إلى مساعدة الآخرين وإعطائهم بعض النصائح بكيفية التخلّص من الثغرات التقنية التي تقع بها أهم الشركات وكيفية معالجتها. أما الهاكر الأسود فهو الذي يستغل ذكاءه للقيام بالقرصنة مقابل حصوله على المال أو مقابل انتمائه لتنظيمات. وهذه المعلومة لم تُناقش في المؤتمر بل تم وضع كل الهاكرز في خانة واحدة وهي(القرصنة).
– الرئيس سعد الحريري افتتح المؤتمر وشكر كل المتواجدين، ووجه تحية من القلب إلى وزير الإعلام ملحم رياشي على هذه المبادرة الوطنية الضرورية لحماية الإبداع الإعلامي من القرصنة.
– قبل البدء بكلمته مازح الحريري المترجم الذي سيترجم كلمته في السراي الحكومي إلى اللغة الإنكليزية، وقال الرئيس ضاحكاً: (يعني الله يساعد المترجم هلأ إذا رح يترجم كلمتي)
– الحريري وضّح الفرق ما بين الإبداع والقرصنة بقوله: الأولى تمثل واجهة الحضارة والثقافة والدولة، والثانية تمثل أبشع تعبير عن عدم احترام الحضارة والثقافة والدولة. الأولى تمثل أعلى مستويات الإنتاج الإنساني، الفكري والفني والإعلامي والإعلاني والسينمائي والتلفزيوني، والثانية تمثل أبشع ممارسات السرقة والتعدي على الملكية الفكرية وخرق القوانين.
– وعن قانون حماية الملكية الأدبية والفنية قال الحريري: هذا القانون تم إقراره سنة 1999 وهو بحاجة لتعديلات تتماشى مع عالم اليوم، وتتناغم مع الاتفاقيات الدولية مثل اتفاقية منظمة التجارة العالمية. وباتت الحاجة أيضاً ملحة لقانون خاص بالجرائم الإلكترونية، بما أن تداول الإبداع الشرعي والمقرصن، صار يتم أكثر وأكثر عبر الإنترنت والاتصالات الحديثة.
– خلال المؤتمر تحدّث الحريري في السياسة، واعتبر أن الحكومة الحالية حققت إنجازات كثيرة خلال 10 أشهر ومنها بحسب قوله: قانون انتخاب، سلسلة رتب ورواتب، التعيينات بالدولة وبالسلك الدبلوماسي كما القضائي والمجلس الإقتصادي الإجتماعي كما إقرار أول موازنة للدولة منذ 12 عاماً وتجييش الدعم لمؤتمر دولي بباريس للاستثمار بلبنان ومؤتمر دولي ثاني في روما لدعم الجيش والقوى الأمنية وخطة مواجهة تداعيات النزوح السوري كما قانون الشراكة بين القطاع العام والخاص ووضع النفط والغاز على السكة والانضمام لإتفاقية الشفافية الدولية بالقطاع وخطة الكهرباء وخفض تعرفة الإنترنت وتسريعه..
وأكد الحريري أنه ورغم كل هذه الإنجازات يأتي من يقول أن هذه الحكومة لم تقم بشيء ووصف هذا التعدّي بالقرصنة.
– الحريري وبعد إلقاء كلمته غادر السراي الحكومي مسرعاً ولم ينتظر كلمة الوزير ملحم رياشي، والتقط الصور مع كل من أراد صورة تذكارية معه. وعلمنا فيما بعد أن الحريري لديه اجتماعات مهمة في المجلس النيابي في وسط بيروت.
– وبعد مغادرة سعد الحريري للسراي، ألقى المدير العام لقوى الأمن الداخلي عماد عثمان كلمته مؤكداً أن العمل الأمني أصبح متطوّراً ومواكباً للتكنولوجيا، وتابع قائلاً:(كما كان لبنان دائماً ملتزماً بالقوانين الدولية سنبقى على هذا النهج للحفاظ على صورة بلدنا أمام العالم. لأن الجريمة مهما كان نوعها تبقى جريمة وسنبقى لها بالمرصاد وأنّ الأمن اللبناني بات متمرساً أيضاً في مكافحة القرصنة والإرهاب الإلكتروني)
– ملحم رياشي من أهم الوزراء الذين تبوأوا وزارة الإعلام في لبنان، لا بل أهمهم كلّهم على الأقل هو آت من المهنة إلى سياسة المهنة عبر الوزارة أي من عالم الإعلام والإبداع، ووضع جهوده لحماية الإعلام والإبداع من القرصنة. وقام خلال فترة تسلّمه الحقيبة الوزارية وفي فترة قصيرة بالكثير من الإنجازات المهمة في عالم الصحافة والإعلام وإذ نتمنى منه وكما قال في المؤتمر بأن يعمل بجهد أكبر بعد لوضع حد للمتطفلين ولمنع الدخلاء على عالم الصحافة والإعلام ممن يُعتبرون قراصنة أيضاً عندما خصوصاً أولئك الذين يستخدمون الإنترنت وينشئون مواقع الكترونية دون صفة (صحافي أو إعلامي).
– كلمة وزير الإعلام ملحم الرياشي جاءت مقتضبة جداً لكنها مهمة جداً حيث أكد أن الإعلام في لبنان يعاني من مجموعة مشكلات تؤثّر بشكل سلبي على صورته وقدراته، وفي مقدّمها القرصنة بمعناها الواسع وإنّ الإبداع الفكري هو الوحيد المستمرّ وما عدا ذلك إلى زوال، وهو يُسرق ويُنتهك وُيقرصن ويُباع بأسعار زهيدة، ما أدّى إلى تراجع النوعية وهجرة الأدمغة.
– خلال المؤتمر أشار الرياشي إلى أنّ لبنان يحتلّ المرتبة الثانية في القرصنة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ومعدّل المنتجات المقرصنة وصل إلى 50%، والصورة الّتي تكوّنت عن لبنان في الخارج، هي أنّه يشكّل بيئة مؤاتية لذلك، والإستثمار فيه يؤدّي إلى خسارة.
– دعا وزير الإعلام ملحم رياشي رئيس الحكومة سعد الحريري، إلى العمل من أجل إنشاء لجنة نيابية عامة متخصصة بحماية الملكية الفكرية.
– عند الساعة 12:15 بدأت حلقة نقاش تحت عنوان (المنظور القانوني والقضائي للقرصنة ومدى تطبيق القوانين ذات العلاقة في لبنان)، وكان يديرها المحامي وليد ناصر، ويشارك فيها: وسام العميل من وزارة الاقتصاد، القاضية أماني سلامة، القاضي نسيب ايليا، المحامي المتخصص جان عقل والرائد ألبير خوري من قوى الامن الداخلي – مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية.
– خلال المؤتمر عرضت شاشة الـ OSN بعض التقنيات المعتمدة إقليمياً وعالمياً للحماية من القرصنة.
– قبل ختام المؤتمر دارت حلقة نقاش بعنوان (التكنولوجيا وأفضل التدابير التي ساهمت في مكافحة القرصنة عالمياً)، وكان يديرها رئيس الشؤون القانونية OSN صوفي مولوني، سارة ران ريمبتس Motion Picture Association Or America، غوردن فنلايسن ZEE International، هدى يونان Microsoft، كارلو نهرا WWWE l Mr. Adam Bigwood
– حضر المؤتمر عدد من الفنانين اللبنانين ومنهم وائل جسار، غسان صليبا، بيتر سمعان، أسامة الرحباني، سليم عساف، الملحن سمير صفير والمخرج سعيد الماروق.
– إليان الحاج التي نظمت اللقاء بشكل محترف يحدث في الدول الراقية فقط وجعلتنا فخورين بها مع فريق عملها
– كانت لفتة ذكية جداً من المنظمة المنفذة لـ اللقاء وهي الزميلة إليان الحاج أن دعت نجوماً إلى المؤتمر لمنحه صورة أكثر إشراقاً ولتعزيز الحضور الثقافي في لبنان وإعطائه صورة أبهى.
سارة العسراوي – بيروت
)
