إمتلأ معبد باخوس في مدينة (بعلبك) الأثرية بجمهور قصده من مختلف المناطق اللبنانية ودول الإغتراب، بعضهم جاء خصيصاً من مصر والمغرب ودبي ودول أوروبا لحضور الحفل الذي يسجل أول إطلالة للفنانة سميرة سعيد في بعلبك وأول لقاء لها بالجمهور اللبناني بعد غياب دام عقدين من الزمان.
على وقع أنغام أغنيتها (هوا هوا) من ألبومها الأخير أطلت سميرة فكان استقبال الجمهور حاراً وحماسياً، وما أن أنهت أغنيتها الأولى حتى رحبت بالجمهور الغفير، عبّرت عن فرحها وفخرها بالوقوف على هذا المسرح العريق، وعن محبتها للبنان الذي كان أول بلد تسافر إليه وهي طفلة في الثامنة، تحدثت عن ذكريات محفورة في ذاكرتها من تلك الزيارة وفي كل زيارة.
بادلها الجمهور محبتها بمحبة أكبر، فغنت له من روائعها (يوم ورا يوم)، ثم (يا عم عيش) من جديدها، وعادت بالزمن الى الوراء 20 عاماً أو أكثر لتشدو بأغنية (بنلف) من ألحان الموسيقار بليغ حمدي، والتي لحنها خصيصاً لها وغنتها تحية للعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ بعد رحيله.
من قديمها غنت (بشتقلك ساعات وعالبال) فأشعلت المدرجات، تحدت ذاكرة الحضور بأغنية (روح يا زمان)، فلم يخذلها الجمهور وغناها معها. لتقفز به بالزمن مجدداً إلى (محصلش حاجة) من ألبومها الأخير فأشتعلت حماس الحضور أكثر فأكثر. أما تحيتها للبنان فكانت عبر السيدة فيروز وأغنية (عندي ثقة فيك)، كما غنت لأديث بياف Non, Je ne regrette rien.
وعندما سألت الحضور عما يرغبون سماعه طالبوها بإعادة أغنية (هوا هوا)، فلبت طلبهم وعادت المدرجات تهتز. ومن جديدها غنت أيضاً (يا لطيف) فأثار التفاعل غير العادي دهشتها وسعادتها وعبرت عن ذلك أكثر من مرة خلال الحفل، وعندما وصل الحماس أشدّه علت أصوات الجمهور تطالبها برائعتها (قال جاني بعد يومين) فغنّتها وغطى صوت الحاضرين على صوتها وهم يردّدونها معها، ويرغمونها على إعادة غنائها للمرة الثانية.
وفي الختام أعادت غناء (محصلش حاجة) للمرة الثانية وغادرت المسرح والجمهور مستمر بالغناء لم يتوقف. وأجمع الحضور على أنه كان حفلاً تاريخياً لمسيرة سعيد على أدراج بعلبك، وحفلها لن يُنسى أبداً.
خلال الحفل تألقت سميرة بفستان من تصميم نيكولا جبران.