الفنانة المصرية شريهان
النجمة المصرية شريهان

من يتابع شريهان، منذ بدايتها، يعرف أنها عنيدة وقوية وعاشقة للحياة، ولا ترضى بالهزيمة. هي تعرف طعماً واحداً فقط: طعم الإنتصار.

ما من كارثة تحل بها حتى تخرج منها واقفة على قدميها.

وما من أزمة تتعرض لها إلا وتدهسها بقدميها..

في أزمتها الصحية الأخيرة، لم يكن أحد يتوقع أن تعود شريهان سالمة. لكنها تمسّكت بحقها في الحياة، وعادت بإيمانها من أجل ابنتها «لولوا» ومن أجل عشّاق ومحبي فنّها.. طوال مرضها وبعده، لم تتحدّث شريهان، لكنها خصّتني بهذا الحوار.

في الفترة الأخيرة، تم تسريب أخبار حول صحتها، وكلها شائعات كان وراءها شخص لم تعد تربطه أية علاقة بشريهان الآن.. رحنا نفتش عن الحقيقة إلى أن أعطتنا إسعاد يونس بعض المعلومات، التي لم ننشرها، احتراماً لإسعاد التي اعتبرت ما تفعله خيانة، رغم أنّ كل ما قالته لنا عن شريهان كان جميلاً. رفعت إسعاد يونس سمّاعة تليفونها الثابت وتحدّثت مع شريهان.. لقد وجدت إسعاد يونس رغبة لدى شريهان في أن تتحدث معي، وقالت بأنها مستعدة للحوار..

شريهان بأحدث جلسة تصوير
شريهان بأحدث جلسة تصوير

ولحظة، وجدتني مع شريهان مباشرة. لم أصدق نفسي، ولم أجد كلمة أقولها لها سوى: «بحبّك قوي»، فردّت علي: «ربنا يسعدك، وأنا كمان بحبّك».. وجدت نفسي أمام صيد صحفي ثمين، وكان عليّ أن أستغل الفرصة الذهبية، فأنسى مؤقتاً مشاعري، وأبدأ معها مباشرة بالحوار، فسألتها:

* لا أستطيع أن أنسى مشهد النهاية في فيلم «كريستال» وأنت تقفين لتحية الجمهور، والكلّ يصفّق بشدة.. متى يتكرر هذا المشهد في الواقع؟

– مشهد النهاية في فيلم «كريستال» مشهد فني والحقيقة أكبر بكثير.. عندما دخلت غرفة العمليات لإجراء جراحة، كان هناك عشرات من الأساتذة من أميركا وفرنسا وأستراليا واليابان وألمانيا.. كانت الجراحة رقم ٢٦ على مستوى العالم، واستمرت حوالى ٦١ ساعة.. جلس وقتها مئات من طلبة كليات الطب من العرب في المدرج وتابعوا الجراحة عبر شاشات التلفزيون الداخلية.. ولما نجحت الجراحة، ظلوا يصفقون طويلاً. لا يمكن أن أنسى هذا المشهد.. فالعملية كلها مسجّلة على شريط فيديو، وأشاهدها من وقت لآخر.

لا أخفي عليكَ مدى سعادتي، ولا أستطيع أن أصفها لك في هذه اللحظة.. كنت أتمنى أن أصافح كل واحد منهم بيدي.. لكن قرّرت لاحقاً أن أردّ لهم الجميل.

* كيف؟!

– أحضّر مسلسلاً جديداً باسم «شهيدة العشق الإلهي رابعة العدوية».. السيناريو للكاتب الراحل عبد السلام أمين، والمسلسل مليء بالإستعراض. وأجهّز له حالياً بهدوء شديد. فأنا أحب شخصية رابعة العدوية جداً، وكنت أحلم بتجسيد شخصيتها على الشاشة الصغيرة.

* ما حكاية المسلسل؟

– كنت أتمنى تقديم هذه الشخصية بعد وفاة عبد السلام أمين، لكنّ المشروع تعطل بسبب مرضي. بعد شفائي، عادت إسعاد يونس لتشتري نص المسلسل، وجاءت به إليّ، فشعرت بسعادة غير عادية، وأنا أجلس وأقرأ السيناريو.. حتى الآن، لم يتم تحديد فريق العمل، خصوصاً أن هناك استعراضات سيتم تصويرها في صحراء سوريا والأردن.. وكما قلت، يتم الاستعداد للعمل بهدوء حتى يخرج فى أبهى صورة..

(وتابعت تخبرني) فتحت مخازن ملابسي القديمة لأبحث بنفسي عن ملابس تليق بهذه الفترة التاريخية. فالمسلسل يمرّ بمرحلتين: الأولى مرحلة تفتّح رابعة العدوية، وهي مرحلة مليئة بالإستعراضات والأغنيات، والمرحلة الثانية مرحلة التصوّف، وهي مليئة أيضاً بالإستعراضات الصوفية، وسيتم استخدام الغرافيك.. سأغني بعض الأغنيات بصوتي والأخرى كورال وبصوت مطربة محترفة لم نخترها بعد.. لم يتم تحديد موعد التصوير. لكننا سنختار الوقت المناسب بما يتوافق مع حالتي الصحية.

* أعتقد أنها هدية ثمينة لمحبّيك في كل مكان؟

– نعم.. حبّ الجمهور أبقاني على قيد الحياة حتى الآن.. أنا أعيش من أجل الجمهور الذي يحبّني، ولمست ذلك بنفسي من خلال سؤالهم المتواصل عنّي.. سأعود من أجل ابنتي والناس.

* ما هي آخر أخبار الدعوة القضائية التي قمت برفعها ضد نقابة المحامين؟ هل ما زلت تصرّين على القيد بها كمحامية؟

– هذا حقي، ولن أتنازل عنه مهما حدث.. لقد تخرّجت في كلية الحقوق منذ فترة طويلة، ومن حقي أن أصبح عضواً فيها، وليس لأحد الحق في مصادرة حقي الدستوري والقانوني. لقد طلبوا مني أن أترك نقابة الممثلين ليتم قيدي بنقابة المحامين وهذا لن يحدث أبداً.. لن أترك نقابة الممثلين لأنني ممثلة أيضاً وأعتزّ بهذه المهنة، وسأظل أقاتل حتى أحصل على حقي المسلوب، وأقيّد كمحامية.

(كانت شريهان سعيدة متفائلة طوال الحوار، وكانت تقطع كلامها لتتحدث عن العملية الجراحية التى أجرتها رغم مرور ٤ سنوات عليها، لقد تصوّرت أن غرفة العمليات مسرح مليء بعشرات الباحثين ومئات طلبة الطب العرب الذين رأت في أعينهم الأمل)..

النجمة المصرية شريهان
النجمة المصرية شريهان

* الآن ماذا تريدين أن تقولي لنا؟!

– لقد رزقني الله بـ«ضرّة» (تقصد إسعاد يونس) تعاملني مثل أختي. وأدعو الله ألا يحرمني لا أنا ولا جمهورها منها. (هنا تدخلت إسعاد يونس قائلة بانفعال لشريهان):

– هل تريدين مني أن أشذّ عن الملايين في حبّك؟ أنا أحبك مثلهم، ولا أستطيع أن أفعل سوى ما أفعله لأنكِ شخصية تستحق الحب والإحترام .

ملحوظة: لقد طلبت مني إسعاد يونس ألا أنشر كلام شريهان عنها، ولم ألتزم، لأنّ من حق الناس أن يعرفوا عمق العلاقة التي تجمع بينهما.

أما هدف شريهان الأكبر في حياتها الآن، فابنتها لولوا، وهي في الصف الخامس الابتدائي. فمن أجل عيونها تستيقظ من نومها في السادسة صباحاً لتجهيز وجبة إفطارها قبل ذهاب الأخيرة إلى المدرسة.. تنام شريهان في الثانية عشرة ليلاً، وقد تنام قليلاً خلال النهار.. لا تخرج من بيتها إلا من أجل لولوا. وتواظب على حضور اجتماعات مجلس الآباء في المدرسة بانتظام، وتحرص على حضور حفلات المدرسة، وما من دعوة وجهّتها لها إدارة المدرسة فى أي مناسبة إلا ولبّتها. في الوقت نفسه تجد لولوا حريصة على متابعة حالة والدتها الصحية لوالدتها، فتذكّرها بمواعيد الدواء.

تمارس شريهان الرياضة بشكل يومي ولقد تمكّنت من انقاص وزنها، فعاد جسدها إلى الشكل التي نعرفه، وهي تشاهد شرائط أعمالها يومياً.

تأخذ جرعتي دواء صباحاً ومساء، كما تحرص على مشاهدة التلفزيون، وتتابع تحديداً برنامجي «القاهرة اليوم» لعمرو أديب و«البيت بيتك» لمعرفة الأحداث الإجتماعية والفنية والسياسية اليومية في مصر.

تسافر كل ٣ أشهر إلى باريس للإطمئنان إلى حالتها الصحية. وقبل أن تجري العملية الجراحية الأخيرة، قالت للطبيب: أتمنى أن أخرج من هنا لمشاهدة ابنتي مرة أخرى، وإن لم أستطع فهذا قدر الله. وقال زوجها، رجل الأعمال علاء الخواجة، للطبيب أيضاً: هذه السيدة يحبها ٢٥٠ مليون مواطن عربي فلا تخذلهم.. وهنا شعر الأطباء بأهمية من يجرون لها الجراحة.

وهناك أحداث مرت عليها أصابتها باكتئاب شديد منها: وفاة المخرج رضوان الكاشف، والذي قدمت معه واحداً من أهم الأفلام السينمائية «عرق البلح». كما أثرت فيها وفاة الفنان فؤاد المهندس، خصوصاً وأنّ بينهما عِشرة منذ أن قدّما سوياً مسرحية «علشان خاطر عيونك». وتأثرت أيضاً بمرض سعاد نصر الأخير.

شريهان أهلاوية متعصّبة تتابع كل مباريات الأهلي، وقد شاهدت المباراة الأخيرة التى جمعته بالصفاقسي التونسي والتي فاز فيها الشياطين الحمر ١/صفر. كانت شريهان سعيدة بالفوز وبحصول فريقها على لقب بطل إفريقيا للأندية أبطال الدوري.

شريهان
شريهان

قلت لها: لو كان يعلم لاعبو الأهلي بحماسك للفريق لفازوا ٤/صفر، ولو علم أبو تريكة أنك تشجعينه لأحرز هدفين.

شريهان تابعت أيضاً بطولة كأس الأمم الإفريقية الأخيرة والتي فازت بها مصر.. وسُعدت بالكأس، وشاهدت المباريات بصحبة ابنتها وإسعاد يونس وزوجها علاء الخواجة الذين كانوا يبعدونها عن مشاهدة المباريات قدر الإمكان خوفاً عليها من الإنفعال الزائد.

لم تتوقف شريهان أيضاً عن متابعة الفن المصري. فقد شاهدت مسلسلات رمضان. وقالت في لحظة انفعال: «يا نهار إسود، الدراما راحت فين»؟! قالت هذه الجملة لأنها عاشت العصر الذهبي لقطاع الإنتاج أيام الأعمال الضخمة.

تفضل شريهان تناول الطعام الحار والباذنجان المقلي. لكنّ الأطباء منعوها من تناوله ونصحونها بتناول الطعام المسلوق وشوربا الخضار.. لكنها تخالف تعليمات الأطباء أحياناً.

أحمد فايق – القاهرة

Copy URL to clipboard


























شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار