حسب بيار داكو، النساء الناصلات هن (اللواتي يغيِّرن لون شعورهنّ فتتغيّر شخصياتهنّ) وهن القادرات على خراب الرجل وإفلاسه وقضمه.

وهنّ ظاهرة جَمَاعية تدعو إلى اليأس، ونموذج للمرأة المصنوعة، التي تمثّل الغرب «المتأمِرك».

إذ حينما أُصيبت المرأة بتحوّل اللون في شعرها، كذلك أُصيبت في شخصيتها.

جسيكا ألبا أصل شعرها أسود
جسيكا ألبا أصل شعرها أسود

ووصف داكو المرأة الناصلة (أي التي غيرت لون شعرها من أسود إلى أشقر) بأنها تمارس البغاء غير الإرادي، شأنُها شأن الجرّافات والطرق ذات الإتجاهَين المنفصلين، أي أنها صاحبةُ شخصيتين. وصانعها هو الرجل الذي جعل منها لعبةً، ونزوةً وتمثالاً، ومخلوقاً بُخارياً، وحيواناً جميلاً، إلخ..
وعن ذوات الشعر الأسود يقول داكو إنّ ٦٨٦ إمرأة من أصل ٧٠٠ أي ٩٨٪ هنّ من المتفوِّقات، ويتساءل:

ما السبب؟ ويُجيب: لا أدري.

جسيكا البا استشقرت
جسيكا البا استشقرت

ثم يقول: يبدو أنهنَّ أقوى، وأقلُّ خوفاً وعدوانيّة من الشقراوات. ونصيب ذوات الشعر الأسود من الهرمونات المذكّرة أكثر من نصيب غيرهنّ، لذا فهنّ أقل نزوعاً نحو ردود فعلٍ تغلُب عليها الصفة الأنثوية. وصاحبات الشعر الأسود يُظهرن لطفاً وعطفاً، وهن أكثر حكمة وأقل ميلاً للمحاكمة والهجوم.
ويقول داكو عن أصل النساء ذوات الشعر الأسود قائلاً: إنهنّ سليلات العائلات الجنوبيّة التي كان يسود فيها نظام الأمومة، وهنّ ملكات وسيّدات في منازلهنّ، وكنَّ يستقبلن الرجل بعد عودته من الصيد. ويتابع: لا تبدو النساء ذوات الشعر الأسود قاسياتٍ كما كثيرات من الشقراوات اللواتي يلمع بريقٌ ماكر في أعينهنَّ.
ويلاحظ داكو الرجال خلال مناقشاتهم مع ذوات الشعر الأسود، أنهم يتصرّفون كالصبي، الذي وقع تحت تأثير نظرة أمٍّ صارمة وعطوفة في وقت واحد.
بينما الأمر يختلف كلياً مع الشقراوات، فيصبح صوت الرجل معهنّ أكثر حدَّة، لأنّ الشقراء تُظهر قلّة ثقة بالنفس، وتُهاجم وتُراوغ، لأنها تشعر بالخطر، ولأنها أقل إتّصافاً بصفات الأمومة، فهي أشد إغواءً لأنها ترغب بلفت أنظار الرجال!

نجوى كرم استشقرت من أجل كليب ولكن
نجوى كرم استشقرت من أجل كليب ولكن

واستجوب داكو رجالاً وحصل على إجابات عفوية منهم، ليحصل على النتيجة التالية:
– أجاب رجل في الـ٢٧: ذات الشعر الأسود تعني وضوحاً، نجوعاً، قسوة، صرامة ومنافسة. الشقراء: عذوبة، حلم، هدوء، وهي إسم ممثّلة.
– رجل في الـ ٤٥: ذات الشعر الأسود تعني أماً نشيطة وصارمة، قاسية، قوية، حازمة وقادِرة. الشقراء: سهولة الحياة، منفَعِلة، راحة، خَدَر، حيوانة، رخوة.
– رجل في الـ ٣٨: ذات الشعر الأسود لها صفة الذكر، منافِسة، محتقِرة، مشاجِرة وعملية. الشقراء: ماء هادئ، راحة، دون حياة، حلم، روح.
– رجل آخر في الـ ٤٥: ذات الشعر الأسود هجومية، وقورة، قائدة، جمرة حامية وشديدة. الشقراء: فتِنة، طيّعة، عذبة، مريحة وسريعة العطب.

– رجل في الـ ٢٢: المرأة ذات الشعر الأسود تملك قوة، نضالاً، طاقة، حزماً وروحيَّة. الشقراء: خامدة، فاتنة، لحم دون ذكاء، وحُلية.

– رجل في الـ ٤٩: ذات الشعر الأسود حازمة، ثورجية، من النار، صخرة، قائِدة وزميلة. الشقراء: إغواء، هدوء، تجدّد، راحة، لعبة، إسترخاء، أحلام هادئة، خامدة وسهلة.
ويحلّل داكو بعد إحصاءاته بين آراء الرجال المتفاوتي الأعمار، ويسأل:

نجوى كرم استعادت شعرها الأسود
نجوى كرم استعادت شعرها الأسود

– ماذا ينتج عن هذه الإرتباطات؟ فيقول:

– المرأة ذات الشعر الأسود ترمز لهؤلاء الرجال الجتهزين للعمل، القسوة والنار، وفي حساباتهم أنها تّتصف بصفات الذكر أكثر من صفات الأنثى. بينما الشقراء تذكّرهم بالعذوبة والراحة والحلم والماء.
ويربُطُ داكو من خلال إحصاءاته، بين الشقراء وإحدى الممثّلات، ويُعتقد أنّ هذه الممثلة كانت ذات شعر أسود، فأصبحت كغيرها من ملايين النساء، ناصلةَ اللون، لا لتستجيب إلى الموضة، وإنما لتمثِّل على نحو غير شعوري، روح البلدان الحديثة.

مايا دياب ليست شقراء هي بالأصل صاحبة شعر أسود ومعروفة بقوة شخصيتها لكنها هل تعرف مدى تأثير الاستشقار على شخصيتها
مايا دياب ليست شقراء هي بالأصل صاحبة شعر أسود ومعروفة بقوة شخصيتها لكنها هل تعرف مدى تأثير الاستشقار على شخصيتها

فروح شعب من الشعوب تتمثّل بامرأة دائماً، وإن كانت روح البلدان التكنولوجية ناصلة اللون، ودون طعم، فبإمكان المرء أن يتوقّع أن تكون النساء اللواتي يرمزن إلى هذه الروح على الشاكلة نفسها، ويقول: إذا كانت روح شعبٍ من الشعوب مرموزاً إليها دائماً بامرأة، وإذا كانت المرأة الناصلة هي علامة الشعوب الناصلة، فمن المحتّم أن تكون رمز الدولة التكنولوجيّة في يومٍ من الأيام، إمرأة ناصلة.
فهل نمضي إلى حدّ ننحت ثانية تمثالَي الحريّة وماريان، وهل سننزعُ عنهما وجهيهما الحيويين، وجه مينرفا، كي نسوّي ثانية مكانهما، الوجه غير المعبِّر لإمرأة ناصلة اللون؟
هل داكو على حق؟! هل صار حكّامنا مثل نسائهم الناصلات؟ هل شعوبنا ناصلة حقاً ومنفصمة ولم يعد لها لون حقيقي؟
هل نحن على شفير الهاوية أم وقعنا؟

 Nidal Al Ahmadieh نضال الأحمدية

Copy URL to clipboard

شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار