عروض الـ Stand Up Comedy بدأت مؤخراً في لبنان بشكل قوي وعبر برنامج أسبوعي (هيدا حكي) على محطة الـ Mtv اللبنانية تقديم الممثل اللبناني عادل كرم وكتابة النص والإخراج لناصر فقيه. عادل كرم قرّر الذهاب بعيدًا في هذا النوع الجديد على العالم العربي من الكوميديا، وكان من العرب الذين نجحوا فيه الإعلامي المصري الساخر باسم يوسف الذي تم توقيفه عن الشاشات بعد أن كان حقق ملايين المشاهدات عبر اليوتيوب وها هو الآن يستعد في أميركا لتقديم هذا الفن باللغة الإنكليزية.

أما في لبنان، فبدأ عادل كرم بتقديم الـ Stand Up Comedy والذي أصبح يسيطر على معظم البرامج الإجتماعية أو السياسية أو الإقتصادية ذلك أنهم يبحثون عن ما يفرّح قلوبهم ويسعدهم ويقوّس على المسؤول، خصوصاً وأننا في عز الخريف العربي وخارطة الشرق الأوسط الجديدة وسيطرة القتل والذبح باسم الدين.

الفنان والإعلامي اللبناني عادل كرم
الفنان والإعلامي اللبناني عادل كرم

الـ Stand Up Comedy بدأت في أميركا ومن أبرز كوميدي الـ Stand Up Comedy في أميركا بيل كوسبي، إيدي ميرفي، جيم كاري وجاي لينو وغيرهم كثر.

شركة NetFlix الأميركية العالمية اختارت الممثل اللبناني عادل كرم من بين مئات الممثلين في العالم العربي، ووقّعت على عقد معه بتقديم مسرحية AK-47 حصرياً لها في كازينو لبنان يومي 9 و10 كانون الأول – ديسمبر 2017. وهذا ما فعله عادل حيث كنا على موعد مهم معه مساء البارحة السبت وحضر العرض وزير الإعلام اللبناني ملحم رياشي.

قبل صعود عادل المسرح كان لأديل جمال الدين، عرضاً حين تحدّثت عن لهجتها “العكارية” نسبة إلى بلدتها عكار، ومعاناتها عند دخولها إلى جامعة الـ LAU وهي جامعة تضم أولاد أهم الشخصيات في لبنان ويتصرفون بين بعضهم تحت شروط الإتيكيت وClassy كما قالت، وهم عكسها كلياً بطريقة كلامها أو مشيتها وبكل العادات والتقاليد. أديل وجهت رسالة بطريقة كوميدية حول الصراع الذي يعيشه أهل البلدات النائية مع أهل المدن، ونقلت أوجاعهم بطريقة لا تخطر على بال أحد.

ومن أجواء الجامعة التي عاشتها أديل، نقلتنا إلى محطة الـ MTV التي وصفتها بالعالم الخاص حيث شعرت بأنها تريد فيزا للدخول إليها خصوصاً وأنهم أكثر لياقة من جامعة الـ LAU ويتحدّثون جميعاً باللغة الفرنسية.

الـ Stand Up Comedy أديل جمال الدين
الـ Stand Up Comedy أديل جمال الدين

نصف ساعة من الضحك مع أديل التي تقف على المسرح للمرة الأولى، برهنت خلالها عن قدراتها العالية وأنها تستحق هذه المساحة الصغيرة التي منحها إياها عادل كرم على مسرحه.

خارج المكان والزمان عشنا البارحة في عالم عادل كرم الخاص تحت إدارة الـ NetFlix العالمية. عادل استطاع استحضار أبطال حكاياته إلى المسرح فرأيناهم من خلال حركاته وجسده وعينيه.

كانت مخاطرة أن يقف عادل على المسرح تحت أنظار شركة عالمية لا تسمح بالخطأ حتى لو كان صغيراً جداً ولكنه كان “قدها وقدود”.

جرسيات:

  • كنت خائفة على عادل كرم الذي أحبه وأتابعه بشغف بكل أعماله أن يُخدش أمام أكثر من 1000 شخص جاؤوا كي يدعموه ويشاهدوا جديده وما إذا كان سيكرّر نفسه أم لا، وجميعهم لم يعلموا أن عادل أمام امتحان كبير والرسوب فيه ممنوع منعاً باتاً وإلا قد يخسر منبرًا عالميًا هو الـ NetFlix التي اختارته من بين مئات النجوم في الوطن العربي.
  • حين أطل عادل كرم ضحكنا كما لم نضحك يوماً، استطاع أن يجذبنا إلى عالمه الخاص، إلى واقع أليم نعيشه، خصوصاً حين أدخلنا عالم المستشفيات وشاهدنا من خلال أدائه كيف تتعامل مستشفيات لبنان مع المرضى ذوي الدرجة الثانية، وكيف لا يُستقبل أي مريض مهما كانت حالته خطيرة إلا إذا كان لديه ضمانات مالية أو واسطة، كما انتقد كل النجوم بطريقة غير مباشرة حيث يدعون الصحافة إلى مآتم أهلهم ويسمحون لهم بتصوير الجنازة (فيديو وصور).
  • عادل أيضاً نقلَ لنا الإختلاف بين الحضارات، واعترف أنه في العام 2003 كان قرر أن يهجر إلى أستراليا، لكنه عانى كثيراً هناك، فاللبناني يختلف عن الجميع بطريقة أكله وأسلوب عيشه وتقاليده، فلم يستطع التأقلم وعاد إلى لبنان وبدأ العمل الشاق كي يصل إلى ما هو عليه الآن.
  • عادل كرم اعترف بأنه يكره الزواج، واعترف بأنه تزوّج لمرّة واحدة فقط، والطلاق كان بسببه وليس على من تزوجها، وقال: “لن أدخلكم بالدراما” وراح يخبرنا عن حفل زفاف واحد حضره حصلت فيه مواقف طريفة عدة ومن بعده فضّل حضور الجنازات عوضاً عن الأفراح.
  • عادل كرم خلال عرض مسرحيته رفض التحدّث عن السياسة أو عن أي مفردات وطنية وغيرها من الشعارات التي تتلاعب بأحاسيس الناس واكتفى بتقديم النقد الساخر اللايت أو الخفيف.
  • الحاضرون كان يقهقون وكانت تعلو ضحكاتهم مع كل موقف يرويه عادل ويجسيده على المسرح.
عادل كرم في كازينو لبنان
عادل كرم في كازينو لبنان
  • 15 عاماً مر على وفاة والد عادل كرم، وفي نهاية الحفل أهدى مسرحيته إلى روح والده التي لا تزال ترافقه حتى الآن، فرفع رأسه إلى السماء وقال: “بابا هيدي المسرحية الك ولروحك بحبك”
  • أصدقاء عادل كرم  لم يجلسوا في الصفوف الأمامية، وأقصد كل من نعيم حلاوي، رولا شامية وآنجو ريحان بل جلسوا في الصفوف الخلفية أو بالتحديد في Row G وكانوا يتحدثون مع الناس بكل بساطة وتواضع، ما يؤكد بأنهم تنازلوا للضيوف عن الصف الأول لأنهم اصدقاء عادل وليسوا ضيوفاً غرباء.
  • عباس شاهين لم يكن حاضرًا، الكل تساءل عنه خصوصاً أنه بدأ بتقديم برنامج (هيدا حكي) إلى جانب عادل كرم على الـ MTV.
  • طارق كرم شقيق عادل، وقبل بدء العرض، كان يراقب الجميع من زاوية المسرح، وما إذا كانت كل الكراسي ستمتليء، كان متوتراً للغاية وعندما لاحظ أن الصالة قد امتلأت حتى باتت لا تساع أي أحد عاد النشاط إليه وبدأ يضحك وقلبُه يرقص فرحاً لنجاح شقيقه عادل.
  • ناصر فقيه كان القطبة المخفية في المسرحية، فنجاح عادل من نجاحه، إنه رفيق دربه وأيامه. وعادل في ختام المسرحية شكر ناصر فقيه الذي ساعده بكتابة المسرحية.
  • كان اللافت تواضع وزير الإعلام ملحم رياشي الدي وقف وصفق لعادل الذي شكره على حضوره مؤكداً أنه صديق محب.
  • عادل كرم ألقى التحية على الجميع، وشكر كل من ساهم بإنجاح العرض بدءًا من NetFlix، مرورًا بشركة BeeMedia، وسمّى بالإسم كل المقرّبين منه، ومعالي الوزير ملحم رياشي.
  • قبل بدء العرض تحدّثوا باللغة الأجنبية عبر مكبّرات الصوت، طالبين من الكل عدم استخدام الهواتف لتصوير أي مقطع لأنه خاص لـ NetFlix.
  • عادل توقّف لدقيقة واحدة عن العرض بعد أن طالبوه بذلك لتغيير Card Camera 1، وقال: “بدي اعتذر منكم لدقيقة حتى يستبدلوا الكارد ما هيدي الـ NetFlix” (وضحك الجميع). ومن ثم خلع الجاكيت ورماها إلى الكواليس ومن ثم قال: هيدي الـ T- Shirt اشتريتها بـ 400$ من عند Aishti كي تليق بهذا العرض، إنو أكيد حتقولوا شو مبذّر بس يالا اشتريتها، يعني كل المصاري يالي طلعتلي من NetFlix دفعتها على الـ T-SHIRT” وعاد ونظر إلى الكاميرا مان وقال: “شو خلصت من هالكارد؟”
  • سأل عادل عن ما إذا كانت الصالة تضم بعض الأشخاص من خارج لبنان فرفعوا أيديهم وبدأ يسألهم من أي دولة فقال أحدهم من الأردن، وقال عادل مسرعاً: ييه انتو بتبوّسوا مرتين مش متلنا اللبنانيين منبوّس بعض 3 مرات” ومن ثم سأل مجموعة من الناس من أين جاؤوا فقالوا من سوريا، فوقف عادل ونظر إليهم بشكل كوميدي وقال: مرحباً بنا عندكم نحن في دياركم، وربما الكازينو أيضاً لكم لا أعرف، لبنان بلدكم لا حبايبي نحن ضيوفكم مش انتوا”. فضحك الجميع وعلا التصفيق الحاد.
  • كثر من الحضور وهم يخرجون بعد نهاية العرض رددوا: “كيف عمل هيك وحدو.. ما بصدق” وكانوا مذهولين بطريقة أداء عادل فلم يشعرنا بالممل رغم أنه كان وحده.

سارة العسراوي – بيروت

Copy URL to clipboard


























شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار