• واحد دقنوا طول شبرين قال الإهرامات حرام ويجب تدميرها “حُرمت عليه عيشته”

  • نفذت 18 عملية ضد اسرائيل وعندما أشاهد مجازر داعش “دمي بيغلي”

  • قبلت يد محمد حمزة لأنه ترجم مشاعري بأغنية “فدائي”

  • الشهيدة سناء محيدلي خير مثل للبنان.

  • والدتي عندما رأتني في المستشفى متقطعا أطلقت زغرودة.

  • أنا الجندي الوحيد في العالم الذي حارب ونسبة عجزه 100%

هو بطل بكل ما تعنيه الكلمة، حارب العدو الصهيوني قبل وبعد الإصابة، ويفتخر بالأوسمة الخمسة التي تمثلت بقطع قدميه ويده وفقدان عينه بالإضافة إلى جرح غائر في ظهره، إنه الشهيد الحي عبد الجواد السويلم الذي كلما أزور مصر أحرص على مقابلته لأنه أسطورة في البطولة الباسلة، وهذه المرة تحدث معه عن الفيلم التسجيلي الذي يروي قصة بطولته، وعن رأيه بداعش التي لا تمثل الإسلام وكيف أنها صناعة صهيونية بحته.

الشهيد الحي عبد الجواد السويلم
الشهيد الحي عبد الجواد السويلم

* تعشق أرض مصر؟
– أكثر مما تتخيلين، والرسول عليه الصلاة والسلام قال: (إذا فتح الله عليكم مصر فأتخذوا من أهلها جنداً كثيفاً لأنهم خير أجناد الأرض)، اذكر أني عندما كنت أقاتل في الميدان لم يكن يهمني ورفاقي الجنود حماية الأرض فقط، بل أيضاً العرض والشرف، يعني “إحنا نموت وشرفنا ماحدش يلمسوا”، صدقيني اليوم حين أشاهد الأحداث في سوريا والعراق أحزن على النساء والأطفال لما أصابهم من تشرد ونزوح.

* المرأة اللبنانية قوية كونها عايشت الحرب في لبنان لسنوات؟
– المرأة اللبنانية متفتحة ومثقفة وبقدر ما هي أنثى إلا أنها تملك جبروت يُحسب لها، أذكر أن أول عملية انتحارية حصلت في الجنوب اللبناني قبل سنوات ضد الإحتلال الصهيوني قامت بها البطلة الشهيدة سناء محيدلي، مثل تلك الشهيدة خير مثال لوطنها، والفت إلى أنكم في لبنان على الرغم من تعدد المذاهب والطوائف إلا أنكم في نهاية المطاف تتفقون على سيادة الوطن وكلكم ضد العدو الصهيوني، خصوصاً وأن إسرائيل الجبانة اعتدت على لبنان عدة مرات وتعتبر بيروت هي العاصمة الثانية بعد القدس التي تعرضت للاجتياح الاسرائيلي، وكذلك الجنوب اللبناني تعرض للاحتلال لسنوات طويلة.

الشهيدة سناء محيدلي
الشهيدة سناء محيدلي

* وكيف تصف داعش؟
– “دول مش مسلمين ولا يمثلون الإسلام”، وأبو بكر البغدادي ضابط بالموساد الصهيوني، المسلم الحقيقي لا يبيح سفك الدماء أياً كان دينه، وأكثر مشهد آلمني هو حرق الطيار الأردني “يا جماعة لا يعذب بالنار إلا الي خلق النار”، وبعدها ذبحوا الطبيب المصري القبطي في ليبيا ومن ثم عدداً من الأقباط المصريين الذين يعملون هناك أي في ليبيا وكل تلك الجرائم ضد الإسلام والإنسانية، وأنا كشهيد حي قاتل العدو الصهيوني، عندما أشاهد تلك المذابح التي ترتكب باسم الإسلام ونحن براءة منها “دمي بيغلي”، وحتى سنة النبي صلى الله عليه وسلم براءة من داعش وأخواتها كونها صناعة أميركية – إسرائيلية الهدف منها تدمير الأمة العربية، والفتك إلى أن الذين قتلوا المعتقلين بسجن أبو غريب قبل سنوات كانوا يرتدون (افارولات) تشبه تماماً الذين كانوا يرتدونها من ذبح الأقباط في ليبيا وهي صناعة أميركية ولون أكمامها برتقالياً، اللعبة كبيرة وكلنا نعي أنها اسرائيلية – أميركية وعلينا كأمة عربية أن نستفيق أكثر.

وأضاف: “أنا مسلم، القرآن كتابي والإسلام ديني ومحمد رسولي “ماليش دعوة بحسن البنا واتباعه”، ومرّة في مصر لم نكن نفرق بين المسلم والمسيحي الا بالفترة الأخيرة “ايام زفت الطين” (ويقصد جماعة الأخوان)، فعندما كنت في الجيش كان صديقي بطرس يصوم معنا رمضان وكنت أقول له أن صيامنا ليس من ضمن عقيدته لكنه كان يصر على أن يبقى صائماً معنا وساعة السحور كان يستيقظ ويتسحر ثم يخلد إلى النوم في الصحراء، هؤلاء هم أقباط مصر وبالمناسبة كلمة قبطي تطلق على المسلم والمسيحي كون مصر قبطية، وأطرح السؤال التالي للأغبياء:

سيدنا عمرو ابن العاص عندما دخل مصر لماذا لم يأمر بهدم تمثال أبو الهول مثلاً؟ لسبب بسيط لأنه يعلم أنه من حضارة الدول والشعوب فهل يعقل أن يهل علينا اليوم “واحد دقنوا طول شبرين ويقول لازم نهدم الاهرامات ازاي الكلام ده؟ ربنا يهدوا”، وهذا أكبر دليل لتشويه الإسلام حيث دمروا الأثارات في العراق بأيعاز من أميركا التي لا تملك تاريخاً (يصمت ثم يعلق) لست محللاً سياسياً لكني أقرأ المشهد جيداً وأراه واضحاً كوضوح الشمس فهم يريدون تدمير آثارات العراق ومصر حتى نصبح بلا حضارة.

عبد الجواد: مصر قبطية والإسلام بريء من داعش واخواتها
عبد الجواد: مصر قبطية والإسلام بريء من داعش واخواتها

* الجيش اللبناني تعرض للقتل من داعش؟
– تابعت الموضوع وآلمني جداً وهم بأذن الله شهداء أياً كانت مِلّتهم أو دينهم، هم دافعوا عن الأرض والعرض في لبنان، كون داعش تبيح الزنا تحت مسمى الدين، ولا تنسي أن الجيش اللبناني مقاوم وسبق أن تصدى للإرهاب في نهر البارد أيام كان رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان قائداً للجيش اللبناني قبل سنوات وأقول له عبر موقعكم انشألله ستنتصرون على الإرهاب الغاشم و”شدو حيلكم وحطوا ايديكم يأيدين بعض وانشأ لله حتنتصروا على اعداء الدين والوطن والانسانية”.

الرئيس الجمهورية ميشال سليمان وعقيلته السيدة وفاء
الرئيس الجمهورية ميشال سليمان وعقيلته السيدة وفاء

* وكيف ترى مصر اليوم؟
– مصر هي عامود الأمة العربية وكانت ستضيع، لكن الرب سبحانه وتعالى الذي ذكرها في كتابه الكريم حماها من العدو التركي الأميركي وأنقذنا الرئيس عبد الفتاح السيسي، وصدقيني لو ضاعت مصر لتشتت الأمة العربية بأكملها، وأريد أن أقول شيئاً وهو أني عندما أصلي أدعو من كل قلبي للرئيس السيسي أن يحفظه الله ويرد عنه كل مكروه سواء كان من الإنس أو الجن وأن يوفقه بخطواته لما فيها لصالح مصر. السيسي قائد عظيم يملك رؤية قوية ونحن شعب نملك إرادة وعزيمة، وأحببت جداً مطالبته بتشكيل قوة عربية هذه الخطوة كان يجب أن يتم تشكيلها منذ 70 سنة ولو حصلت حينها لما كانت الأمة العربية على ما هي عليه اليوم، وانشالله بتشكيل القوات المسلحة العربية بعد كل هذه السنوات سنحقق الوحدة العربية الحقيقية على مستوى الدول والأنظمة، وعموماً الشعب العربي موحد بصرف النظر عن بعض الخلافات في وجهات النظر.

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي

* كيف تمضي أوقاتك؟
– أزور الكليات والمدارس والأندية وألقي دروساً عن قدرات الشعب المصري، وقوة جيشنا الذي أحرز النصر العظيم في حرب أكتوبر عام 1973، وأنا كشهيد حي أروي للطلاب كيف قاتلت في حرب الاستنزاف وأصبت وبترت أطرافي ومن بعدها شاركت بحرب أكتوبر وحققنا النصر، ودائما أقول للشباب أنتم لستم أقل مني بالعكس كل الظروف لصالحكم من حيث التعليم والمعيشة، والكل ينظر إليّ على أني قدوة وأصر على أن أعطيهم دروساً في الانضباط والإصرار على النجاح ومواجهة العدو.

* الشاعر محمد حمزة الذي كتب لك “فدائي” وغناها عبد الحليم توفي العام الماضي؟
– حزنت جداً عندما علمت بوفاته، وكنت عندما التقيته قبلت يده وشكرته على كل كلمة كتبها عني في الأغنية لأنه ترجم مشاعري كأجمل ما يكون خصوصاً في كوبليه (لو مت يا أمي ما تبكيش/ حموت علشان بلدي تعيش/ افرحي ياما وزفيني وبيوم النصر افتكريني)، والدتي عندما رأتني في المستشفى متقطعا جراء الصاروخ الإسرائيلي الذي رصدني لم تبكِ بل أطلقت زغرودة رنت لها أرجاء المستشفى.

* وماذا عن فيلم “رجال من ذهب”؟
– هو عبارة عن سلسلة قصص للأبطال ومنها قصتي في المعارك التي خضتها وكيف دمرت عدة آليات إسرائيلية وقتلت عدداً من الجنود الإسرائيليين وفجرت عدة دبابات، وحملت قصتي تسمية (رجال من ذهب الشهيد الحي عبد الجواد السويلم)، مدة الفيلم نصف ساعة استغرق العمل فيه طيلة سنة كاملة، استعرض العمل تنفيذي مهمة الهجوم على مطار (ملينز) وتدمير 6 طائرات إسرائيلية، وتدمير أتوبيساً إسرائيلياً وقتل فيه 36 من الإسرائليين، ومن ثم قيامي بالهجوم على منطقة إدارية إسرائيلية وتدميرها كما اشتركت في 18 عملية عبور داخل وخلف خطوط القوات الإسرائيلية، وتمكنت من تدمير 16 دبابة، و11 مدرعة، و2 بلدوزر، وعربة جيب، فقدرت خسائر إسرائيل حوالي أربعين مليون دولار مما أصاب الإسرائيليين بالفزع، وفي أثناء عودتي بعد تنفيذ 18 عملية ضد إسرائيل رصدني طيار إسرائيلي وأطلق صاروخه علي.

الشاعر محمد حمزة
الشاعر محمد حمزة

* تحب أن تُقدم سيرتك في عمل فني؟
– أكيد شرط أن يمثله شاب يملك مواصفات البطولة ولا يهمني أن يكون نجماً كما سأرفض أن يستعين بدوبلير، “يعني لازم ينط من علو 50 متر زي ما كنت بنط لما كنت في الصاعقة”، وقد أطل بالمرحلة الأخيرة من العمل رغم أني لا أملك موهبة التمثيل، إلا أني فخور بأني الجندي الوحيد في الصاعقة الذي كرمت على مستوى الدولة من ثلاث رؤساء مصر ومن المشير الطنطاوي كما أني الجندي الوحيد الذى تم استدعاؤه للاحتفال باليوبيل الفضي لنصر أكتوبر عام 1998، والحصول على ميدالية مقاتلي أكتوبر، حيث اختارتني القوات المسلحة ممثلاً عن مليون و200 ألف جندياً، وهوعدد جنود القوات المسلحة في حرب أكتوبر، إذ لم تكن بطولتي في إلاصابة فقط أثناء حرب الاستنزاف بل تكمن في إصراري على مواصلة الإشتراك في الحرب لأصبح الجندي الوحيد في العالم الذي حارب ونسبة عجزه 100%. عندما انخرطت في الصاعقة كنت أتمنى الشهادة والرب عز وجل لم يحرمني منها وقد كرمني بخمسة أوسمة ونياشين وهي بتر قدماي وساعدي الأيمن وفقدان عيني اليمنى والجرح الغائر على طول الظهر وأتمنى من الله أن تكون تلك الإصابة جواز مروري إلى الجنة.

* تروي لاحفادك قصتك؟
– طبعاً وهم فخورون بي جداً ولا يملون من سماع حكايتي ولا من أغنية “فدائي فدائي”.

ابتسام غنيم – مكتب بيروت

Copy URL to clipboard

شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار