(عصامي القرار) لم يكن كأي فيلم وثائقي شاهدته من قبل، عادة أصيب بملل عند مشاهدتي للأفلام الوثائقية رغم أنها مفيدة في بعض الأحيان. إلى فندق الـ Bristol في بيروت ذهبنا اليوم الإثنين لمشاهدة فيلم (عصامي القرار) وهو من انتاج شركة (فلمُك) لصاحبتها الصحافية والناشطة ميرنا رضوان التي أرادت أن تبعث برسالة إلى كل شاب فقير أتعسته الحياة بسبب أوضاعه الإقتصاية الصعبة، أو إذا وُلد في عائلة فقيرة ولم تؤمن له الحد الأدنى للمعيشة أو أقل حقوقه.
(عصامي القرار) طرح 10 حالات لشخصيات لبنانية – درزية وهي (جمال الجوهري، حكمت غزال، ندوى الأعور، كمال شهيب، رياض عطالله، أديب الحلبي، نزار أبو جابر، وجدي مراد وكميل سري الدين) كانوا فقراء ولم يلدوا وبفمهم ملعقة من ذهب بل كافحوا، تعبوا سهروا الليالي وأصبحوا من أهم الشخصيات في المجتمع اللبناني ولهم مكاناتهم الاقتصادية المهمة جداً. تحدّثوا عن حياتهم دون خجل ولم يتجاهلوا ماضيهم الذي جعل منهم ما هم عليهم الآن.
أما لمَ أصرّت ميرنا رضوان على الشخصيات الدرزية، وحتى لا تُتهم بالطائفية، فجاءت فكرتها هذه بعدما طلبت منها الجالية الدرزية الأميركية بطرح فكرة جديدة لتسليط الضوء على الطائفة الدرزية حول العالم، وكانت تتمنى لو استطاعت أن تأخذ عيّنات من كل الطوائف اللبنانية دون أي استثناء.
حضر الإفتتاح شخصيات سياسية بارزة ومن كل الأطراف السياسية، ومن الوجوه الفنية فقد حضرت الممثلة هند باز، والممثل وسام صباغ والفنان السوري رضا.
قبل بدء عرض الفيلم كان لإلياس خطار صديق ميرنا رضوان كلمة وقال فيها: (لمَ أنا؟ لمَ هي؟ لمَ سأكون في موقع تقديم ما لم يكن لي فيه ضلوع..؟ لمَ هي تلك الصحافية الشابة التي راحت وما استراحت فاستخدمت عالم الإعلام لتنتقل بعدسة ونص إلى عالم التفليم والتوثيق.. لم أنا ومن بين معرفيها ملايين قادرون على اعطائها حقها ربما لأنني زميل يلامس حدود الصداقة.. ربما لأنني لن أكون شاهدا زوراً على اندفاعها.. ربما لأنني تآلفت مع قدراتها الجميلة اعتدتُها وآمنت بها. هم عصاميون موحدون كان لا بد أن تتبرعم مصائرهم في حفل ما، كان لا بد لعصاميتهم أن تزهر في مسرح ما على خشبة خلف ستارة ولها عدسة على ورق انتصرت العدسة في نهاية النهار. أبطال الحكاية عشرة لا بل أحدى عشرة.. عشرة أمام العدسة وواحدة خلفها.. عشرة أبطال زرعوا بذور العصامية في دواخلهم فغدوا ما هم عليهم اليوم.. عشرة أبطال تموعدوا مع حلم كما فعلت هي.. استيقظ عصاميو ميرنا رضوان ذات يوم على واقع آخر. فعلتها وُلدت الفكرة اشتغلت تعنونت ونالت قوة من الدراما واللقطات حتى صرخت الباكورة عصامية القرار ميرنا رضوان الكلمة كلمتك والفيلم فيلمك.
كلمة ميرنا رضوان جاءت ارتجالية وبالعامية ولم تكتبها على ورق، وقالت: مساء الخير لكم جميعاً، مساء الخير معالي الوزير مروان حمادة، ست زينة ارسلان، الوزير محمود عبد الخالق، النائب سانت جانجيان، النائب فادي الأعور، ممثلي السادة النواب والوزراء أكرم شهيب سامي الجميل تيمور جنبلاط الأميرة حياة ارسلان، رجال القضاة والأعمال. وشكراً لكل شخص جاء ليرى عملي هذا. (عصامي القرار) هي فكرة جاءت بعد نقاش مع الجالية الدرزية في أميركا، وكان كل همنا أن نطرح فكرة جديدة كي نلقِ الضوء على المجتمع الدرزي من زاوية مختلفة ومن هنا جاءت هذه الفكرة لألقي الضوء على رجال الأعمال الذين عاشوا حياة متواضعة مادياً ولكنهم أخدوا قراراً بتغيير حياتهم إلى الأفضل واستطاعوا لأن لديهم ضمير وصدق وأخلاق واخترت هؤلاء الرجال من جيل الحرب اللبنانية. أنا أومن بأن الإنسان الذي لا يعرف أن يحب أهله لن يحب أحداً لذا أنا أحب أهلي وأستطيع أن أحب الجميع.
وتابعت ميرنا: أريد أن أشكر كل شخص شارك في هذا الفيلم، وكل شخص سمع هذه الفكرة، ولكل شخص روى قصّته بكل صدق وقبل أن يعود إلى ماضيه الصعب. الكثيرون طرحوا سؤالاً عليّ لم اخترت أُناساً من طائفة الموحدون الدروز؟ فأجبتهم ليتني أستطيع أن أخذ عينة من كل الطوائف اللبنانية ولكن هناك Category محددة وعلي التقيد بعدد محدد في الفيلم بالتنسيق مع الجالية االدرزية في أميركا. وللأسف لا يزال لبنان بلداً طائفياً، ولا تزال الأقليات في بلدنا لا حقوق لها. وأن يبرز هكذا أشخاص من الأقليات ليس سهلاً لذا ألقيت الضوء عليهم أنا تحديت رغم كل الإنتقادات. هذا الفيلم نبع من قلبي.
جرسيات:
– من أهم الوجوه السياسية والإجتماعية كانت الست زينة ارسلان زوجة الأمير طلال أرسلان التي قلّما تتواجد في مثل هكذا مناسبات، كما تواجدت أيضاً الأميرة حياة ارسلان زوجة الأمير فيصل ارسلان وهو أخ الأمير طلال ارسلان، كما حضر الشيخ لواء جابر وكيل داخلية عاليه في الحزب الديمقراطي اللبناني.
– وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة جاء برفقة مفوض الإعلام في الحزب التقدمي الإشتراكي رامي ريّس وألقيا التحية على كل المتواجدين.
– الممثلة اللبنانية هند باز التي قدّمت أهم الأعمال منذ سنوات هي غائبة اليوم عن الساحة الفنية، وعندما وصل وسام صباغ جلس إلى جانبها ودردشا مطوّلاً قبل بدء عرض الفيلم.
– ميرنا رضوان مخرجة ومؤلفة ومنتجة (عصامي القرار) وعندما دخلت صالة عرض الفيلم ألقت التحية على كل شخص في الصالة وشكرتهم على حضورهم.
– مدير داخلية الحزب الديمقراطي الشيخ لواء جابر كان محترماً جداً كما عهدناه من قبل، وعند وصوله ذهب ليلقي التحية على الوزير مروان حمادة ورامي الريس وكان متجاوباً مع الكل، وبرهن عن احترامه الكبير عندما جاءت الست زينة أرسلان متأخرة فنهض من مكانه كي تجلس.
– رئيس اللجنة الثقافية في المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى كان لوجوده وقعاً خاصاً بما أنه شيخ مثقف وواع، والبعض طرح عليه أسئلة خاصة فأجابهم بكل حب معتمد على الدين وثقافته الكبيرة.
– (عصامي القرار) ورغم أنه بسيط من حيث الإنتاج والإخراج والممثلين إلا أنه قيّم كثيراً لأنه أعطاني كما كل الحاضرين قوّة كبيرة لمواجهة الصعاب والأوضاع الإقتصادية الصعبة التي يمر بها لبنان منذ كان لبنان، ومن أهم أهداف هذا الفيلم الوثائقي هو عدم الإستسلام للظروف وإذا أغلق باب فهناك مئات الأبواب الأخرى التي تنقذنا من مصائبنا بشرط أن يكون لدينا الشغف.
ومن أهم الأقوال التي سمعتها في قيلم (عصامي القرار) هي:
– جمال الجوهري: في العمل الخبرة أهم من المال، واستخدام الأدراج أكثر أماناً من استخدام المصعد.
– حكمت غزال: اذا اهتتمت في الإوزة الذهبية ستعطيك كل يوم بيضة من ذهب.
– ندوى الأعور: اإن السعي الحقيقي لا بد أن يحقق الأحلام ولو بعد حين.
– كمال شهيب: دراسة المشروع ودراسة السوق أهم من المشروع نفسه.
– رياض عطالله: التركيز على عمل معين والصدق في التعامل مع الناس كفيلان بنجاحك.
– أديب الحلبي: إذا رغبت العمل الذي تقوم به، إذاً أنت ناجح.
– نزار أبو جابر: المصاعب تصنع رجال أعمال ناجحين والدنيا لا تؤخذ إلا غلابا.
– وجدي مراد: عالم الأعمال يتطلب رجولة وعدم تراجع.
كميل سري الدين: الأحلام بحاجة إلى سعي وثبات وتصميم أما التوفيق فمن الله.
سارة العسراوي – بيروت
تصوير: عباس مزهر