في الحلقة عشرين من مسلسل (هذا المساء)، وتحديداً في الدقيقة 21، تجلى إبداع المخرج تامر محسن، في مشهد قد تكون قيمته أعلى آلاف المرات من قيمة أعمال أخرى كاملة!

في مشهد مدته دقيقة واحدة استطاع تامر محسن أن يثبت مدى عبقريته حين لجأ إلى صوت كوكب الشرق أم كلثوم ليضيف إلى مشهده جمالاً وقيمة وعظمة!

المشهد الذي نكتب عنه، هو المشهد التالي لإنفراج أزمة (تقى) الفتاة المسكينة التي يبتزها (فياض) ويهددها بفضحها بشرفها وينشر مقطع فيديو إباحياً لها عبر الإنترنت.

مشهد الحارة وهي قد تزينت بعد انفراج أزمة تقى

فور انتهاء أزمة (تقى)، ومساعدة (سمير) لها وغلق صفحة (فياض) نهائياً، أبدع المخرج في عرض مشهد للحارة الشعبية وهي في أوج زينتها وكأنها تستقبل ليلة العيد، في تشبيه رائع للفرحة التي دخلت قلب (تقى) بعد إنفراج أزمتها.

وعلى أنغام كوكب الشرق أم كلثوم وهي تشدو برائعتها (هذه ليلتي)، يلمح تامر محسن نفسياً إلى أنها أهم ليلة في حياة (تقى)، فجاء اختياره للأغنية موفقاً إلى أقصى الحدود لأنه يخاطب الوجدان العربي بما فيه النوستالجيا.

المخرج المصري تامر محسن

لاحظنا مدى إبداع تامر محسن في اختيار اللقطات لمشهد الحارة على صوت أم كلثوم، فعرض لنا فرحة أطفال صغار يلعبون وهم خالين من الهموم، وحينما بدأت أم كلثوم في غناء الجزء الذي تقول فيه (بين ماضِِ من الزمان وآتِِ) استطاع المخرج أن يجمع بين مشاهد تدل على الماضي وأخرى تتخيل المستقبل ليترجم كلمات الأغنية بصورته الراقية التي جمّلت الحي الشعبي وزينته لاستقبال فرحة (تقى)!

نرفع القبعة للمخرج تامر محسن على هذا المشهد تحديداً، وعلى (هذا المساء) إجمالاً بكل ما فيه، سواء القصة التي كتبها تامر بنفسه، أو إمكانياته الإخراجية وعينيه اللتين تحملان قلوبنا أمانة في بؤبؤيها لتبدع في اختيار لقطات مناسبة لكل مشهد، وبالتأكيد تتوه بقدرته الرفيعة على حبكة كل الخطوط الدرامية وبذكاء عال.

تامر ورغم صغر مشواره الفني حتى الآن، إلا أنه يثبت بكل عمل جديد له، أنه مخرج لا يستهان به، بل يُحسب له ألف حساب، فبعد إبداعه في مسلسل (تحت السيطرة)، ها هو اليوم يجدد تألقه مرة أخرى، ويثبت للجميع مدى ذكائه وحساسيته المرهفة في اختيار أعماله.

هنيئاً للدراما المصرية بتامر محسن، وهنيئاً لنا في الوطن العربي به!

دينا حسين – القاهرة

Copy URL to clipboard


























شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار