الإعلامي المصري عمرو أديب
الإعلامي المصري عمرو أديب

تعرّض الإعلامي المصري عمرو أديب إلى وكعة صحية بسبب الإجهاد والعمل المتواصل من دون أي راحة في قناة الـ ONTV حيث يصوّر 5 حلقات في الأسبوع، وفي اليوم السادس يسافر إلى بيروت – لبنان، وفي اليوم السابع يسجل حلقة فنية ثم يعود إلى القاهرة من المطار إلى الاستديو.

شقيق عمرو أديب الإعلامي المصري الكبير أيضاً، عماد الدين أديب عبر عن حبه الكبير لشقيقه الأصغر وعن رحلتهما سوياً في الطفولة مروراً بالإعلام وصولاً إلى الوكعة الصحية التي أصيب بها عمرو ودخل المستفى وأجرى عملية مستعجلة.

وكتب عماد أديب في جريد (الوطن) المصرية رسالة مؤثرة صغيرة، أو قصة قصيرة بعنوان (ولدي عمرو أديب) ننشرها كاملة كما هي:

الإعلامي المصري عمرو أديب وشقيقه عماد الدين أديب
الإعلامي المصري عمرو أديب وشقيقه عماد الدين أديب

(خلع الدكتور عبدالحميد وفا، كبير أساتذة أمراض النساء والولادة، كمامته الطبية، وقال لوالدي ولي: «مبروك عليكم، جالكم ولد».

وبعد دقائق حملت على يدى أخى «عمرو»، ساعتها قال لي والدى، رحمة الله عليه: «ابسط يا سيدي، بقى عندك أخ».

كانت فرحتى غامرة بميلاد أخي، فلقد عشت عشر سنوات الطفل الوحيد والأوحد لأبي وأمي، لذلك كنت دائماً أسأل أمي: «متى يكون لي أخ ألعب معه وأرعاه وأهتم به؟».

وجاء «عمرو»، وبعده بعامين «عادل».. وكانت فرحتي بهما لا توصف.

وبعد نكسة 1967، اضطر والدي إلى العمل فى لبنان، يومها قال لي: «يا عماد، انت دلوقتى راجل البيت، وأمك واخواتك مسؤوليتك».

عبارة تضع على كاهل صبي فى الـ 13 عاماً مسؤولية استثنائية وضخمة.

والحمد لله كنت على مستوى المسؤولية.

كنت مسؤولاً عن إخوتي فى المدرسة، وكنت أوقع شهاداتهم الدراسية كل فصل دراسي.

فارس كرم مع الإعلامي عمرو أديب
فارس كرم مع الإعلامي عمرو أديب

ولا أنسى مشهد كل يوم جمعة، حينما كنت أصطحب عمرو وعادل إلى سينما مترو، لحضور حفل الكارتون، لمشاهدة توم وجيري.

أذكر أول عصفور كناري، وأول سمكة ملونة اشتريتها لـ«عمرو».

وأذكر أول مرة اصطحبته إلى مسرح «الليسيه» لمشاهدة مسرحية «العيال كبرت»، ويومها أقنعته بأنهم يوزعون ساندوتشات «شاورمة» مجانية بين فصول المسرحية!

وشاهدت «عمرو» يكبر أمامي، يعشق القراءة والموسيقى والزمالك والكباب والكبدة. ورأيته يتطور وينضج ويدرس الإعلام. وكما أخذته من يده لمشاهدة «توم وجيري»، أمسكت بيده لدخول الصحافة والعمل معي.

وأشهد أنه عمل بصبر واجتهاد منقطعى النظير، وكان يذهب إلى مطابع «الأهرام» فى «قليوب» لمتابعة طباعة مجلة «كل الناس» خمسة أيام فى الأسبوع بكفاءة نادرة.

كبر عمرو وأصبح صحفياً بارعاً، ثم أصبح نجماً تيلفزيونياً هو الأكثر شعبية على الإطلاق وسط أبناء جيله.

كلنا فى مهنة الإعلام نُدمن التنافس، ونكره أن يتفوق علينا غيرنا، إلا في حالتي مع أخى عمرو، إنه الشخص الوحيد الذي أشعر بسعادة أنه أفضل مني.

هذا الشعور لا يأتيك إلا مع أولادك!

صابر الرباعي ضيف عمرو أديب في برنامج (كل يوم جمعة)
صابر الرباعي ضيف عمرو أديب في برنامج (كل يوم جمعة)

إخوتى ليسوا إخوتي، بل إنهم أولادي!

وحينما دخل عمرو غرفة الجراحة منذ ساعات بعد جهد انتحارى فى عمله بقناة «أون تي في» توقفت الحياة أمامي.

قطعة من قلبي، وجزء من روحي، شريط من أهم ذكرياتي تحت مشرط الجراح!

لم يتحمل صدر وقلب عمرو هموم البسطاء والفقراء في (السيول)، أو فى مستشفى (أبوالريش). لم يتحمل قلبه مشهد منى السيد وهي تجر كل صباح عربة وزنها أكثر من مائتي كيلوجرام، ولم يتحمل قلبه بكاء أطفال مستشفى (أبوالريش). لم يتحمل قلب «عمرو» جنون ارتفاع الأسعار على البسطاء بعد تحرير سعر الصرف!

7 أيام فى الأسبوع لينتحر عمرو أديب ببطء، ليقدم لجمهوره أفضل مادة إعلامية خمسة أيام على الهواء وفى السادس يسافر إلى بيروت، وفى السابع يسجل حلقة فنية ثم يعود إلى القاهرة من المطار إلى الاستوديو!

رجل الأعمال المصري أحمد أبو هشيمة والإعلامي عمرو أديب
رجل الأعمال المصري أحمد أبو هشيمة والإعلامي عمرو أديب

انه الانتحار البطيء فى الزمن الصعب المجنون الذي لا يرحم، والذي يأخذ ولا يعطى.

عشت حياتي أعرف كم أحب أخي عمرو، لكنني لم أدرك مقدار هذه المشاعر، إلا حينما استشعرت خطر فقدانه. فعلاً، صدق المثل القائل: حينما ينجرح إصبع الإنسان يهتف تلقائياً: «أخ خ خ!».)

Copy URL to clipboard


























شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار