هي أغنية واحدة التي تعاون فيها الموزع الموسيقي المصري حسن الشافعي مع الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب، في ألبومها الجديد (أنا كتير)، وهي الأغنية نفسها التي اختارت شيرين أن تطلق الألبوم بإسمها، وكان إختيارها موفقاً.

هي أغنية تُشكل طفرة في تاريخ شيرين الغنائي ككل، وفي ألبومها هذا تحديداً.

عند سماعك لعنوان الأغنية والألبوم (أنا كتير) للمرة الأولى، ستتعجب وتقول (كتير أية؟) وستُثير الكلمة بداخلك فضولاً لتستمع لكلمات الأغنية كاملة لتفهم عن أي كثير تتحدث شيرين؟

وبخلاف كلمات الأغنية الرائعة، فإن جملة (أنا كتير) وحدها تليق بأبنة النيل وصوت مصر الدافئ (شيرين) ، فهي حقاً أشياء كثيرة في عالم الفن الذي بات يخلو من المواهب التي تنافسها في حالتها وعالمها الخاص.

بمجرد أن تبدأ في الاستماع إلى الأغنية، أؤكد لك أن الموسيقى العبقرية التي خلقها الشافعي ومزج فيها بين حالات متعددة من الشجن والخوف والقوة والكبرياء ستجعلك تشعر بأنك تستمع لأغنية مختلفة عن جميع الأغنيات التي استمعت لها منذ فترة طويلة.

لا أدري كيف وظف الشافعي موسيقاه لتليق بصوت وبحة شيرين هكذا، ولتجعل من الأغنية ملحمة فنية تُثير في من يستمع إليها شعوراً غريباً.

أتخيل ملامح حسن أمامي وهو في غاية اندماجه أثناء تأليفه لهذه الموسيقى، كما أنني أتخيل نفسي وكل من يستمع إلى الأغنية يصفق له بحرارة بعد انتهاء آخر (رنة) آلة موسيقية في الأغنية.

ولا أدري كيف استطاع الشاعر أحمد الحبشي (الذي أسمع باسمه لأول مرة) أن يأتي بكلمات تليق بجو الأغنية هكذا، وكيف استطاع أن يتحدث بلسان المرأة القوية التي استطاعت أن تحيا دون حب واستطاعت أن لا تعجز أمام كل الصعاب التي تتحداها دون أن تشعر بالوحدة، ورغم كل هذا كان في داخلها ما يشبه الفراغ وما يتسبب بشعورها بالحزن في أوقات فرحها، وشعورها بالفرح أوقات حزنها.

 الملحن الشاب الموهوب مدين، قام أيضاً بتأليف لحن يتماشى مع الكلمات والتوزيع وصوت شيرين في نفس الوقت، فأصبحت الأغنية كياناً واحداً مترابطاً، قد يكون وصل إلى حد الكمال.

أنه النضوج الفني والغنائي الذي تسعى إليه شيرين دائماً وتنجح به في كل ألبوم تقدمه.

ورغم رغبتي في الانتظار وكتابة مقال تحليلي كامل عن الألبوم -وهذا كان سيأخذ وقتاً أكبر مني كي أستطيع أن أحكم بشكل صحيح- إلا أنني لم استطع الانتظار كي أتحدث عن هذه الأغنية تحديداً، التي هي بالنسبة لي ألبوماً كاملاً.

كما أنني لم أتردد للحظة واحدة في كتابة هذا المقال، حتى بعد معرفتي بأن حسن هو من قام بتوزيع الأغنية موسيقياً، رغم انتقادي له في مقال سابق، لأن هذا ما تعلمته.. أن انتقد وأذكّر بالأشياء التي قد تُحسب علينا أخطاءً، وتتسبب في إساءة ظن الجمهور بنا، وكذلك عليّ أن أصفق وأرفع القبعة لمن أجاد.

دينا حسين – القاهرة

 

Copy URL to clipboard

شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار