في لبناننا كان عندنا أديب كبير اسمه سعيد تقي الدين هو صاحب المقولة الشهيرة (ليس أفصح من القحباء حين تتحدث عن العفة).

كلنا يعرف أنه كلما أطلت شخصية شهيرة فتتفاصح وتجيد بالعفة لتدافع بشكل مباشر أو غير مباشر عن فضائحها وذلّها وعوراتها لأنها ببساطة قحباء. أعتذر عن هذا التعبير لكني أنقله عن أديب كبير شهم وصادق وكان من أشرف المناضلين والتغييريين رحمه الله.

الأديب اللبناني الكبير سعيد تقي الدين
الأديب اللبناني الكبير سعيد تقي الدين

شاهدت قبل لحظات فيديو الفنانة الكبيرة المصرية غادة عبد الرازق، والتي أصبحت في قلوبنا أكبر بكثير، بعد إطلالتها واعتذارها واعترافها بأنها حين صوّرت الفيديو الـ Live عبر الانستغرام كانت تناولت حبوباً مهدئة أو ربما منوّمة. وهذا تصريح يعجز عنه الأبطال.. وهذه الاطلالة يجب أن تُدرس لكل العرب المنافقين من مشاهير وعامة.

بكت غادة عبد الرازق لكن أهمّ ما فعلته أنها لم تكذب، ولم تتكبر، ولم تنسب لنفسها ما ليست عليه، بل بكت قهراً وندماً وفوق ذلك اعتذرت رغم أن من بقامتها تستطيع أن تتجاهل الأمر لكنّها ابنة بلد “يعني منا وفينا”.. يعني ليست مصروعة شهرة.. ولا هي تعاني من تضخم الأنا التي يعاني منها معظم النجوم.

غادة عبد الرازق بكت في الفيديو واعترفت بغلطتها
غادة عبد الرازق بكت في الفيديو واعترفت بغلطتها

لو أن من تقترفن الذنوب بسيطة كانت أم كبيرة تتعلّمن من غادة عبد الرازق. لو أنهن يفهمن بأن الفنان قدوة.. أي أنه يقود جماهير عريضة وأن ما يفعله هو، يصبح أسلوباً ثم يتحول إلى ثقافة شعبية.

هذه المرأة التي وصفتها سابقاً أنها ميريل ستريب العرب هي الآن أهم بكثير منها وهي أول عربية تخرج إلى الملأ بكل هذا النقاء وبكل هذه العفة وبكل هذا الشرف وبكل هذه الرفعة وبكل هذه الأنفة وتقول ببساطة أنا أخطأت.

من تجرؤ أن ترتفع إلى مستوى كعب حذاء غادة عبد الرازق؟ أي منهن؟ هل تلك التي تسرق الأزواج؟ أم تلك التي تبيع نفسها كل ليلة لرجل مختلف؟ أم تلك التي تضرب أهلها بالحذاء وتجعلهم يعيشون في أفقر شقة مستأجرة؟ أم تلك التي تعتدي على أختها وتدخلها السجون؟ أم هاتيك التي تتنكر لأخيها وتعاديه حتى يموت فتستكثر عليه حداد شهر؟ أم تلك التي تسرق زوجاً من عائلته وتحرّضه على أمّه فيعاديها ويعذبها حتى تسقم؟ أم تلك التي تهرب الكوكايين وتخرج لتتهم دولة؟

الفنانة المصرية غادة عبد الرازق
الفنانة المصرية غادة عبد الرازق

لن أكمل.. كثيرات هن الفاسقات.. قليلات هن النظيفات مثل غادة عبد الرازق.. وهذه القليلات ينقصهن أنهن لسن بشجاعة هذه المرأة العملاقة أعني بها غادة مصر.

أنا لا أقرأ الأحاديث وحين أبحث عن ربي أذهب مباشرة إلى الكتب السماوية وإلى كتاب الحكمة الشريفة وإلى سير الصوفيين.

لكني لا أنسى هذا الحديث الذي رواه لي العلامة السيد محمد حسين فضل الله حيث كان يشرف على تعليمي بعضاً من القرآن الكريم، قال لي ذات مرة: جاء أحدهم إلى الرسول (صلعم) وقال له يا نبي الله أنا أزني أسرق أقتل أخدع أغدر أكذب.. أنا يا رسول الله أقترف كل الخطايا ماذا أفعل كي أتوب.. نظر إليه الرسول وقال: لا تكذب.. أريدك أن تذهب في سبيلك وأن تفعل ما تشاء وأن تعود إلي بعد أسبوع وتخبرني بكل ما فعلت.

غادة عبد الرازق اعتذرت لأنها نظيفة
غادة عبد الرازق اعتذرت لأنها نظيفة

فرح المجرم وخرج ليمضي أسبوعه كما اعتاد فارتكب كل أنواع الجرائم وحين عاد إلى الرسول جلس في حضرته ليبدأ بإخباره عما فعل. وحين بدأ الكلام تلعثم قليلاً فذكّره الرسول قائلاً: لا تكذب. فاحمر الرجل واصفر وبدأ يتصبب عرقاً ويرتجف من رأسه حتى أخمص قدميْه ولم يتمكن من الاعتراف بما فعل لأن الصدق أصعب إنجاز بشري.

خرج الرجل إلى حياته وتاب عن كل جرائمه لأنه وعد رسول الله أن يزوره دائماً ويحكي له بصدق ماذا فعل. ومذاك تاب عن كل خطاياه لأنه يريد أن يكون صادقاً.

غادة عبد الرازق التي لا تكذب أشرف من 99 بالمائة من النجمات العربيات.

نضال الاحمدية Nidal Al Ahmadieh

https://www.youtube.com/watch?v=1QOFg3I4EQw

Copy URL to clipboard


























شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار