بعد تعثرها وعدم تحقيقها للنجاح الذي يساوي نجاح مسلسل (حكاية حياة) الذي قدمته العام 2013 وحققت من خلاله رتبة امتياز، تعود غادة عبد الرازق هذا العام في مسلسل (أرض جو) ومنذ الحلقة الأولى، تمكنت مع فريق العمل من أن تدهشنا حقاً منذ الجينيريك واللقطات الساحرة فيه، مروراً بعرض الشخصيات الأساسية والبناء الأول لها في تقطيع ذكي وخلاق، إلى الموسيقى التصويرية، والإيقاع العام لتسلسل الأحداث غير العربي، أي الإيقاع التصويري غير المتباطيء في الإنتقال السريع من مشهد إلى آخر إضافة إلى طريقة التصوير التي لا تعتمد الشح، وكذلك نشهد على الثراء في الاضاءة وحركة الكاميرا من زوايا مختلفة. وكل ذلك ما كان سينفع شيئاً لولا القصة التي تبشر منذ الحلقة الأولى بأنها من القصص الجميلة وبامتلاكها القدرة على تقديم حكايات إنسانية مجتمعية بين الأرض والجو.
تؤدي غادة دور رئيسة المضيفات في شركة طيران خاصة وربة أسرة متوسطة الحال مؤلفة من والدها المثقف وأشقاؤها الثلاثة من الشباب الذين تصرف عليهم لكن كل منهم له ميوله واتجهاته (صورة عن حالة الشباب العربي والتناقضات التي يعانيها) وتنتهي الحلقة الأولى مع الأكشن في الطائرة إذ يتمكن أحد معارف غادة من تبديل حقيبته بحقيبتها في المطار قبل دخولهما الطائرة ليمرر السلاح من خلالها وهي التي لا تخضع للتفتيش. وما أن تقلع الطائرة حتى يسيطر الشاب على الركاب والأمن وطاقم العمل بسلاحه وبمشاهد أقرب إلى العالمية منها إلى المشاهد العربية التافهة. ولتبدأ الحكاية مع آخر مشهد في الحلقة الأولى وبحركة سريعة تخطف الأنفاس.
آمل أن نشاهد غداً حلقة ثانية تضيف إلى العمل وتذهب به باتجاه تصعيدي لا تسويفي عربي يماطل وبترنح. وهكذا تعود عادة عبد الرازق بهية بأرض جو.
مسلسل (أرض جو) من ﺇﺧﺮاﺝ محمد جمعة وﺗﺄﻟﻴﻒ فايز رشوان
ملاحظة: غادة عبد الرازق وفريق عملها خرجوا عن مهازل طول الحلقة في المسلسلات العربية إذ نشاهد (أرض جو) في ما يقارب الخمسين دقيقة في الحلقة الواحدة في حين حلقات المسلسلات العربية لا تتعدى الثلاثين دقيقة في أحسن حالاتها ما يبعث على الغثيان.
نضال الأحمدية Nidal Al Ahmadieh